وسط مزرعته، يتجوّل عبد المجيد لافي بين أشجار الزيتون التي من المفترض أن تكون في هذا الوقف مثقلة بالأزهار، لكن الجفاف ونقص المياه والشمس الحارقة تسبّبت في إتلاف العديد منها.
ويقول في تصريح لـ"العربية.نت"، "الأرض يابسة وكل شيء جافّ، أغصان الزيتون أصبحت صفراء باهتة تكاد تتحوّل إلى حطب، إنّه وضع غير مسبوق".
يمتلك عبد المجيد مزرعة زيتون تمسح 16 هكتارا في محافظة سيدي بوزيد، وهي المنطقة التي تنتج الجزء الأكبر من زيت الزيتون بالبلاد، لكن موجة الجفاف التي قلّصت من محصول هذا العام، تهدّد بإلحاق مزيد من الضرر بإنتاج العام القادم.
كما يضيف "تسوء الحالة عاما تلو الآخر ويتدهور الإنتاج في كل مرة، لقد اعتدنا على نزول الأمطار في فصل الشتاء وأشهر الربيع، لكن هذا العام نحن ضحية جفاف غير طبيعي، إذا تواصل هذا المناخ سأفقد مصدر رزق عائلتي".
أثرّت موجات الحرّ والجفاف التي شهدتها تونس على مدار الأشهر الماضية على محاصيلها من الزيتون الذي تراجع هذا الموسم بنسبة 20% مقارنة بالموسم الماضي، بسبب قلة التساقطات المطرية والتغيّرات المناخية، بشكل لم تعرفه البلاد منذ عقود.
وأدّت ندرة التساقطات وتوقف هطول الأمطار إلى تراجع احتياطات المياه في السدود والبحيرات، وهو ما دفع السلطات إلى فرض قيود على استهلاك الماء لمواجهة هذه الأزمة، وحيث قرّرت منع استخدامه لأغراض زراعية وتقليص الأوقات المخصّصة للشرب.
ومن شأن أن تكون لهذه القرارات تداعيات كبيرة على الإنتاج الزراعي، خاصة إذا تفاقمت ظاهرة الجفاف ونضب المخزون المائي، وهو ما يعرّض محاصيل مثل الزيتون والحبوب والبرتقال والعنب إلى الخطر وإلى انتكاسة قويّة، وهي التي تشكلّ المنتجات الرئيسية للاقتصاد الوطني ومصادر للعملة الصعبة.
ويوّضح عبد المجيد "إذا أنتجت الحقول كميات أقلّ، فإنّ تكلفتها في السوق ستكون أكبر على المستهلكين الذي يعانون بطبيعتهم من ارتفاع الأسعار، على غرار زيت الزيتون الذي ارتفعت أثمانه هذا العام بدرجة جعلت البعض يعجز عن شرائه".
