أثار تخوف المتبرعين وقضى على آمال المرضى.. أطباء الكلى مستاؤون من مسلسل “كاينة ظروف”


ضجة كبيرة، تلك التي أثارتها الحلقة الـ25 من المسلسل الرمضاني “كاينة ظروف” التي عرفت وفاة شخصة “زهور” التي جسدتها رباب كويد، بعد تبرعها بإحدى كليتيها لشقيقها “إدريس” الذي كان يعاني من فشل كلوي، حيث خلف الحدث مشاعرة مختلطة لدى رواد مواقع التواصل الإجتماعي، بين حزن واستياء.

الجدل الذي أثاره الحدث، تجاوز نشطاء الفيسبوك، ووصل إلى أطباء الكلى الذين عبروا بدورهم عن استيائهم من ربط التبرع بالأعضاء بالموت، رافضين تخويف المشاهدين من عمليات زراعة والتبرع بالكلى خاصة وأنها عمليات دقيقة تخضع لرقابة شديدة، ومتابعة صحية متناهية للحالات.

وبهذا الخصوص، قال طبيب الكلى طارق صقلي حسيني “استوقفني اليوم العديد من المرضى المصابين بالفشل الكلوي وبعض الزملاء الأطباء للحديث عن آخر تطورات أحداث مسلسل تلفزيوني تبثه القناة الأولى مساء كل يوم طيلة شهر رمضان. يبدو للوهلة الأولى غريبا أن يسترعي انتباهنا مسلسل “كاينة ظروف” وأن يكون موضوع حديثنا داخل المستشفى، لكن الغرابة تزول حين نعلم أن المسلسل يتطرق في جانب منه لموضوع التبرع بالأعضاء وزرع كلية من متبرعة حية لأخيها المصاب بقصور كلوي مزمن”.

وأضاف حسيني في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”: “كم خاب ظني وظن من حاورتهم حين اختار الساهرون على المسلسل أن يكون الموت مصير المتبرعة. لقد جانبوا الصواب بهذا الاختيار الدرامي، وضاع بذلك أملنا أن يكون لهذا “العمل الفني” دور تحسيسي إيجابي يساهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء لدى المغاربة”.

واسترسل، أن “التبرع بالكلية بين الأقارب الأحياء يتم في احترام تام لشروط صارمة تضمن أولا وقبل كل شيء سلامة المتبرع الذي يستأنف حياته العادية أياما قليلة بعد التبرع. كما أن نسبة نجاح عملية زرع الكلية لدى المتلقي تفوق 90%”، مشيرا إلى أن المعطيات الطبية والإحصاءات متوفرة بسهولة إلا لمن فضل التغاضي عنها.

وتابع: “أتأسف لوضع الإنتاج الإعلامي المغربي الذي ينقل رسائل سلبية مغلوطة ويغفل عن رسائل إيجابية ومبادئ إنسانية مهمة. فالإنتاج الإعلامي ليس مجرد ترفيه أو إثارة أو تسلية، بل هو أداة قوية لتشكيل الرأي العام والثقافة الشعبية وتوجيههما نحو الإيجابية والتقدم”، وفق تعبيره.

ودعا المتحدث ذاته، المخرج إدريس الروخ والسيناريست بشرى مالك وغيرهم إلى “تحمل مسؤوليتهم في إنتاج محتوى إعلامي يعزز القيم المجتمعية الإيجابية ويساهم في نشر الوعي والتوعية حول قضايا مهمة، مثل التبرع بالأعضاء، إذ يتعين عليهم توجيه رسائل إيجابية للجمهور وتشجيعه على المشاركة في العمل الخيري وبث روح المواطنة بدل نشر السلبية في عقول المواطنين”، يقول طبيب الكلى.

وشدد صقلي حسيني، على أن “حسن النية لا تشفع هنا، فالضرر المترتب عن هذا المسلسل واقع لا محالة، وأول المتضررين هم المرضى الذين يأملون في غذ أفضل لن يكون ممكنا إن لم تتطور ثقافة التبرع بالأعضاء في بلادنا”.

ومن جهته عبر أستاذ أمراض الكلي محمد بنغانم الغربي، عن استيائه من مشهد وفاة “زهور” في مسلسل “كاينة ظروف”، داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم من أجل نشر ثقافة التبرع بالأعضاء.

وكتب بنغانم الغربي في تدوينة عبر حسابه على “فيسبوك”: “كنا و لسنا ننتظر من اهل الفن و الإبداع في الأعمال التلفزيونية أن يساهموا بقدرهم و يتحملون مسؤولياتهم في مساندة المجهودات المبذولة من طرف نساء و رجال الصحة و قطاعات أخرى كالعدل والإعلام و الشؤون الدينية في نشر و تشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء.”

وأضاف: “خاب ظننا أن يتم في هذا الشهر الكريم قيام صناع مسلسل “كاينة ظروف” في تغليط وتخويف الرأي العام وتعريض مرضى عديدين من فقدان فرص حيوية للعلاج”.

 

تاريخ الخبر: 2023-04-20 00:15:11
المصدر: كِشـ24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 30%
الأهمية: 42%

آخر الأخبار حول العالم

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

محامي التازي: موكلي كشف أمام المحكمة أشياء كانت غائبة عنا جميعا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 21:26:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية