بعد 11 سنة من القطيعة.. عودة العلاقات بقوة بين جامعتى بيروت العربية الإسكندرية
صدق المجلس الأعلى للجامعات برئاسة د. أيمن عاشور وزير التعليم العالى على الإتفاق الذى ساهم مؤخرا بعودة المياه إلى مجاريها بين كل من جامعتى بيروت العربية والإسكندرية بعد توقف تام لأكثر من 11 سنة وبالتحديد عام 2011 عندما حدث خلاف فى وجهات النظر بشأن رئاسة جامعة بيروت وقتها والتى كانت يتولاها دائما قيادة جامعية من جامعة الإسكندرية بعد أن تبنى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر هذه الجامعة وساندتها مصر بقوة والتى أنشأتها جمعية البر والإحسان اللبنانية عام 1960 وكانت جامعة الإسكندرية توفر لها معظم أعضاء هيئة الدريس بمختلف كلياتها ، وكانت شهادات التخريج تصدر " مزدوجة " معتمدة من جامعتى بيروت العربية والإسكندرية ، وكانت يلتحق بها عدد كبير من الطلاب المصريين خاصة بكليات الحقوق والآداب والتجارة مما دعا جامعة الإسكندرية أن تسهل لجامعة بيروت العربية وقتها إنشاء فرع لها بالإسكندرية كان يتم فيه التدريس للطلاب المصريين الملتحقين بهذه الكليات الثلاث التابعة لجامعة بيروت دون تحمل مشقة السفر إلى لبنان حتى حدث إنفصال بين الجامعتين عام 2011.
وبعد جهود مضنية من جانب جامعة الإسكندرية ومساعدة كل من وزارتى التعليم العالى والخارجية المصرية تم تذليل معظم العقبات التى كانت سببا فى هذه القطيعة وعادت المياه إلى مجاريها مرة أخرى.
وكان د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد شهد مؤخرا مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين جامعتي الإسكندرية وبيروت العربية، بحضور د.عبدالعزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية، ود. وائل نبيل عبدالسلام نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون الطلاب الذى سيصبح رئيسا لجامعة بيروت العربية بدءا من شهر سبتمبر القادم ، ود. كامل جلال الوزير المفوض ممثلًا عن وزارة الخارجية المصرية، ود.عمار الحوري رئيس مجلس أمناء وقف البر والإحسان والوفد المرافق له، ود. محمد سمير حمزة القائم بعمل رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، وذلك بمقر الوزارة.
دعم مصر للأشقاء
وخلال فعاليات البروتوكول أكد د. أيمن عاشور حرص مصر على دعم التعاون العلمي والأكاديمي مع الدول العربية الشقيقة، وخاصة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى ما تُمثله جامعة بيروت العربية من رمز حضاري، يعكس مبادئ وقيم العمل العربي المُشترك، لافتًا إلى الروابط التاريخية والأكاديمية الفريدة التي تجمعها بجامعة الإسكندرية، والتي تعمقت منذ إنشاء جامعة بيروت العربية عام 1960، كإحدى مؤسسات وقف البر والإحسان بدعم من جامعة الإسكندرية.
وأضاف د. أيمن عاشور أن توقيع البرتوكول يعد انطلاقة جديدة لتأكيد أواصر التعاون بين البلدين، مؤكدًا تقديم كافة أوجه الدعم لجامعة بيروت العربية لخدمة الأمة العربية برؤية جديدة ومتميزة.
كما هنأ الوزير د. وائل نبيل عبدالسلام نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون الطلاب؛ لتوليه مهام رئاسة جامعة بيروت العربية اعتبارًا من سبتمبر 2023، متمنيًا له التوفيق والسداد في منصبه الجديد.
