النفط يلاقي دعما من البيانات الصينية وتراجع المخزونات .. الإمدادات تظهر علامات النمو | صحيفة الاقتصادية


تلقت أسعار النفط الخام دعما جيدا رغم تراجع الأسعار خلال تعاملات أمس، وذلك من بيانات اقتصادية قوية من الصين وتقديرات بتراجع مخزونات الخام الأمريكية، بينما تقاوم المكاسب توقعات التباطؤ الاقتصادي العالمي.
واستمرت التقلبات السعرية، حيث أدى ضعف توقعات الطلب إلى الحد من تأثير تخفيضات إنتاج "أوبك +" كما يتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري الأمريكي في مايو المقبل، وهو ما يقلل المخاوف نسبيا في السوق النفطية من شح الإمدادات.
ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن الإمدادات النفطية العالمية تظهر علامات على النمو، حيث انتعشت صادرات الخام الروسية مرة أخرى فوق ثلاثة ملايين برميل يوميا في الأسبوع الماضي رغم تعهد موسكو بأنها ستقوم بخفض الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا على مدار العام الجاري.
ونقلوا عن شركة "تي دي سيكورتيز" تأكيدها أن الضغط الصعودي القصير للأسعار الذي أحدثه التخفيض المفاجئ لإنتاج "أوبك+" بدأ ينفد حيث تميل أساسيات السوق النفطية إلى الاتجاه الهبوطي مرة أخرى.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة إن المعنويات الإيجابية الصاعدة في السوق النفطية ما زالت راسخة وتقاوم موجات الهبوط، مشيرا إلى أن عديدا من مراقبي السوق يراهنون بالفعل على أن انتعاش الصين من قيود الجائحة سيؤدي إلى مكاسب واسعة في الأسعار خلال بقية العام، حيث نما اقتصاد الصين بأسرع وتيرة في عام، ما وضع البلاد على المسار الصحيح لتحقيق هدف النمو.
ولفت إلى أن السوق النفطية تترقب الخطوات المقبلة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، التي ستوفر نظرة ثاقبة حول صحة الاقتصاد الأمريكي والمسار المحتمل للسياسة النقدية، لافتا إلى تطلع السوق لخفض وتيرة الزيادات المتلاحقة والسريعة في أسعار الفائدة، التي تهدف إلى مكافحة التضخم، لكنها تؤدي إلى اتساع المخاوف من الركود والتباطؤ الاقتصادي.
ويرى جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا أن الآمال منعقدة على تعاف سريع للطلب ليس بقيادة الصين وحدها لكن الهند أيضا، وهي أسرع الاقتصادات النامية نموا، مشيرا إلى أن بعض شركات النفط والغاز الطبيعي الهندية تضخ حاليا مليارات الدولارات في أنشطة التنقيب عن النفط في المياه العميقة والمياه العميقة للغاية، وذلك في إطار خطة جديدة للهند تهدف إلى تقليل الاعتماد على الإمدادات الخارجية.
ونوه إلى إعلان كبار مسؤولي الطاقة في الهند أنه في ظل وجود شهية سريعة النمو في استهلاك النفط الخام تحرص البلاد على خفض فاتورة استيراد الوقود وتعزيز أمن الطاقة، وقد شجعت عديدا من الشركات الحكومية على بذل مزيد من الجهد للاستفادة من احتياطيات النفط والغاز المحلية، مشيرا إلى أن الهند من أكثر دول العالم معاناة من الطفرة التي حدثت في أسعار استيراد موارد الطاقة المختلفة، ما عمق الضغوط التضخمية في البلاد وكبح الوصول إلى أهداف النمو سريعا.
ويتفق أندريه يانييف، المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة مع أن العقوبات الغربية وسقف الأسعار على النفط الروسي لم تثبت فاعليتهما أو تأثيرهما الواسعين في السوق، حيث عززت أوروبا وارداتها من المنتجات البترولية المكررة من الدول، التي زادت وارداتها من النفط الخام الروسي، ما قوض فعالية سقف الأسعار والحظر.
وسلط الضوء على تقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف يشير إلى حظر الاتحاد الأوروبي وأستراليا ومعظم دول مجموعة السبع الواردات المباشرة من النفط الخام الروسي، لكنها رفعت بشكل غير مباشر واردات النفط الروسي من خلال شراء كميات أكبر من المنتجات النفطية من البلدان التي أصبحت أكبر مشتر للخام الروسي.
ويقول سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة إن الإمدادات النفطية الروسية تتوسع في الأسواق الآسيوية وأثبتت مرونة في التعامل مع العقوبات الغربية وهو ما دفع وزارة الخزانة الأمريكية إلى نشر تحذير للشركات الأمريكية بشأن التهرب المحتمل من وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي المصدر، مشيرا تحديدا إلى النفط المصدر عبر خط أنابيب شرق سيبيريا المحيط الهادئ والموانئ في شرق روسيا.
وأوضح أن تقارير دولية رصدت أن صادرات النفط الخام يتم تداولها في بعض المناطق فوق الحد الأقصى لسعر البرميل البالغ 60 دولارا وفرضته الدول الغربية، مشيرا إلى وجود محاولات كثيفة للتهرب المحتمل من الحد الأقصى للأسعار، حيث إن بعض الموانئ يتم تداول النفط الروسي فيها أعلى من الحد الأقصى لافتا إلى أن الكيانات الأمريكية قد تقدم خدمات عن غير قصد لتلك الصفقات.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، سجلت أسعار النفط تراجعا حادا أمس، بلغ 2 في المائة وسط توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية الذي يمكن أن يبطئ النمو، ويقلل استهلاك النفط، الذي طغى على أثر البيانات الاقتصادية الصينية القوية وتراجع المخزونات الأمريكية.
وبحلول الساعة 09:29 بتوقيت جرينتش تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.70 دولار إلى 83.07 دولار للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.64 دولار ليصل إلى 79.22 دولار للبرميل.
وقال رافائيل بوستيك، رئيس البنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا أمس الأول، إن مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" سيقدم على الأرجح على زيادة أخرى في سعر الفائدة لمحاربة التضخم.
وتتوقع الأسواق بنسبة 86 في المائة، أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية المقرر في مايو.
في غضون ذلك، أظهرت بيانات أن اقتصاد الصين أكبر دولة مستوردة للنفط الخام سجل نموا بأعلى من المتوقع عند 4.5 في المائة في الربع الأول.
ومن جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 85.51 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 86.43 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق ثالث انخفاض على التوالي، وإن السلة استقرت نسبيا، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 85.41 دولار للبرميل.

تاريخ الخبر: 2023-04-20 03:23:04
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 34%
الأهمية: 46%

آخر الأخبار حول العالم

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:26:25
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال الـ24 ساعة الماضية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:26:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

نصف ماراطون جاكرتا للإناث.. المغرب يسيطر على منصة التتويج

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:26:26
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

نصف ماراطون جاكرتا للإناث.. المغرب يسيطر على منصة التتويج

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:26:31
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية