كذّب الجيش السوداني تصريحات مليشيا قوات الدعم السريع و كشف أن تحركات و انفاتحات هذه القوات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف في أوساط مواطنين.
الخرطوم ــ التغيير
وتأتي تصريحات الجيش عقب تمركز قوات الدعم السريع بالقرب من مطار مروي توجد به «قاعدة عسكرية للجيش»، وسط أنباء أن الأخير طلب منها مغادرة الموقع فوراً.
وقال الجيش السوداني في بيان فجر اليوم الخميس «يقع على عاتق القوات المسلحة دستورا وقانونا ، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد ، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة ، وقد نظمت القوانين كيفية تقديم هذا العون”، و أضاف البيان “بناءً على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن”.
وفي الأسابيع الماضية توترت العلاقة بين الجيش والدعم السريع التي أنشأها النظام المخلوع، بموجب قانون أصدره في عام 2017.
و يأتي تصاعد التوترات بين الجيش و الدعم السريع عقب نشر الأخيرة قوات في الولاية الشمالية بالقرب من مطار مروي، فيما سارعت قوات الدعم السريع لنفي اتهامات بقيامها بأعمال حربية تجاه مطار مروي، وكان أهالي بالمنطقة هناك تجمعوا وطالبوا بمغادرتها للمدينة الواقعة شمالي البلاد.
والدعم السريع في الأصل هي مليشيا مسلحة استعان بها النظام المخلوع في حرب دارفور، كانت تتبع في البداية إلى جهاز الأمن والمخابرات إلى أن أصبحت قوة منفصلة في عام 2017، حيث تم تتبيعها لرئاسة الجمهورية وقائدها الفريق محمد دقلو حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي.
مخاطر أمنية
وقال الجيش السوداني في بيانه إن هذه التحركات والانفاتحات للدعم السريع تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف في أوساط مواطنين ، وفاقم من المخاطر الأمنية ، وزاد من التوتر بين القوات النظامية .
ونوه الجيش إلى أن محاولاته لم تنقطع في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات حفاظا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس ، و أعتبر أن هذه الانفتاحات وإعادة تمركز قوات الدعم السريع يخالف مهام ونظام عملها و أن فيه تجاوز واضح للقانون ومخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية و الولائية، وحذر الجيش من استمرار تحركات الدعم السريع سيؤدي حتما إلى المزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد .
وجددت القوات المسلحة تمسكها بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي وفقا لما تم في الإتفاق الاطاري ، و حذرت القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقفها وقالت إنها لم تبخل تحقيقها بتقديم المهج و الأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار .
و كان قد أوضحت قوات الدعم السريع، في بيان أصدرته ليل أمس الأربعاء، قالت فيه إنها قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، مشيرة إلى أنها تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى في تحركاتها.
وتصاعد نفوذ قوات الدغم السريع في أعقاب الإطاحة بالنظام المخلوع في عام 2019، وطيلة هذه السنوات الأربع كان قادة الجيش يكتفون بالقول إنها خرجت من رحم القوات المسلحة. لكن في الأشهر الأخيرة طالبوا علناً بدمجها.
وبعد أشهر قليلة من إطاحة البشير، جمد قائد الجيش السوداني، عبد الفتاخ البرهان، المادة 5 من قانون الدعم السريع التي تنص على أنها تحت إمرة الجيش.
