تكللت جهود الدولة لإجلاء المصريين العالقين فى السودان تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية فى هذا الشأن، بوصول دفعة أولى من المصريين والسودانيين قوامها ٤٣٦ مواطنًا لمعبر أرقين بمحافظة أسوان، على الحدود الجنوبية مع السودان، صباح أمس الإثنين، بعد مرور عدة أيام من اندلاع شرارة الاشتباكات بين المتمردين والقوات المسلحة السودانية.

وتواصل السفارة المصرية فى الخرطوم والقنصليات التنسيق مع المواطنين المصريين فى السودان لتأمين عودتهم تباعًا بالتنسيق مع السلطات السودانية، لتوفير ممرات آمنة لهم.

وقال «أ. ع»، أحد العائدين من دولة السودان، من محافظة القاهرة، إنه كان يقيم فى منطقة المجاهدين فى الخرطوم وتعد إحدى المناطق التى شهدت قصفًا واشتباكات بين القوات المسلحة والمتمردين، موضحًا أنه كان يعمل مديرًا ماليًا بإحدى شركات الاتصال هناك، وكان يعيش مع أسرته المكونة من ٤ أفراد.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن الوضع فى السودان كان سيئًا للغاية بسبب الاقتتال بين الجانبين، وبمجرد وصول الاشتباكات إلى المنطقة التى يعيش فيها رفقة أسرته توجه على الفور هو وعدد من العاملين معه بالشركة إلى السفارة المصرية فى السودان، التى نصحتهم بالبقاء فى المنازل لحين الانتهاء من ترتيبات العودة إلى أرض الوطن سالمين.

وأوضح أنه بمجرد سماعه كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى وعد فيها بأنه لن يسمح بأن يمس أبناؤه المصريون بسوء دخل الاطمئنان قلبه وأسرته، بجانب أن هناك أيضًا شيئًا بعث الاطمئنان لقلوبهم وهو أن العلاقات جيدة بين مصر والسودان.

وأشار إلى أنه عاد رفقة ٣٥ مصريًا آخرين، نظرًا لأن شركتهم التى كانوا يعملون بها فى الخرطوم خصصت لهم أتوبيسًا لنقلهم إلى أرض الوطن مرة أخرى، لافتًا إلى أن الوقت الذى استغرقته الرحلة من الخرطوم إلى أسوان كان حوالى ١٢ ساعة، ثم بعدها تفرقوا حتى يتوجه كل منهم إلى المحافظة التابع لها.

وعن شعوره بعد الوصول لأرض الوطن، قال: «شعرت أن الله كتب لنا أعمارًا جديدة وأنا سعيد جدًا بالعودة إلى بلدى مع أسرتى بسلام»، مشيرًا إلى أنه وصل أمس هو وأسرته ولكنه ينتظر أن يستلم باقى متعلقاته وحقائبه.

وقال ضياء الدين عمر، سودانى الجنسية، مقيم بمصر، إنه كان ينتظر ابن خالته سودانى الجنسية الذى كان يقيم فى مصر ويدرس فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، لكنه توجه خلال شهر رمضان لقضاء عدة أيام مع أسرته بالسودان.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن ابن خالته كان من المفترض أن يعود إلى مصر قبل اندلاع الاشتباكات بيوم ولكنه لم يستطع العودة، لافتًا إلى أنه وأهله كانوا يحاولون جاهدين الاطمئنان عليه، ولكنهم كانوا يواجهون مشكلة نظرًا لصعوبة الوضع وانقطاع شبكات الاتصالات فى بعض الأحيان. ولفت إلى أنه بمجرد علمه بأن ابن خالته سيعود إلى مصر عن طريق معبر أرقين، وفد من محافظة القاهرة إلى أسوان حتى يستقبله ويطمئن عليه، متابعًا: «بمجرد وصوله إلى منطقة دنقلة أول الحدود المصرية شعرنا بالأمان».

ومن بين الأسر التى وصلت معبر أرقين أسرة سورية، وقال أحد أفرادها، لـ«الدستور»، إنهم شعروا بالارتياح والأمان بعد عبورهم الحدود إلى الأراضى المصرية، بعد تدهور الأوضاع بصورة كبيرة فى السودان.

وقال حسن إبراهيم، سائق أتوبيس سودانى، إن أول رحلة قادها لنقل بعض الفارين من القتال من السودان إلى أسوان كانت يوم السبت ثانى أيام عيد الفطر المبارك من مدينة أم درمان.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن الأتوبيس كانت تستقله أسرة كاملة سودانية وعددهم أكثر من ٦٠ شخصًا، وبمجرد وصولهم الحدود المصرية رفعوا جميعهم أياديهم إلى السماء شاكرين الله الذى نجاهم من الموت وكتب لهم الوصول إلى مصر بلدهم الثانى بأمان.

وأوضح أنه سيذهب مرة أخرى إلى السودان لكى يصطحب مجموعة أخرى إلى أسوان عبر معبر أرقين البرى.

وتابع: «دعم السودان ليس جديدًا على الرئيس السيسى الذى أرسل شحنة مساعدات تشمل أدوية ومستلزمات طبية إلى السودان، وفتح الحدود لاستقبال المواطنين الفارين من القتال، وهذا هو السلوك الذى اعتدنا عليه من جميع المصريين».

واختتم: «الرئيس السيسى وكعادة كل رئيس لمصر يؤكد وحدة مصر والسودان والعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين».