عرض العراق، اليوم الاثنين، التوسط بين أوكرانيا وروسيا في محاولة لإنهاء الحرب في أوروبا، لكن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا رفض العرض خلال زيارة نادرة لبغداد.
وأكد كوليبا مجدداً موقف بلاده بأنها لن تنخرط في أي محادثات سلام ما لم تنسحب روسيا من كامل الأراضي الأوكرانية.
ويرغب الكرملين في أن تعترف كييف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها موسكو في عام 2014، وأن تعترف أيضاً بضم مناطق دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا الأوكرانية.
وترفض أوكرانيا هذه المطالب وتصر على أنها لن تجري محادثات مع روسيا حتى تسحب الأخيرة قواتها من جميع الأراضي المحتلة.
وفي العراق، التقى كوليبا نظيره العراقي فؤاد حسين. وهذه هي أول زيارة يقوم بها مسؤول أوكراني لبغداد منذ اندلاع في أوكرانيا في فبراير 2022، وأول زيارة لوزير خارجية أوكراني خلال 11 عاماً.
وأشار حسين إلى أن العراق لديه سنوات من الخبرة في الحرب والنزاع، بالإضافة لاستضافة مفاوضات بين أطراف متنازعة.
وقال حسين خلال مؤتمر صحفي إن بغداد "لديها خبرة في التواصل مع الدول التي بينها توتر"، مشيراً إلى أن العراق "مستعد لخدمة السلام".
واعتبر أن "استمرار الحرب سيكون خطراً ليس فقط بالنسبة للبلدين (أوكرانيا وروسيا) ولكن للعالم أجمع".
ويعتمد العراق، مثل الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط، بشكل كبير منذ فترة طويلة على الحبوب المستوردة من أوكرانيا، وقد عانى المستهلكون من ارتفاع أسعار المواد الغذائية منذ بداية الحرب.
من جانبه، قال كوليبا إنه بينما تنظر أوكرانيا إلى "العراق على أنه دولة قادرة على بناء الجسور.. إلا أن روسيا في حالة هجوم.. وهذا هو أكبر عقبة في طريق السلام".
وأضاف: "نريد من روسيا أن توافق على حقيقة بسيطة للغاية وهي أنها يجب أن توقف الحرب وتنسحب".
وفي الوقت الذي رفض فيه عرض بغداد للوساطة، قال كوليبا إن أوكرانيا تأمل في أن تعزز علاقاتها بالعراق وإن زيارته الاثنين جزء من جهود "إعادة تشكيل العلاقات الأوكرانية-العراقية".