سنقدم كل الدعم
ومن جانبه ثمن أيضا د. عبدالعزيز قنصوة جهود جمعية البر والإحسان في الوصول إلى توقيع هذا الإفاق، مؤكدً أن جامعة الإسكندرية ستقدم كافة أوجه الدعم لجامعة بيروت العربية لخدمة الأمة العربية برؤية جديدة ومتميزة، وهذا يأتى إنعكاساً لحرص الدولة المصرية على دعم التعاون العلمي والأكاديمي مع دولة لبنان الشقيقة لما تُمثله جامعة بيروت العربية درة التاج فى هذه العلاقات، من إنعكاس لمبادئ وقيم العمل العربي المُشترك، وروابط تاريخية وأكاديمية فريدة تجمعها بجامعة الإسكندرية، والتي تعمقت منذ إنشاء جامعة بيروت العربية عام 1960، كإحدى مؤسسات وقف البر والإحسان بدعم من جامعة الإسكندرية. مشيرًا إلى ما قدمته جامعة الإسكندرية خلال الفترة الماضية من أوجه الدعم لجامعة بيروت العربية، والتي من بينها تقديم الكوادر البشرية من أعضاء هيئة التدريس والخبراء، وغيرها من أشكال الدعم، وهو ما أسفر عن تبلور هذا النموذج الفريد الذي تُمثله جامعة بيروت العربية.
وأعرب د. عمار الحوري عن سعادته بتوقيع بروتوكول التعاون، مشيدًا بالعلاقات الثنائية المصرية اللبنانية، ومؤكدًا أن القاهرة وبيروت يجمعهما علاقات تاريخية، تتسم بالصداقة والأخوة والمحبة المتبادلة، لافتًا إلى التعاون المصري اللبناني في مجال التعليم على أعلى مستوى، وخصوصًا في مجال التعليم العالي الجامعي، معربًا عن تطلعه إلى مزيد من التعاون والتنسيق بين القاهرة وبيروت في قطاع التعليم الجامعي.
الهدف من الإتفاق
ويهدف بروتوكول التعاون إلى استكمال مسيرة الترابط بين الجامعتين العريقتين، بما يخدم التطور الأكاديمي والثقافي المشترك، ويُسهم في تحقيق مكانة عربية ودولية رفيعة لكل منهما، بما يمكن من استشراف التطورات العلمية والتقنية الحديثة.
وخلال فعاليات توقيع البروتوكول أكدت الجامعتان الإسكندرية وبيروت العربية على تصميمهما على تجديد آفاق هذا التعاون بينهما وفقًا للقواعد والقوانين السارية في كل من مصر ولبنان.
وينص البروتوكول على التعاون بين الجامعتين في مجالات التعليم بمرحلتي البكالوريوس والليسانس، والدراسات العليا، والإشراف، والحكم على الرسائل العلمية، والندوات، والمؤتمرات العلمية، واستخدام المختبرات والمعامل، والمكتبات الجامعية، فضلًا عن التعاون في مجالات الأنشطة الطلابية، والرياضية، والثقافية، والترفيهية، وتبادل الزيارات والوفود الطلابية وغيرها.
كما ينص البروتوكول على التعاون في تنفيذ تدريب لطلاب جامعة بيروت العربية في مستشفيات جامعة الإسكندرية وعياداتها الإكلينيكية، وذلك وفقًا لحاجة جامعة بيروت العربية.
وبناء على ذلك تم عرض هذا الإتفاق على المجلس الأعلى للجامعات فى جلسته الأخيرة برئاسة د0أيمن عاشور لإقراره ودراسة العديد من الإجراءات الأخرى التى ستعمل على تسهيل تواجد أعداد أكبر من أساتذة جامعة الإسكندرية بجامعة بيروت العربية للتأكيد على مساندة جامعة الإسكندرية وجمهورية مصر العربية أيضا لجامعة بيروت العربية.
وكانت هناك جهود سابقة لرأب الصدع بين جامعتى بيروت العربية والإسكندرية قد تمت عام 2018 وتم فيها الوصول إلى اتفاق يرضى كل الأطراف ويجعل اختيار رئيس الجامعة أستاذا مصريا من جامعة الإسكندرية بعد طرح ثلاثة أسماء على أصحاب الجامعة فى «بيروت» وتم توقيع إتفاق بذلك لكنه لم يرى النوى إلا مؤخرا عندما تم توقيع البروتوكول الأخير بحضور د0أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى وصدر على أثره تعيين رئيس جديد من جامعة الإسكنمدرية لجامعة بيروت العربية بدأ من أول شهر سبتمبر القادم وهو د. وائل نبيل عبدالسلام النائب الحالى لرئيس جامعة الإسكندرية لشئون الطلاب.
