تعد التمارين الرياضة أداة قوية للصحة العقلية، لقد أثبتت الدراسات السابقة أنها تحسن المزاج، وتخفف التوتر والاكتئاب، وتعزز الإبداع والإدراك، وحتى إنها تجعل العلاج أكثر فعالية وفوائد أخرى يطول شرحها.

الآن، تشير مراجعة بحثية جديدة إلى أن النشاط البدني قد يساعد الأشخاص أيضا على تقليل تعاطي المخدرات والكحول. يبدو أن إضافة النشاط البدني إلى العلاج التقليدي لاضطراب تعاطي المخدرات يؤدي إلى نتائج أفضل، كما تقول المؤلفة المشاركة في المراجعة فلورنس بيشي، وهي مرشحة لنيل درجة الدكتوراه في النشاط البدني في جامعة مونتريال الكندية.

تأثير العلاج على الصحة النفسية

غالبا ما تؤثر الأدوية التي تعطى لمدمني المخدرات على الصحة النفسية. وفي بعض الأحيان، فإن الأطباء لا يعطون الصحة البدنية أي اهتمام. وتقول بيشي إن الجمع بين الاثنين قد يكون أكثر فعالية.

وفحصت المراجعة، التي نشرت في 26 أبريل في مجلة في PLOS ONE العلمية نحو 43 دراسة منشورة سابقا حول برامج العلاج للكحول أو تعاطي المخدرات (مثل العلاج في وحدات سكنية متخصصة أو إزالة السموم الخاضعة للإشراف) والتي تضمنت مكونا للتمرين.

كان الركض هو أكثر أشكال التمارين التي تمت دراستها، لكن بعض الدراسات اختبرت أيضا اليوجا وركوب الدراجات وتدريبات القوة والمشي وأنواع أخرى من الحركة. كان الإيقاع الأكثر شيوعا للتمرين هو ثلاث جلسات مدة كل منها 60 دقيقة في الأسبوع ، لكن ذلك اختلف أيضا.

نظرت 16 ورقة بحثية في ما إذا كان الأشخاص الذين اتبعوا نظاما للتمارين الرياضية بالإضافة إلى العلاج النموذجي قد توقفوا أو قللوا بشكل كبير من تعاطي المخدرات - وفي 75% من تلك الدراسات، فعلوا ذلك.

لم تقارن الباحثة الرئيسية بيشي وزملاؤها بشكل مباشر فعالية العلاج النموذجي لاضطراب تعاطي المخدرات مقابل العلاج الذي تضمن ممارسة الرياضة. لكن معظم الدراسات في المراجعة استخدمت العلاج القياسي في المجموعة الضابطة. بناء على هذه النتائج، خلصوا إلى أن النشاط البدني قد يجعل العلاج أكثر فعالية.

تحفيز للتوقف عن الإدمان

هناك بعض التفسيرات المحتملة للعلاقة الواضحة بين التمرين والتوقف عن تعاطي المخدرات، كما تقول المراجعة. الأول هو أن السلوكيات الصحية تميل إلى البناء على بعضها البعض - لذلك إذا تحسنت الصحة البدنية لشخص ما مع ممارسة الرياضة، فقد يصبح أكثر تحفيزا للتوقف عن تعاطي المخدرات. يمكن أن تصبح التمارين الرياضية أيضا بديلا صحيا للرغبة الشديدة في تناول المخدرات، كما تشير الدراسات.

ووجدت مراجعة بحثية نشرت في عام 2022 أنه بمرور الوقت، يمكن لمتعاطي المخدرات المعتادين استبدال عادتهم في المخدرات ببروتين تمرين.

كما أظهرت الأبحاث السابقة أيضا أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة هم أقل عرضة لتعاطي المخدرات بشكل عام ويحدث ذلك لأن النشاط البدني يحسن الصحة النفسية بشكل عام.

تقول بيشي إن العديد من الأشخاص الذين يصبحون مدمنين على الكحول أو المخدرات لديهم تشخيصات نفسية أخرى، لذا فإن تحسين حالة صحية عقلية واحدة قد يكون له تأثير إيجابي.

وفي مراجعتها لخطط العلاج التي تضمنت ممارسة الرياضة، تحسنت أعراض الاكتئاب في 50% من الدراسات التي تتبعت هذه النتيجة، بينما تحسنت أعراض القلق في أكثر من 70%.