تذمر شعب اسرائيل وخروج ماء من الصخرة


ترتب الكنيسة قراءات نبوات الساعة الاولي من يوم الاربعاء من البصخة المقدسة بقراءة سفر الخروج لموسى النبي الاصحاح السابع عشر و تذكرنا بقصة تذمر شعب اسرائيل على موسى عندما عطشوا وامره الرب أن يضرب الصخرة بالعصا التي في يده فاخرجت ماء .

و تمتع الشعب بمياه الصخرة بعد عبورهم البحر الأحمر وقتل فرعون وأعوانه، وشربهم من مياه مـارة وينابيع
إيليم وتمتعهم بنخيلها… هكذا لن يتعرف أحد على سر المسيح ويرتوي بينابيع الروح القدس إلا بعدما يعبر
في مياه المعمودية، جاحدا إبليس وكل أعماله الشريرة، متمتعا بالناموس الذي صار حلوا خلال الصليب، أي
لـيـس خـلال حرفـه القـاتـل بـل فـي روحـه، ومؤمنًا بعمل التلاميذ (الاثني عشر ينبوعا) والرسل (السبعين
نخلة)… وكما يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [من يترك المصريين (رمزيا محبة العالم) خلفه
كغرقى في المياه، ويذوق العذوبة خلال الخشبة، وينعم بعيـون المياه الرسولية ويستظل بالنخيل يقدر أن
يتقبل الله، لأن الصخرة هنا – كما يقول الرسول – هي المسيح، هذا الذي هو صلد لا يلين بالنسبة لغير
المؤمنين، أما بالنسبة للذي يستخدم عصا الإيمان فيصير له ينبوعا يروي عطشه، ويفيض فيمن يتقبلونه،
إذ قال: “إليه نأتي أنا وأبي وعنده نصنع منزلا” (يو 14: 23)].

و كما روت الصخرة كل العطاشى، وكان ذلك رمزا لينابيع العهد الجديد التي فجرها السيد المسيح، مناديا العطاشى إلى البر أن يتقدموا ويشربوا من الماء الحي (يو 7: 37-40). والعجيب أن المرتل رأى في الصخرة رمزا
حيا، لهذا نجـده يقـول: “مـن الصخرة كنـت أشبعك عسـلا” (مز 81: 16). يعلـق علـى ذلـك (القـديس
أغسطينوس) قائلاً: [جلب لهم في البرية من الصخرة ماء لا عسلاً. والعسل هو الحكمة، التي تحتل المركز
الأول في عذوبة أطعمة القلب!… كـم مـن أنـاس يشبعون من هذا العسل فيصرخون قائلين: إنـه حلـو لـيس
شيء أفضل وأعذب منه يمكننا أن نفكر فيه أو نتحدث عنه!].

وايضا ما كان للشعب أن يرتوي من هذا الينبوع ما لم يضرب بالعصا، وهكذا مـا كنـا نعرف أن نرتوي من ينابيع
محبة الله اللانهائية وننال الروح القدس فينا، ما لم يضرب السيد المسيح محتملاً خلال العدل الإلهي ثمن
خطايانا على الصليب. وكما ضربت الصخرة علانية ومرة واحدة، هكذا غلق السيد على الصليب أمام الشعب
(لو 23: 48)، وقدم مرة واحدة عن العالم كله (عب 7: 27)، حيث أفاض لنـا دم ومـاء (يـو 19: 34)
كفارة وتطهيرا لكل من يؤمن به.
كما انه قال الرب لموسى: “مر قدام الشعب وخذ معك من شيوخ إسرائيل، وعصاك التي ضربت بها
النهر خذها في يدك واذهب. ها أنا أقف أمامك هناك. على الصخرة في حوريب…’
* دعوة الشيوخ لمرافقة موسى أثناء ضرب الصخرة وتفجير المياه إنما تحمل رمزا أن الناموس (موسى) ليس
وحده الذي شهد للصليب، ولكن أيضا الآباء البطاركة وكل الأنبياء اشتركوا مع الناموس في الشهادة لعمل
الفداء خلال الصليب.

تاريخ الخبر: 2023-04-12 12:22:40
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية