تحت شعار: “الكنيسة في الشرق الأوسط: متجذّرة في الرجاء”، تجتمع كنائس الشرق الكاثوليكيّة، في العاصمة القبرصيّة نيقوسيا، من ٢٠ وحتّى ٢٣ ابريل ٢٠٢٣ ، في مؤتمر دوليّ بمناسبة مرور عشرة سنوات على توقيع الإرشاد الرسوليّ: “الكنيسة في الشرق الأوسط”. الذي أصدره قداسة البابا الراحل بندكتس السادس عشر ، قد وقّع الإرشاد الرسوليّ في كنيسة القديس بولس في حريصا، بلبنان، في ١٤ أيلول سنة ٢٠١٢، أثناء زيارته الراعوية والتاريخيّة إلى لبنان. وقد أتى هذا الإرشاد الرسوليّ عقب السينودس العام للأساقفة، برئاسة البابا بندكتس، في تشرين الأوّل من سنة ٢٠١٠ ، الذي انعقد في حاضرة الفاتيكان بعد أن وزّعت “وثيقة العمل” الأساسيّة بقبرص في معرض زيارته الرسوليّة.
ويأتي المؤتمر بتنظيمٍ من الدائرة الفاتيكانيّة للكنائس الشرقيّة، بحضور عميدها سيادة المطران كلاوديو جوجيروتي، والأمين العام الأب ميشيل جلخ، وبطريركيّة القدس للاتين (التي تضم فلسطين والأردن والجليل وقبرص) برئاسة البطريرك بيير باتيستا بيتسابالا ، وهيئة “رواكو” المعنيّة بمساعدة الكنائس الشرقيّة، بالتعاون مع السفير الفاتيكاني في الأردن وقبرص سيادة المطران جيوفاني بيترو دال توزو.

ويُشارك في المؤتمر بطاركة الشرق الكاثوليك، وعدد من الأساقفة والكهنة، والرهبان والراهبات، والفعاليات الرعوية، الذين سيشاركون بثلاثة أيام من العمل والصلاة والتفكير حول المخرجات التي أتى بها الإرشاد الرسوليّ الخاص بالكنيسة في الشرق، وكيفيّة تفعيل هذه التوصيات في المستقبل.

انطلقت الجلسة الافتتاحيّة، مساء الخميس، بعد قداس احتفاليّ بحسب الطقس السريانيّ الكاثوليكيّ الذي احتفل به غبطة البطريرك يوسف يونان الكلي الطوبى .

وبعد صلاة البداية التي قادها بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، ألقى رئيس دائرة الكنائس الشرقيّة، ورئيس المؤتمر، المطران كلاوديو غوجيروتي، كلمة الترحيب التي بيّن فيها الخطوط العريضة للمؤتمر، وبالأخص دعوته للدوائر المانحة بألا تُعطي الانطباع بأنّها “معلمة” لكنائس الشرق، بل هي خادمة، على مثال كنائس الشرق، للإنسان المتألم والراجي لرحمة الرّب.

كما ألقى السفير الفاتيكاني في الأردن وقبرص المطران جيوفاني بيترو دال توزو كلمة بيّن فيها أنّ تجسّد الرّب قد تمّ هنا، وأنّ كنائس الشرق هي الشاهدة على هذا التجسّد الإلهيّ، وهو الذي يحيرنا كسر، لكنه يجيب على رغبة الإنسان القوية بأن يرى الله

.
و استهلّ اليوم الثاني من أعمال مؤتمر “الكنيسة في الشرق الأوسط: متجذّرة في الرجاء”، المنعقد في نيقوسيا، بالقداس الإلهي الذي ترأسه البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل
ساكو، تبعه جلسة تناولت موضوع التنشئة المسيحيّة، قدّمها المطران باولو مارتينيلي، النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربيّة.