الدار البيضاء.. إقبال على أزياء العيد التقليدية في ظل ارتفاع الأسعار


 

شيماء مومن – صحافية متدربة

 

تحل الملابس المغربية التقليدية الأصيلة محل العصرية استعداد لعيد الفطر في العديد من الأسواق المغربية، تجسيدا لمناسبة سنوية تحيي التقليد الراسخ المستمر لأجيال، وتوضح ملامح عادات لازالت متأصلة في العرق المغربي، منها زيارة الأقارب والعائلات صبيحة العيد.

 

 

الجلابة المغربية: تقليد راسخ في حياة المغاربة

 

 

تعد صبيحة يوم العيد مجالا مفتوحا لعرض شتى أنواع الملابس والأزياء التقليدية، بل حتى تلك التي تمت عصرنتها وإضافة تحسينات جديدة عليها، تلك الصبيحة تتوارى فيها إلى الخلف الألبسة العصرية لتحل محلها الأزياء التقليدية وتعد “الجلابة” المغربية أولها.

 

 

هذا الزي التقليدي الذي كان ولازال يشكل خاصية متميزة يحافظ عليها المغاربة كبارا وصغارا، كشكل من أشكال صيانة رموز الثقافة الروحية المحلية، والحفاظ على أصالة التاريخ، والاعتناء بشعائر الله تعالى، يعد حلة المغاربة في أعيادهم وأفراحهم وطقوسهم الدينية.

 

 

في كل محل ملابس توضع الأزياء التقليدية في الواجهة، لتؤتت مشهد الجمال الداخلي والخارجي للمحل، ولتجلب المقدمين على الشراء وتسهل اختياراتهم، فمند بداية شهر رمضان إلى آخر يوم فيه، وأنظار الزائرين منصبة على “الجلابة” المغربية سواء للنساء أوالرجال، صغارا كانو أو وكبار، فالمظهر الجمالي لهذا الزي التقليدي لا تكتمل ملامحه إلا في حضور “البلغة” المغربية الرجالية في مقابل “الشربيل” النسائي، رغم أن معظم النساء اليوم أصبحن يملن إلى أحذية عصرية يتماشى شكلها ولونها والزي التقليدي المختارة تفاصيله من تقاليد وثراث مغربي أصيل يبرهن عن قيمة تراثية كبيرة مند زمن.

 

 

الموضة التقليدية… تحقق انتعاشة

 

 

شغف كبير بالملابس التقليدية لاستقبال عيد الفطر يزداد في كل سنة، لتعيش معه محلات بيع هذه الأزياء بأسواق العاصمة الاقتصادية انتعاشة حقيقية لم تشهدها منذ 3 سنوات من اجتياح جائحة كورونا وفرض الحجر الصحي بالمغرب، خاصة بعد الانتكاسة الناتجة عن تداعياتها.

 

 

إن قطاع سلسلة إنتاج الأزياء بشكل عام، استعاد حيويته هذا الشهر، إذ لوحت ايجابيات هذه الانتعاشة على مصممي الأزياء، مرورا بالخياطين، ووصولا عند بائعي الأثواب بالجملة والتقسيط. ليبقى الزي التقليدي ثراث قديم تحييه كل سنة لمسات جديدة وتصاميم مبتكرة تساير الموضة، فتستجيب من جهة لمقاسات المقبلين على الاقتناء وتعبر عن أذواقهم ، ولتجسد من جهة أخرى ثقافة المغاربة في اللباس في العديد من المناسبات، وتتناسب إلى حد كبير مع مظاهر التدين الذي شهدناها هذا الشهر الفضيل.

 

 

محلات البيع، أسعار مرتفعة

 

 

بيد أن هذا التقليد، الذي استمر لأجيال، يتزامن في الوقت الراهن مع ظرفية اقتصادية صعبة من سماتها ارتفاع الأسعار بشكل خاص، وهو ما ينعكس على القدرة الشرائية، لكن رغم ذلك تقبل الأسر المغربية هذه الأيام الأخيرة من رمضان بكثافة على متاجر الملابس الجاهزة ومحلات الملابس التقليدية والفضاءات التجارية الكبرى ومختلف الأسواق بالعاصمة الاقتصادية، وذلك من أجل إرضاء أطفالها والاحتفال بنهاية شهر رمضان المبارك وعيد الفطر، وهو ما يساهم في الرفع من منسوب النشاط التجاري الخاص بالملابس بشكل عام، والتقليدية بشكل خاص.

 

 

سعيد محمدي تاجر لبيع الأزياء التقليدية النسائية بحي طارق بمنطقة البرنوصي، قال لـنا أن ‘‘شهر رمضان وعيد الفطر أعادا ذلك الإقبال الذي كنا نشهده قبل كورونا’’، مشيرا إلى وجود ارتفاع في أسعار الملابس مقارنة بالعام الماضي، وذلك في ضوء ميزانيات الأسر التي يقع عليها ضغط كبير، إضافة إلى تصاعد وتيرة المشتريات المسجلة خلال هذه الفترة، عكس ما كان يحدث سابقا، حيث كان التجار خلال هذه الفترات يتمكنون من تحقيق جزء مهم من رقم معاملاتهم.

 

 

في نفس السياق، قال محمد، شاب مقبل على شراء جلابة رجالية بنفس المحل، أن اختياره في كل سنة دائما ما يقع على “جلابة السوسدي”، ذات الخيوط الرقيقة والخفيفة، من حيث الألوان والزخرفة، مضيفا أن هذا النوع من الأزياء التقليدية حسب رأيه راقيا، يتماشى مع مناسبة عيد الفطرو القيم الدينية، ويحيي الثقافة المغربية ثراث التقافة المغربية في اللباس.

 

 

ويشار في نفس سياق الحديث عن مناسبة العيد، والإقبال الكبير على شراء الملابس بأسواق الدار البيضاء إلى أن درب السلطان الحي المتواجد بمقاطعة درب السلطان-الفداء، المعروف بمحلاته الكثيرة، شهد السبت الماضي توافد 2 مليون زائر، مما استدعى تجنيد المصالح الأمنية لتنظيم حركة السير والجولان بالمنطقة

تاريخ الخبر: 2023-04-21 21:19:53
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 61%
الأهمية: 78%

آخر الأخبار حول العالم

تبسة: اتفاقية للتقليل من تأثيرات منجم الفوسفـات ببئر العاتـر

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 53%

قالمة: 45 رخصـة استغـلال واستكشـاف للثـروة المنجميـة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 03:24:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية