فاعلية القيامة
فاعلية القيامة
إن قيامة السيد المسيح حدث له فاعليته وآثاره القوية علي البشرية كلها, فليس هو حدثا تاريخيا فحسب وإنما قوة بنيت عليها حقائق كثيرة في إيمتننا وحياتنا المسيحية, فإننا نعرف القيامة لا بالنظر إلي القبر الفارغ فقط, بل بالنظر إلي فاعليتها في حياتنا, فالقيامة ارتباط بما حدث مع آدم وحواء في الفردوس بسقوطما بالأكل من الشجرة المنهي عنها(تكوين 3:6) . فهي التي أعادتهما إلي الفردوس, ولهذا كان الآباء يفرحون بالقيامة وبالحياة التي بعدها ويشتهون تلك الحياة وينظرون إلي المدينة التي لها الأساسات التي صانعها الله (ع11:1) كما عبرعن ذلك أيضا القديس بولس الرسول بقوله لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فإن ذاك أفضل جدا (في 23:1) .
وللقيامة ارتباط بما حدث عملية التجسد الإلهي كحقيقة, والفداء كقوة وحب, أن جسد الفادي علي خشبة الصليب أعطانا الحياة وقدس كل الأجساد الميتة, والقيامة لها ارتباط بالصليب, إذ حولت خشبة الصليب فوق هضبة الجلجثة من العار إلي خشبة مكرمة, واللعنة قد تبدلت إلي صورة المجد.. ومن فاعلية القيامة أنها أنارت بنورها علي العالم كله , وبذلك صارت القيامة ليست قريبة فقط من واقع الإنسان, بل حاضرة معه وفيه, بل وإن جذورها صارت مغروسة في طبيعة الإنسان المولود من الماء والروح ! وهذه الجذور هي التي تؤجج في القلب لهيب الحنين إلي الوطن السماوي .