سوق النشر الصينية تلفظ الكتب الأمريكية.. ما السبب؟
سوق النشر الصينية تلفظ الكتب الأمريكية.. ما السبب؟
كشف تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الجمعة، عن أن ناشري الكتب الصينيين يصدرون عددًا أقل بكثير من العناوين ذات الطابع الأمريكي، وذلك مع مع تصاعد التوترات بين البلدين، لكبح ما تعتبره تأثيرًا أمريكيًا على مواطنيها.
تراجع في نشر الكتب الأمريكية
تكشف البيانات الرسمية عن أن دور النشر الصينية أصدرت العام الماضي 1960 عنوانًا صنفتها هيئة تنظيم الكتب على أنها مرتبطة بالولايات المتحدة، بانخفاض أكثر من النصف عن عام 2018.
جاء التراجع عندما علقت الجهة المنظمة؛ إدارة الدعاية المركزية للحزب الصيني الحاكم أو أخرت الموافقة على العديد من المؤلفين الأمريكيين المشهورين، مثل مايكل لويس، إذ فشل كتابه The Premonition: A Pandemic Story وهو من أكثر الكتب مبيعًا في الغرب، في العثور على ناشر في الصين.
وبحسب الصحيفة، سعت الهيئة التنظيمية، التي تصدر قائمة توصيات رسمية للكتب ذات الطابع الأمريكي، إلى الترويج للعناوين التي تنتقد الولايات المتحدة، في اختلاف ملحوظ عن السنوات السابقة التي كانت تتصدر فيها المطبوعات عن الثقافة والسياحة الأمريكية.
تحول في الذائقة
ونقلت "فاينانشال تايمز" عن المؤسس المشارك لإحدى الشركات الاستشارية في هونج كونج، جو لوسبي، قوله "كان هناك بشكل عام تحول في الذوق في السوق الصينية بعيدًا عن الكثير من الموضوعات الأمريكية"، من الواضح أن البيئة الجيوسياسية هي الدافع وراء الكثير من ذلك.
ولطالما حظي المؤلفون الأمريكيون، من العلماء إلى قادة الأعمال، بشعبية لدى القراء الصينيين الشغوفين لفهم الاقتصاد الأكثر تقدمًا في العالم.
كما أصبح الناشرون أكثر حذرًا في نشر العناوين المتعلقة بالولايات المتحدة والتي كتبها مواطنون صينيون. وقال أكبر ناشر في الصين للكتب التجارية جيمس وو، في هذا السياق إنه "لن يفكر في نشر هذه العناوين لأنها تعكس القيم الأمريكية التي لا تتناسب مع الصين".
كما وقعت الكتب غير السياسية ضحية للرقابة الذاتية، وهو ما أكده باحث مقيم في شنغهاي، ذكر أنه لم يجد ناشرًا محليًا على استعداد لقبول كتابه عن صناعة الخدمات المالية الأمريكية.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين البلدين توترات بالجملة، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية الصين المُهدد الأول لهمينتها، بحسب ما تقره وثيقة الأمن القومي الأمريكية.
