عائدون من السودان: جهود الدولة لضمان سلامتنا نالت إعجاب كل الجاليات

قبل أن ينسدل الضوء الأخير من نهار الإثنين، كانت العيون تترقب والأنفس تتعاقب، من قبل مئات المصريين ممن كانوا عالقين فى السودان منذ اشتعال الأحداث هناك قبل ٩ أيام.

وكلما اقتربوا إلى أرض مدرج المطار كانت عيونهم تنظر من نوافذ الطائرات التى حملتهم على متنها إلى وطنهم، وداخلهم يقين قوى بأن دولتهم لن تتركهم أبدًا فى أى مكان، ولن تتخلى عنهم ولو كانوا فى أقاصى العالم.

 

رحلة شاقة خاضها المصريون العائدون من السودان، بدأت من مدينة الخرطوم إلى بورتسودان، ومنها إلى العاصمة المصرية القاهرة، وسط مشهد لا يحتاج إلى وصف بالكلمات.

فما أن وطأت أقدام المصريين باب الطائرة إلى مدرج المطار، أسرع بعضهم إلى السجود وتقبيل تراب مصر الآمنة وسط الأمواج العاتية التى تعصف بدول الجوار، مع حضور قوى لأعلام مصر التى كانت ترفرف مع الأطفال والسيدات التى دمعت عيونهم بمجرد الوصول.

«الدستور» استقبلت العائدين من السودان، وتحدثت معهم عن كواليس رحلة وصولهم من قلب الأحداث الساخنة، والمشاهد الأخيرة لهم هناك، ومشاعرهم أثناء وبعد العودة، وما وجدوه من السلطات المصرية المرافقة لهم، بجانب مستقبلهم خلال الفترة المقبلة.

هشام موسى:  السفارة طمأنتنا منذ بدء المعارك

البداية لدى هشام موسى، أحد الشباب المصريين العائدين من السودان، الذى كان يعمل فى أحد البنوك التنموية بالعاصمة السودانية الخرطوم منذ أكثر من عامين، وفوجئ باشتعال الاشتباكات فجأة.

وقال «موسى»: «شعرت بقلق شديد مما قد يحدث، خاصة أن أصوات الرصاص لم تهدأ منذ بدأت المعارك هناك، لكننى فوجئت بالسفارة المصرية والقنصلية فى السودان تتواصل معى وتطمئننى وتبلغنى بتعليمات الإجلاء أنا وزملائى، والتى شملت تأمين متطلبات المعيشة من أطعمة ومياه، وعدم الخروج من المنازل تحت أى ظرف».

وأضاف: «مع اشتداد الاشتباكات وخطورتها، أبلغتنى السفارة بضرورة الانتقال إلى مكان آمن فى الخرطوم بعيدًا عن النطاق الحالى للأحداث، وبعد فترة تم التنسيق لنقلنا من الخرطوم إلى بورتسودان، التى تعد من أكبر المناطق أمنًا فى السودان كلها، فى رحلة استغرقت ١٧ ساعة، ثم تم تسجيلنا هناك فى كشوف المغادرين ممن يتم إجلاؤهم».

ووصف الحكومة والجهات المصرية التى تفرغت لإجلائه هو وباقى المواطنين الموجودين فى السودان بأنهم «أمناء على المصريين»، وذلك بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى لا ينام حتى يظل أبناؤه من المصريين آمنين فى كل بقاع العالم.

وتابع: «المشاهد الأخيرة لى فى السودان كانت مروعة، خاصة فى ظل عدم وجود أساسيات المعيشة من ماء وكهرباء، وحتى تطبيقات البنوك باتت معطلة، إلى جانب مشاهد صعبة للمصابين خلال الاشتباكات، لكن ثقتى لم تتزعزع أبدًا فى أن الدولة ستنقذنى وتعيدنى لبيتى أنا ورفاقى».

ريهام نصر:  لو رأيتم ما رأينا لحافظتم على وطنكم بكل قوة

ريهام نصر، سيدة مصرية ضمن العائدين من السودان، رفقة أطفالها الثلاثة، بعد أن فرقتهم الحرب عن زوجها السودانى، الذى لم يتمكن من العودة معها إلى القاهرة.

قالت «ريهام»، وهى تمسك بيد أطفالها الذين ترفرف فى أياديهم الأعلام المصرية: «الدولة لم تبخل علينا بأى شىء، والسفارة المصرية فى السودان كانت على مدار ٢٤ ساعة على تواصل معنا، وكأننا هنا فى القاهرة وليس فى الخرطوم».

ووصفت الجهود المصرية فى استعادة مواطنيها من قلب الأحداث المشتعلة بأنه أمر لافت جدًا، ونال إعجاب كل البعثات الأخرى التى نظرت باحترام لما تفعله السلطات المصرية لأبنائها العالقين، كأول دولة تجرى عملية الإجلاء لكل تلك الأعداد.

ووجهت رسالة إلى كل المصريين دعتهم خلالها إلى السعى للحفاظ على الدولة ومقدراتها، مضيفة: «لو رأيتم ما رأينا فى الخارج، لحافظتم على مصر بكل ما أوتيتم من قوة.. شكرًا للرئيس عبدالفتاح السيسى وللقوات المسلحة المصرية».

وعلى هامش اللقاء مع الأم، قال طفلها محمد ممدوح إنه من مواليد السودان، وكان يشعر بالخوف من أصوات الرصاص، ويحتضن ورفاقه ووالدته، التى أكدت له أن مصر لن تتركهم وحدهم هناك، وستفعل كل شىء لاستعادتهم، وهو ما تم فى نهاية الأمر، مشيرًا إلى أنه يحلم بعودة السودان لما كانت عليه، ليرى والده وتجتمع أسرته من جديد.

شاهندة فرج:  ما شاهدناه من أهوال يجعلنا ندرك قيمة الوطن

قالت الطفلة شاهندة فرج، ١٣ عامًا، العائدة مع والدها فرج محمد عبدالواحد، الذى يعمل فى السودان من مدة طويلة فى أحد البنوك: «نشكر الرئيس السيسى على اهتمامه بنا.. لم يدخر جهدًا لإعادتنا، والدولة فى ظهرنا وتحمينا».

وأضافت «شاهندة»: «الإنسان الذى ليس له بلد؛ ليس له سند»، معربة عن سعادتها لعودتها لأحضان أسرتها الكبيرة، مشددة على أن حجم وهول ما رأته يجعلها تكره كل الحروب والنزاعات فى العالم، وتعلم قيمة وجود بلد يقف على قدميه.

وتدخل والد الفتاة فرج محمد فى الحديث قائلًا: «الحمد لله على نعمة الأمن والأمان الموجودة فى أرض مصر، وهى نعمة لا يشعر بها الكثيرون، ومن أجمل النعم التى أنعم بها الله على المصريين».

واختتم بقوله: «مصر تحافظ على أبنائها فى الخارج، كما تحافظ على أبنائها فى الداخل، بفضل القيادة السياسية التى لا تنسى أبناء الوطن فى أى مكان».

نبيهة النحاس: كنا متأكدين أن القيادة لن تتركنا

شددت نبيهة النحاس، عائدة من السودان رفقة طفلها، على أن كل مصرى ومصرية عليهم الفخر بجيش بلادهم، الذى يشعرهم بالأمن والأمان، مضيفة: «كنا متأكدين أن القيادة السياسية لن تتركنا وأننا سنعود آمنين». وقالت «نبيهة» إن كلام الله فى القرآن الكريم يقول: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، وهو «شهادة من الله عز وجل» بأهمية مصر، متابعة: «ما حدث يعزز شعورنا بالانتماء إلى هذا الوطن.

مصطفى فخرى:  تجربة صعبة.. وشكرًا للرئيس

قال الطالب فى كلية الطب والجراحة بجامعة شرق السودان، مصطفى فخرى، إن التجربة كانت صعبة للغاية ولم يرها طوال حياته، مشيرًا إلى أن السفير المصرى فى الخرطوم كان داعمًا ومساندًا له ولزملائه بكل معانى الكلمة. وأضاف: «السفير تواصل مع الجالية المصرية حتى قبل الأحداث، وهو ما سهل علينا الكثير فى ظل هذه الأزمة»، موجهًا رسالة للرئيس السيسى: «أنت فى قلوبنا، واهتمامك بنا محط أنظار العالم بأسره».

خلية الأزمة: خطة لضمان سلامة العائدين

حرصت خلية الأزمة المشكلة لمتابعة أوضاع المصريين فى السودان على تنفيذ خطة إجلاء محكمة ومؤمنة لضمان دقة عملية الإجلاء، وسلامة أفراد الجالية المصرية فى الولايات السودانية المختلفة، وذلك عبر نقل المصريين الموجودين فى «النقاط الآمنة»، مثل بورتسودان، التى جاءت أولى طائرات العائدين منها.

وتتابع الأجهزة المعنية أوضاع الجالية المصرية فى السودان على مدار الساعة، وتسعى لضمان تحركاتهم بأقصى درجات الحيطة والحذر، حتى لا يصيبهم أى مكروه.

وتتجمع عناصر الجالية المصرية فى السودان الموجودة خارج العاصمة الخرطوم، فى مقر القنصلية المصرية فى بورتسودان، وفى مكتب وادى حلفا القنصلى المصرى، تمهيدًا لإعادتهم إلى أرض الوطن.

تاريخ الخبر: 2023-04-25 21:20:50
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

الاحتلال يستهدف منازل في رفح الفلسطينية.. وتحليق للطيران فو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:25
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

اعتقال العشرات في معهد "شيكاغو" للفنون مع استمرار المظاهرات

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:15
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

كراهية وخطاب – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:04
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

أمطار رعدية على هذه المناطق.. اليوم - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:23:47
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

قوات الاحتلال تهدم منزلًا في دير الغصون بالضفة الغربية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 09:22:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية