استنكر رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، الموقف "قصير النظر" لدول أوروبية تجاه بكين، في إشارة واضحة للزيارة التي أجراها مؤخرا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين.

وقال مورافيتسكي خلال كلمة ألقاها في واشنطن: "إنهم يتطلعون إلى الصين بقصر نظر حتى يتمكنوا من بيع منتجات أوروبية بتكلفة جيوسياسية هائلة، ما يزيد من اعتمادنا على الصين بدلا من تقليصه".

وبحسب مورافيتسكي، قد يؤدي الترويج لمفهوم الحكم الذاتي الأوروبي إلى زيادة اعتماد الاتحاد الأوروبي على الصين.

وقال متحدثا في مركز أبحاث مجلس الأطلسي بواشنطن: "الحكم الذاتي الأوروبي يبدو رائعا أليس كذلك؟ لكنه يعني تحويل مركز ثقل أوروبا إلى الصين وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة".

وفي الوقت نفسه، لفت رئيس الحكومة البولندية الانتباه إلى قادة "بعض دول الاتحاد الأوروبي" الذين زاروا بكين في الأسابيع القليلة الماضية.

ووفقا لمورافيتسكي، يرغب بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي في مواصلة تطوير العلاقات مع الصين من خلال بيع سلعهم ذات الهامش المرتفع لها، على الرغم من أن هذا سيزيد من الاعتماد على بكين. ووصف رئيس الوزراء هذه الأعمال بأنها "إطلاق النار على قدمك".

ومن جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن أوروبا متحدة في سياستها تجاه بكين بعد التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أثارت غضب بعض الحلفاء الغربيين.

وقالت بيربوك للصحفيين في مدينة تيانجين الصينية: "ليس لدينا فقط موقف مشترك فيما يتعلق بالموقف الأوروبي، ولكن إذا كانت لدينا سوق داخلية مشتركة، فلن يكون لدينا مواقف مختلفة في أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي".

وفي وقت سابق، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على متن طائرته عائدا من زيارة للصين استمرت ثلاثة أيام، إنه يتوجب على أوروبا أن تقلل من اعتمادها على الدولار الأمريكي خارج "الحدود الإقليمية"، وتتجنب الانجرار إلى مواجهة بين بكين وواشنطن بشأن تايوان.

وأضاف ماكرون خلال تصريحات نقلتها صحيفة "بوليتيكو" وعدد من الصحفيين الفرنسيين، أنه "يتعين على أوروبا تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان"، مؤكدا على نظريته حول "الحكم الذاتي الاستراتيجي" لأوروبا، التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح "قوة عظمى ثالثة"، بحسب تعبيره.

وتابع قائلا: "الخطر الكبير الذي تواجهه أوروبا هو أنها عالقة في أزمات ليست من شأننا أو أزماتنا مما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية"، وشدد على أن الأوروبيين يجب ألا يكونوا أتباعا للولايات المتحدة في أزمات لا دخل لأوروبا بها.

المصدر: وكالات + RT