فى ذكرى تحرير سيناء.. أبرز المعلومات عن شيخ المجاهدين "خلف الخلفات"

أيام قليلة بل ساعات تفصلنا عن الذكرى الحادية والأربعين لعيد تحرير سيناء الذي يحل في 25 أبريل من كل عام، لتعود معها كذلك ذكريات بطولة الجيش المصري أمام العدو الصهيوني الذي قال عن نفسه يومًا إنه جيش لا يقهر فاستطاع الجيش المصري أن يهزم مقولته ويهزمه مستردًا أرضه.

في هذه الذكرى لا يجب أن نغفل بعضا من رموز أهالي سيناء الذين يعتبرون أبطالًا لا يقلوا تقديرًا عن أبطال حرب أكتوبر من أفراد الجيش وجنوده.

بين هؤلاء الأبطال "الشيخ خلف الخلفات" وهو أحد أبرز رموز قبائل سيناء، الذي شارك فى يوم 25 أبريل قبل 41 عامًا فى رفع العلم المصرى على أرض مدينة رفح المصرية، بعد جلاء الاحتلال الإسرائيلى عنها.

ولد الشيخ خلف في عام 1930، وهو ابن لزعيم قبلى حرص فى وقته على أن يعطيه حقه من التعليم، وبدأت تتكون عنده نوازع العمل الوطنى منذ الصغر وتحديدًا على أثر حرب 1948 مما جعل هذه النزعة أساسًا في تكوين شخصيته الوطنية فقام بتأسيس مجموعة فدائية، أشرفت عليها وقتها المخابرات المصرية بقيادة "مصطفى حافظ"، قائد المخابرات المصرية فى غزة وسيناء فى ذاك الوقت، وحينها كان قطاع غزة تحت الإدارة المصرية.

تمكنت هذه المجموعة من تنفيذ أعمال فدائية استهدفت مراكز الجيش الصهيونى وخطوط المياه والمستوطنات، لذلك تنبهت إسرائيل لخطورة هذه المجموعة وحاولت مجموعة كوماندوز إسرائيلية اغتياله عام 1952، ثم كان هناك محاولة اغتيال أخرى له بواسطة أحد العملاء الذى استدرجه إلى مدينة رفح بعبوة ناسفة فى رحل البعير الذى يركبه، ولكنه تنبه للأمر بذكاء وتمكن من انتزاعها كما وجهت قوة تستقل طائرة عسكرية هجوما بالرصاص على منزله، ولكنه لم يكن بمنزله وقتها.

بعد احتلال سيناء، رفض الشيخ خلف الهجرة منها بل كان يأمر أتباعه بأن يلتزموا أماكنهم والتصدى لمغريات الاحتلال تسهيل هجرتهم لتنفيذ مخططات استعمارية ببناء المستوطنات، كما وجه الأهالى أن التمسك بأرضهم وعدم تركهم مقاومة يستطيع الجميع أن يقوم بها، وهو ما أزعج سلطات الاحتلال لذا تم إلقاء القبض عليه واحتجازه رهن التحقيق لمدة 3 أشهر متواصلة، وبعد خروجه من غرف التحقيق لم يخنع وكانت مقولته الشهيرة التى يرددها للأهالى "أن هذه الأرض أرضكم أرض الآباء والأجداد وقد عدنا إليها بقوة السلاح فلا تفريط فيها".

أسلوب جديد في المقاومة

لم يكن مجرد التمسك بالأرض هو مبدأه بل وجد الشيخ خلف أن الأهالى عليهم اتباع أسلوب جديد في هذا التمسك، وهو استبدال العشش بمنازل أسمنتية لتزيدهم تمسكا والتصاقا بأرضهم.

وفى 2 سبتمبر 1973 عقدت القيادات الإسرائيلية اجتماعًا مع قيادات المنطقة القبلية وأخبرتهم بسرعة إخلاء منطقة الجورة وما حولها إلى ما بعد قرية الخروبة غربا إلى العوجة حفير جنوبا وإلى الحدود الدولية شرقا وإلى أبوطويلة شمالا تلك المساحة التى تقدر بحوالى 1450 كم مربعا وتقطنها خمس قبائل، وأمام هذا المخطط عقد الشيخ لقاء مع مشايخ القبائل أخبرهم خلاله أن يثبتوا وألا يخبروا الأهالى بهذا الأمر.

وعندما علمت القيادة الإسرائيلية بهذا الموقف أرسلت له الحاكم العسكرى فى وقتها وكان "إسحاق سيجاف"، الذى وصل إليه بمجلسه، وطلب منه الجلوس معه منفردًا ورفض المقابلة، فعاد الحاكم.

وقرر أن يذهب بنفسه لمقر الحكام العسكرى الإسرائيلى لسيناء ويبلغه رفض القبائل لهذا الأمر، وبالفعل ذهب لمقر القيادة بالعريش فى قوتها وقال للحاكم لن نرحل، هذه أرضنا إما أن نحيا على ظهرها أو ندفن فى باطنها وبعد عودته واصل الحث على التمسك بالأرض.

وعندما اندلعت حرب أكتوبر وتحقق النصر، وتحديدًا فى 10 أكتوبر ألقت قوة من الجيش الإسرائيلى القبض عليه، واقتادته لمقر قيادتها بالعريش، وخلال التحقيق معه وعرض عليه من القيادات المخابراتية، أن يتم بناء قرى حديثة لهم وبها مساجد ومجالس تتناسب وطبيعتهم، رفض كافة هذه العروض مستندًا إلى أن حقهم فى أرضهم الذي لا يقبل تفاوضًا وقال إنه قد لا يستطيع أهالي سيناء مقاتلة إسرائيل ولكنهم سيموتون دون أرضهم، واستمر معتقلًا أكثر من 6 شهور أعقبها الإفراج عنه بعد ما فشلت كل الحيل للنيل منه.

وبعد تحرير أرض سيناء غمرت الشيخ خلف سعادة حكى عنها أهله ومحبوه في قبيلته وقت رفع علم مصر، وكان حريصًا حتى بعد جلاء احتلال سيناء على تذكير كل من حوله بالأهداف الخفية للاحتلال وأطماعهم فى سيناء حتى توفاه الله صباح الثلاثاء 2 سبتمبر فى عام 2009.

تاريخ الخبر: 2023-04-23 18:21:09
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية