أفراح القيامة.. صناع الترانيم: «رنمى للرب يا كل الأرض»
أفراح القيامة.. صناع الترانيم: «رنمى للرب يا كل الأرض»
يعتبر الفن من أكثر العناصر استخدامًا فى العبادة داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فالموسيقى هى السبيل لأداء الصلوات غير المقروءة، تلك التى يتم التعبير عنها بنغمات.
ولكل مناسبة فى الكنيسة نغماتها الخاصة بها، فهناك «النغمة الشعانينى» ليوم «أحد السعف»، والألحان ذات النغمات الشامية «نسبة لجبل شامة فى الأقصر» والحزينة والإدريبية والفرعونية، مخصصة لفترة «أسبوع الآلام»، بينما توظف النغمات «الفرايحى» و«السنجارى» لفترة «الخماسين المُقدسة».
«الدستور» تحاور فى السطور التالية عددًا من الكوادر الفنية فى الكنيسة الذين يشاركون فى إحياء «أفراح القيامة» للعام الجارى ٢٠٢٣.
كريستينا وروجينا: تسيران على درب فيروز بـ«وا حبيبى» و«المسيح قام»
كريستينا سمير وروجينا وليم، صديقتان فى العشرينات من عمرهما، كرستا موهبتهما الغنائية وصوتهما المميز فى أداء الترانيم، وبدآتا تجوبان العديد من الكنائس فى القاهرة وخارجها، أثناء فترة النهضات لأداء هذه الترانيم، إما بشكل منفرد أو معًا، لتشكلا معًا «دويتو» اشتهر فى هذا المجال باسم «كريستينا وروجينا».
وقالت روجينا وليم، الحاصلة على بكالوريوس التربية الفنية، إنها انتهت من عمل جديد باسم «ميدلى الآلام»، وبدأت «روجينا» العمل الفنى بترنيمة «وا حبيبى»، وهى الأكثر شهرة وانتشارًا فى «أسبوع الآلام»، خاصة بعد ما زادت شهرتها جارة القمر فيروز، التى غنتها بطريقة روحية نالت إعجاب كل من استمع إليها.
وبحسب ما بينته لـ«الدستور»، أجرت «روجينا» ما يُسمى فى عالم الموسيقى بـ«الضفيرة اللحنية»، وذلك بين نوتة من ترنيمة «وا حبيبى»، ونوتة موسيقية فى ترنيمة أخرى تسمى «مبدع الكون القدير»، وهى أوبرالية ذات طابع أوركسترالى.
أما كريستينا سمير، الحاصلة على بكالوريوس التجارة، ففضلت أن تتجه إلى ترانيم عيد القيامة المجيد، عبر إحياء إحدى الترانيم الأكثر شهرة فى هذه المناسبة وهى «إخريستوس آنيستى»، التى عُرفت أيضًا بعد أن قدمتها فيروز.
وقالت «كريستينا» إنها صورت هذه الترنيمة على طريقة الـ«فيديو كليب»، بعدما اختارتها لسببين رئيسيين، الأول هو أن تحية الأقباط فى فترة «الخماسين المقدسة» التى تستغرق ٥٠ يومًا عقب حلول عيد القيامة تكون «إخريستوس آنيستى.. إليثوس آنيستى»، التى تعنى «المسيح قام.. بالحقيقة قام».
وأضافت: «أما السبب الثانى فهو أن هناك لحنًا كنسيًا يستخدم فى طقوس العبادة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية يحمل نفس الاسم، بالإضافة إلى التيمن بالسيدة فيروز التى تغنت بنفس الترنيمة التراثية».
كورال «كلمة الله»: نستعد لـ«عروض الخماسين».. وحفلنا الأضخم فى أغسطس
من الفرق المتخصصة فى إحياء التراث الكنسى والموسيقى القبطية، برز مؤخرًا كورال «كلمة الله»، الذى أنتج عددًا من الترانيم التى حققت نجاحًا واسعًا، من بينها قطعة موسيقى «ميدلى»، فى صيغة الفيديو كليب، حملت شعار «كنيستى»، وضمت ثلاث ترانيم تراثية، هى « كنيستى.. كنيستى» و«كنيستى القبطية» و«كنيستى.. أرجو لكى»، وكذلك ترنيمة «فاكرين»، التى تعد أحد أشهر ترانيم الأطفال التى نفذت على شكل رسوم متحركة بصيغة «الموشن جرافيك»، لتلخيص الفكر العقيدى للأقباط، وتسهيله على الأطفال.
وقال القس أرسانيوس جابر، راعى كورال «كلمة الله»، إن الكورال يضم مرنمى ثلاث كنائس من إيبارشية حلوان والمعصرة، وهى كنائس القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بأطلس، والآباء الرسل والأنبا كاراس السائح، وأبى سيفين بمنطقة المشروع الأمريكى.
وأضاف: «الكورال تقوده لجنة ثلاثية تتكون منى، مع تاسونى نانسى جرجس، وتاسونى رفقة سمير»، موضحًا أن «تاسونى» هى كلمة قبطية تعنى «أختى»، وهو لقب تنادى به كل خادمات الكنيسة القبطية. وواصل: «الكورال يتدرب طيلة العام استعدادًا للخدمات التى تطلب منه فى فترة الخماسين المقدسة التى يترنم خلالها بالعديد من ترانيم القيامة، التى يحرص على تقديمها بشكل عصرى لا يخلو من وقار وروحانية الكنيسة القبطية».
وأشار إلى أن الكورال يضع الآن اللمسات الأخيرة لثالث ألبوماته، مع التجهيز لعرض ٢١ ترنيمة، هى إجمالى ترانيم الثلاثة ألبومات، التى حمل أسماء «مخلقتكش» و«اعتبرنى» و«يا لذتى»، وذلك على خشبة مسرح الأنبا رويس بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس الكبرى بالعباسية، يوم الخميس الموافق الـ٢٤ من أغسطس المقبل.
أبانوب ينى: أفضّل «اللايف» خلال احتفالات «القيامة»
أبانوب ينى، موزع موسيقى ومهندس صوت، قرر أن يخوض تجربة الدخول إلى العالم الفنى الراقى الذى اعتادت عليه الآذان المصرية الذواقة والتواقة دائمًا لكل ما هو بناء، فأسس مشروعًا خاصًا يسمى «DO SPACE».
وقصد من ذلك المشروع أن يجعل كل موهوب قادرًا على صنع عالمه الخاص النظيف والخالى من كل الملوثات الفنية، لذا يستطيع أن يخرج عملًا فنيًا متكاملًا، عن الميلاد أو أسبوع الآلام أو القيامة أو أى مناسبة أخرى، داخل «DO SPACE»، وذلك بدءًا من الكلمات، مرورًا بالألحان والتوزيع والهندسة الصوتية، ووصولًا للتصوير والمونتاج.
وأوضح أنه يفضل «اللايف» خلال احتفالات الكنيسة القبطية بعيد القيامة المجيد رغم امتلاكه كل إمكانات التسجيل الصوتى، ما يجعله يصطحب «الأورج» الخاص به ليجمع مخدومى التربية الكنسية، الذين يرتلون العديد من ترانيم القيامة، وأشهرها «قام.. حقًا قام رئيس السلام.. عند شق الفجر باكر.. فى فجر يوم الأحد».
وأشار إلى أنه أحيانًا يقوم بصناعة «ديمو»، وهو توزيع موسيقى مبدئى وغير كامل، ويصطحبه معه على «فلاشة» لاستخدامه فى اجتماعات الصلاة التى تنظم فى أسبوع الآلام وفترة الخماسين.
ولفت إلى أن الاتجاه الموسيقى لترانيم أسبوع الآلام يختلف كل الاختلاف عن ترانيم القيامة، لأن الأجواء فى الأولى تكون درامية وذات إيقاع متناسب وعزف هادئ للوتريات، مثل «البركة للخروف» و«فى الجلجثة» وغيرهما، فيما يكون التوزيع الموسيقى فى الثانية مفرحًا ليتناسب مع أفراح عيد القيامة، مثل ترنيمة «عند شق الفجر باكر»، التى يترنم عليها مع المخدومين والكورالات فى فترة الخماسين المقدسة.
