قال الرئيس التونسي قيس سعيد الخميس إنه لن يسمح لأي كان بالتدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، مؤكدا "لسنا دولة تحت الوصاية". وأضاف سعيد أن التدخل السافر في شؤون تونس غير مقبول "ونحن دولة مستقلة ذات سيادة"، مشيرا إلى أن عددا من الجهات تتحدث عن انزعاجها "فيما تتم الدعوة لحرب أهلية".
وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة أصدر فجر الخميس أمرا بحبس راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية بسبب تصريحات وصفت بأنها تندرج ضمن الافعال المجرمة.
وعبرت كل من الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، ومن قبلهما الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، عن القلق إزاء اعتقال الغنوشي والتطورات التي تشهدها تونس
وفي وقت سابق اليوم قال البرلمان الأوروبي في بيان "نشعر بقلق بالغ إزاء الاعتقالات العديدة التي طالت فاعلين سياسيين من مختلف الجماعات المعارضة في تونس ، ولا سيما اعتقال راشد الغنوشي.
وأضاف البيان "حقيقة أن وزير الداخلية التونسي قرر في اليوم التالي للاعتقالات حظر اجتماعات حركة النهضة وجبهة الإنقاذ الوطني على التراب التونسي ، هو اعتداء خطير على الحقوق والحريات الديمقراطية في البلاد".
ودعا البرلمان الأوروبي السلطات التونسية "للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفيا لممارستهم حرية التعبير وتكوين الجمعيات ، بمن فيهم المعارضون السياسيون والصحفيون والقضاة والمحامون والمسؤولون النقابيون عن الاتحاد العام التونسي للشغل ، واحترام حقوقهم وحرياتهم الأساسية".
كانت الشرطة التونسية قد شنت في الآونة الأخيرة حملة اعتقالات واسعة شملت نشطاء سياسيين وقادة أحزاب بارزين اتهمهم الرئيس سعيد بالتآمر على أمن الدولة.
ويتهم المعارضون قيس سعيد بالانقلاب على الدستور من أجل الانفراد بالسلطة لكن الرئيس يقول انه يسعى لانقاذ البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية.
وقال سعيد في كلمة لتهنئة الشعب التونسي بعيد الفطر من جامع الزيتونة بتونس العاصمة "لا مجال للفتنة، نحن شعب موحد وسيبقى موحدا تجمعنا كلمة الحق وتجمعما المسؤولية". وأضاف "لدينا من القدرات والامكانيات مما يحقق امال شعبنا في العزة والكرامة وفي السيادة الوطنية".
وتعاني تونس أزمة أقتصادية حادة وتحتاج الى تمويل دولي لسد العجز في ماليتها العمومية.
