قطع مانشستر سيتي الإنكليزي شوطاً كبيراً نحو بلوغ الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، وذلك باكتساحه ضيفه بايرن ميونيخ الألماني، القادم من ثمانية انتصارات متتالية في دور المجموعات وثمن النهائي، بثلاثية نظيفة الثلاثاء في ذهاب ربع النهائي.
ويدين سيتي بالفوز الكبير الذي سيجعله يخوض لقاء الإياب الأربعاء في ميونيخ بأريحية كبيرة، الى الإسباني رودري (27) والبرتغالي برناردو سيلفا (70) والنروجي إرلينغ هالاند (76) الذين سجلوا الأهداف الثلاثة.
وتقاسم الفريقان الانتصارات في ست مباريات جمعتهما في دور المجموعات، لكنها المواجهة الأولى بينهما في الأدوار الإقصائية في مسابقة أحرز لقبها البافاري ست مرات آخرها عام 2020، فيما يلهث سيتي المملوك إماراتياً وراء لقبه الأول.
ووضعت هذه المواجهة المدرب الإسباني لسيتي جوزيب غوارديولا ضد الفريق الذي أشرف عليه من 2013 حتى 2016 وأحرز معه لقب الدوري الألماني ثلاث مرات وكأس العالم للأندية.
كما ان غوارديولا، المتوج باللقب مدربا مع برشلونة في 2009 و2011، وقف في وجه المدرب الجديد لبايرن توماس توخل الذي حرمه المجد القاري في نهائي 2021 عندما كان على رأس الإدارة الفنية لتشلسي الإنكليزي (1-0).
وكما كان متوقعاً، بدأ سيتي اللقاء بوجود هالاند في خط المقدمة بعد عودته الموفقة من الإصابة بتسجيله ثنائية في الفوز على ساوثمبتون 4-1 السبت في الدوري الممتاز.
وارتدت المواجهة طابعاً ثأرياً لهالاند إذ خرج خاسراً من جميع المواجهات السبع السابقة التي جمعته ببايرن حين كان يدافع عن ألوان الغريم بوروسيا دورتموند.
وأجرى غوارديولا تغييراً واحداً مقارنة بمباراة السبت، حيث بدأ ببرناردو سيلفا على حساب الجزائري رياض محرز.
من ناحية بايرن، قرر توخل البدء بجناح سيتي السابق لوروا سانيه في المقدمة بجانب سيرج غنابري على حساب توماس مولر والسنغالي ساديو مانيه، وبدأ بالفرنسي بنجامان بافار في مركز الظهير الأيمن على حساب البرتغالي جواو كانسيلو المعار من سيتي بالذات.
وجاءت البداية سريعة مع أفضلية نسبية لصالح سيتي لكن من دون أي فرص حقيقية على المرميين حتى الدقيقة 14 حين كاد هالاند أن يخطف الهدف من بين قدمي يان سومر بعد تباطؤ الحارس السويسري في إبعاد الكرة، لكن الحظ أسعف الأخير وأنقذه من موقف محرج للغاية.
وتدخل سومر للمرة الأولى حين سدد هالاند كرة أرضية ضعيفة لم يجد السويسري صعوبة في التعامل معها وسط صعوبة واضحة لصاحب الأرض في فك الشيفرة الدفاعية المحكمة لضيفه البافاري (22).
وجاء الحل من رودري بتسديدة يسارية قوسية رائعة من خارج المنطقة أسكن بها الكرة في الزواية اليمنى العليا لمرمى سومر (27).
وكان سيتي قريباً من التعزيز عبر الألماني إيلكاي غوندوغان لكن سومر تألق في الدفاع عن مرماه (34)، قبل أن تنتقل الأفضلية الميدانية لصالح بايرن الذي كان قريباً من إدراك التعادل من تسديدة لسانيه من خارج المنطقة مرت بجانب القائم (2+45).
وبدأ بايرن الشوط الثاني بقوة واختبر سانيه حظه من خارج المنطقة لكن الحارس البرازيلي إيدرسون كان له بالمرصاد (46)، ثم تكرر المشهد بعدها بثوانٍ إثر هجمة مرتدة سريعة وكان إيدرسون على الموعد مجدداً بمساعدة من الهولندي نايثن أكيه (49).
وبعد دربكة داخل منطقة النادي البافاري تسبب بها الفرنسي دايو أوباميكانو، كاد هالاند أن يعزز التقدم لكن يوزوا كيميتش ارتمى في الوقت المناسب وقطع طريق الكرة قبل وصولها الى الشباك (50)، ثم انتقل الخطر الى الجهة المقابلة بمحاولة بعيدة أخرى لسانيه لكنه اصطدم مجدداً بتألق إيدرسون (54) الذي اضطر للتدخل مجدداً لإبعاد كرة من تحت العارضة بعد عرضية تحولت من أحد مدافعيه (55).
ورد سيتي بمحاولة لأكيه تألق سومر في صدها (57) ثم تدخل السويسري مجدداً في وجه تسديدة للبرتغالي روبن دياش (58).
ومع تقدم الدقائق، أحكم بايرن قبضته على مجريات اللقاء وأجبر مضيفه على التراجع الى الدفاع تزامناً مع دخول مانيه بدلاً من جمال موسيالا من جهة الضيوف.
لكن هذه الأفضلية لم تكن مثمرة بل جاء الهدف من الجهة المقابلة بعد خطأ فادح من أوباميكانو أمام جاك غريليش الذي خطف الكرة ومررها الى هالاند الذي عكسها عرضية لتصل الى سيلفا فحولها برأسه في الشباك (70).
وكان سيلفا نفسه قريباً من إضافة الثالث لكن سومر كان على الموعد هذه المرة قبل أن ينحني بعد ثوانٍ معدودة أمام هالاند الذي وصلته كرة رأسية من جون ستونز، فانقض عليها وحولها في الشباك (76).
ورفع ابن الـ 22 عاماً رصيده الى 34 هدفاً في 26 مباراة خاضها حتى الآن في دوري الأبطال، بينها 11 هذا الموسم الذي وصل فيه عدد أهدافه الإجمالية الى 45 ليكون بذلك أول لاعب من الدوري الممتاز يصل الى هذا الرقم خلال موسم واحد وفق “أوبتا” للاحصاءات.
وكان البديل الاخر الارجنتيني خوليان ألفاريس قريباً من الهدف الرابع بتسديدة بعيدة لكن سومر صدها هذه المرة (82)، ثم تألق مجدداً في صد رأسية رودري (87).
