رؤية تربوية.. في القيامة سنكون كملائكة في السماء (مت 32:22)
رؤية تربوية.. في القيامة سنكون كملائكة في السماء (مت 32:22)
تؤكد لنا القيامة أن حياتنا كلها مرتبطة بالسماء, الآن ونحن علي الأرض وإلي الأبد, لذلك نتلهف لمعرفة كل مايتعلق بالسماء.
وإن كان الإنسان موجودا علي الأرض في فترة غربة,هذا مايؤكده داود العملاق في الروح يؤكد ويقول: غريب أنا في الأرض, فلا تخف عني وصاياك (مز911: 91), فنحن غرباء في هذه الأرض لذلك, ولكون الإنسان مخلوقا سماويا, فهو دائم الاتصال بالسماء, ومن هنا يوجهنا السيد المسيح له المجدلا تكنزوا لكم كنوزا علي الأرض, بل إكنزوا لكم كنوزا في السماء (مت 6:19) , ثم أوضح لنا له المجد, علاقة الإنسان بالسماء , في تلك الأمثلة الرائعة الخاصة بملكوت السموات, والتي ضمنها متي الإنجيلي الأصحاح 13 بعض الأمثلة (الزارع – الحنطة والزوان- حبة الخردل-الخميرة التي خبأتها امرأة في ثلاثة أكيال دقيق, والكنز المخفي في حقل- والشبكة المطروحة), تلك الأمثلة التي توضح علاقة الإنسان في حياته علي الأرض, بالسماء…دعونا نتخيل :
ما شكل السماء التي سنحيا فيها من الآن وإلي الأبد ؟
وكيف سنحيا في السماء ؟
يقول يوحنا الحبيب في رؤياهثم رأيت سماء جديدة , وأرضا جديدة, لأن السماء الأولي, والأرض الأولي قد مضتا ( رؤ21: 1)
وبولس الرسول, اكتفي بتأكيد ما أورده إشعياء النبي قديما وقال :
كما هو مكتوب, ما لم تره عين ولم تسمع به أذن, ولم يخطر علي قلب بشر, ما أعده الله للذين يحبونه (1كو2: 9)
نتوقع من هذا أنه لا بكاء أو تنهد أو وجع أو عطش ولا شهوات أو ميول منحرفة أوغيرة أو حسد أو خصام لا, في القيامة يكونون كملائكة الله في السماء(مت23:22)
وما أجمل كلمات بطرس في مارآه :يارب جيد أن نكون ههنا
لذلك نحن نتشوق إلي الوصول إلي السماء,لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذاك أفضل جدا(. فيلبي1:23), فالسماء هي وطن الإنسان وبيته كما وعدنا يسوع المسيح القائم من الأموات.
أنا أمضي لأعد لكم مكانا آتي أيضا وآخذكم إلي , إلي حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا( يو14:2-3) سيصبح الله الكل في الكل, سوف نعيش في الوطن السماوي وكنيسة الأبكار في السماء لن يرفض الله أحدا من دخول السماء, لأنه تجسد لكي لا يهلك كل من يؤمن به , حينما تجسد أعلن لم يأت ليدعوا إبرارا إلي التوبة بل الخطاة, أحب الخطاة وسعي نحوهم. معلنا أن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ماقد هلك (لو19:10),هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بالله, بل تكون لهم الحياة الأبدية (يو3:16).
لذلك طوبي للإنسان الذي جعل كل أشواقه في السماء, ولتحقيق هذه الأشواق يحتاج الإنسان إلي جهد طويل وتعب متواصل في الحياة الروحية..لأنه هكذا يقدم لنا بسعة دخول إلي ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي (2بط1: 12),(مت25).
فهذا العمل الفدائي لابن الله هو حجر الزاوية في المسيحية الذي داس الموت بالموت , بقيامته وانتصاره علي الموت بالقيامة, حتي أن الرسول بولس يقول إن لم تكن قيامة أموات, فلا يكون المسيح قد قام, وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيماننا(1كو 15:13), فالقيامة هي أساس المسيحية.
نحن نربي أبناءنا علي الانتماء للوطن الأرضي , متطلعين لإعداد حياتنا للوطن السمائي, من خلال السيرة الذاتية لنا من أعمالنا التي خلقنا الله لتنفيذها وأدائها بالقيم والمبادئ الدينية التي علمنا السيد المسيح ورسله إياها(أعط حساب وكالتك), كي نكون حقا شهداء للمسيح , فنستحق قوله(تعالوا يامباركي أبي, رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم)
نحن نتطلع في شوق إلي لحظة الانطلاق إلي السماء الجديدة, وأن تكتب أسماؤنا في سفر الحياة في أورشليم السمائية ونزف في العرس السمائي, فبالقيامة ليس هناك موت بعد بل انتقال.
المسيح قام بالحقيقة قام