دائما ما تؤكد مصر على مر التاريخ دعم سلامة واستقرار السودان والتوافق بين أبنائه، وانطلاقا من هذا المبدأ استضافت القاهرة العديد من اللقاءات وورش العمل للأطراف السودانية في القاهرة بجانب طرح مبادرات قد تسهم في دعم التوافق بين الأشقاء في السودان خاصة منذ رحيل نظام الرئيس المخلوع عمر البشير في عام 2019.

وكان آخر هذه المبادرات ما قدمته مصر في يناير 2023، فقد طرحت القاهرة على القوى السياسية ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان مقترحا لاستضافة لقاءات بين الحرية والتغيير والكتلة الديمقراطية، من أجل تسهيل المباحثات بين الأطراف السودان.

ولتوضيح هذه المبادرة التقى سفير مصر بالخرطوم هاني صلاح، وقتها البرهان لطرح المبادرة المصرية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية سريعة في السودان، كما استعرض معه عناصر المبادرة والاتفاق على توضيح تلك العناصر بشكل أكبر لمختلف الدوائر الرسمية والإعلامية والشعبية بالسودان.

المبادرة المصرية جاءت في ظل دور القاهرة للحفاظ على مصالح السودان ووحدته واستقراره والوصول لحوار “سوداني - سوداني” يدعم تسوية حقيقة ودائمة وشاملة.

 المبادرة المصرية المقدمة للبرهان جاءت بعد الاتفاق الإطاري السياسي في ديسمبر الماضي بين الأطراف السياسي لإنهاء الأزمة والذي لم يصل لحل جذر للقضايا الخلافية لذا عرضت مصر استضافة لقاءا آخر قد يدعم حل هذه الأزمات.

وبالفعل استضافت مصر في الفترة من 2- 7 فبراير الماضي “ورشة عمل آفاق التحول الديمقراطي” بين الأطراف السياسية السودانية وحركات الكفاح المسلح رغم رفض بعد الأطراف الحضور إلا أنها كانت فاعلة وساهمت في اتفاق العديد من الأطراف السودانية على تفاهمات بشأن إنهاء الأزمة السياسية.

ومثلت الورشة نقطة مهمة فقد شارك فيها 85 شخصية سودانية ممثلة عن 35 حزباً وحركة سياسية سودانية، وقد اعتمدت الوثيقة الدستورية الموقعة فى أغسطس 2019 والمعدلة عام 2020 مع إجراء بعض التعديلات الجديدة لتوائم طبيعة التغيرات التي طرأت على السودن.

الورشة نجحت أيضا في الاتفاق على شكل السلطة التنفيذية الجديدة وتكوين سلطة مدنية تستأنف عملية الانتقال للوصول إلى الإنتخابات، وتشكيل حكومة منتخبة، كذلك وضعت آليات واضحة بشأن عمل ومستقبل القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ودعم ترتيبات السلم والمصالحة القائمة وتشكيل مُفوضيّة مُستقلة  تعمل على إجراء الانتخابات خلال عامين من تاريخ تعيين رئيس الوزراء.