وضعت تركيا شرطاً لانسحابها من سوريا؛ إذ قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده لن تقبل بالانسحاب، في ظل استمرار سيطرة تنظيم «حزب العمال» الكردستاني و«وحدات حماية الشعب» الكردية على أراضٍ شمال شرقي سوريا.
جاءت تصريحات وزير الخارجية، خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني محلي، وأوردتها وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، اليوم (الجمعة).
وحول الاتصالات مع سوريا، قال جاويش أوغلو إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يطالب تركيا منذ البداية بالانسحاب من الأراضي السورية «لكننا لن نقبل أي شروط مسبقة في محادثات من هذا النوع، في ظل استمرار سيطرة تنظيم حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية على شمال شرقي سوريا».
وأكد وزير الخارجية التركي ضرورة الانخراط في العمل مع نظام الأسد لضمان عودة آمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم. وبشأن إغلاق تركيا مجالها الجوي أمام رحلات الطيران من مدينة السليمانية العراقية وإليها، أكد وزير الخارجية التركي أن «تنظيم حزب العمال» الكردستاني (بي كيه كيه) الذي تصنفه أنقرة تنظيماً «إرهابياً»، يتمتع بـ«نفوذ كبير في السليمانية، لدرجة أن المدينة باتت شبه خاضعة لسيطرته، كما يستخدم التنظيم مطار المدينة في تنقلاته».
وأكد أن الولايات المتحدة تسيطر على المجال الجوي في المنطقة شمال العراق وسوريا، وقال إنها «على علم بكل شيء، ومنخرطة مع تنظيم (حزب العمال)، ووحدات حماية الشعب الكردية».
ودعا جاويش أوغلو العراق لإعلان «حزب العمال» الكردستاني «منظمة إرهابية، والعمل على مكافحته».
وتُعدّ تركيا «وحدات حماية الشعب» جناحاً لـ«حزب العمال» الكردستاني المحظور، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «جماعة إرهابية».
وشنت تركيا منذ عام 2020 أربع عمليات عسكرية داخل العراق لملاحقة «حزب العمال»، وذلك رداً على هجمات الحزب منذ قرابة 40 عاماً، التي أسفرت عن مقتل نحو 40 ألف شخص.
وتحاول موسكو لعب دور الوسيط بين تركيا وسوريا بهدف تطبيع العلاقات؛ إذ اعتبر وزير خارجيتها، في الرابع من أبريل (نيسان) الحالي، أن تطبيع العلاقات «قد يستغرق وقتاً»، وذلك بعدما شهدت موسكو انعقاد الاجتماع الرباعي لمعاوني وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا، التي اعتبر الوفد السوري خلالها أنه «لا يرى مؤشرات إيجابية من الجانب التركي»، بحسب «وكالة الأنباء السورية» (سانا).
وتركز سوريا على 3 نقاط رئيسية، وهي: «ضرورة إنهاء الوجود التركي على الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله».
انطلقت عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق في 28 ديسمبر (كانون الأول) 2022 بموسكو، عندما أُجريت مشاورات بين رؤساء وزارات الدفاع في روسيا وسوريا وتركيا.