شيماء مومن-صحافية متدربة
ارتفعت أسعار الدواجن في المغرب لتصل إلى مستويات كبيرة في الأيام الماضية مستمرة إلى الآن، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 27 درهما في مجموعة من الأسواق المغربية، هذا الأمر فتح النقاش مع بعض مهنيي القطاع لمعرفة أسباب عودة هذا الارتفاع الذي أنهك القدرة الشرائية للمغاربة.
في هذا الصدد، قال المنتصر مصطفى، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم والدواجن، لـ”الأيام 24″، “إننا اليوم نشهد اختلالا بين العرض والطلب، فالمربين الذين خسروا الأيام الماضية، لم يجددوا إنتاجهم، فمن كان يربي 40 ألف كتكوت في الأشهر السابقة، أصبح يربي اليوم 20 ألف فقط، بسبب نقص التمويل، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع سيستمر لمدة 40 يوما إلى حين تجديد الكسابة والمربين والمنتجين لدوراتهم في الانتاج’’.
وأضاف‘‘ سبق وأن تحدثنا مع الوزارة الوصية الأشهر الماضية وحذرناها من ارتفاع أسعار الدواجن الأيام المقبلة، نتيجة ظروف حتمية، واصفا في نفس الوقت صورة الإرتفاع الحالي بالأسولق المغربية بـ”الانتهازي”.
وفسر رئيس الجمعية سبب هذا الارتفاع الحالي بقوله ‘‘ المربي كان يبيع بالخسارة، وهذه الخسارة ساهمت في التقليص من الإنتاجية، نتيجة لعدم قدرته على تمويل الإنتاج الجديد، أو حتى الاستمرارية’’.
ودعا المتحدث ذاته، الدولة إلى التدخل السريع لتنظيم هذا القطاع، ووضع إجراءات معينة تحقق التوازن بين العرض والطلب، معتبرا أن هذا الأمر ليس في صالح المستهلك أو المربي، قائلا: ‘‘لا يمكن للكساب أو المربي أن يبيع بثمن أقل من 16 درهم’’.
واقترح رئيس الجمعية على الحكومة حليين، يتمثل الأول في تدخل الدولة للرفع من القدرة الشرائية للمواطنين، وتحديد ثمن 20 درهما للكيلوغرام الواحد للدجاج، بينما يتجلى الحل الثاني في النقص من كلفة انتاج الدواجن الموجهة للأسواق.
وسبق أيضا للجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، أن تقدمت بتوصية لوزارة الفلاحة في المناظرة الوطنية للتجارة في مراكش، وطلبت من خلالها خفض الرسوم الجمركية على كتاكيت دجاج اللحم، التي يصل سعرها إلى 7 دراهم بسبب الاحتكار، فاستجابت الوزارة وأعفت الشركات من الضريبة على القيمة المضافة.
في هذا الصدد، قال المنتصر: ‘‘تقدمنا نحن أيضا بالعديد من المقترحات لوزارة الفلاحة، ووضعناها أمام صورة واضحة لكل المعطيات المتعلقة سواء بالإنتاج أو تكلفة تربية الكتاكيت، أو ثمن البيع، من أجل أن تساهم في الحد من خسارات المربي، صحيح أنها قامت بحذف الضريبة على القيمة المضافة، لكن وزارة المالية في المقابل قامت بحذف الضريبة على القيمة المضافة في المواد فقط عند الاستيراد’’.
وأضاف،‘‘العام الماضي كنا نشتري الكيلوغرام من العلف بثمن 3 دراهم و25 سنتيم، يعني 10% من القيمة المضافة كنا نؤديها في 32,5، هذا العام أصبحنا نشتري الكيلوغرام من العلف بثمن 5 دراهم و65، لتزداد الضريبة على القيمة المضافة وتزداد معها خسارات المربي، بينما الشركات التي تقوم بالاستيراد تستفيد أكثر من الإعفاء عكسنا وهذا ما يفسر أن خفض الضريبة على القيمة المضافة كان لصالح الشركات وليس لصالح المربي أو المستهلك مما يفسر معه أيضا انعدام تكافئ الفرص’’.
وتجدر الإشارة إلى أن التصريحات السابقة لرئيس الجمعية مع “الأيام 24″، فإنه نبه إلى الإرتفاع الحالي الذي تعيشه أسعار الدواجن بالأسواق المغربية، قائلا: ‘‘ إذا كنا نحن المهنيون نبيع هذه الأيام الدجاج بثمن 16 أو17 درهم للكيلوغرام (نهاية شهر فبراير وبداية مارس)، فهذا في حد ذاته خسارة، وهذه الخسارة ستلقي بتبعاتها السلبية على المواطنين في الأيام القادمة، حيث سيقلص الكساب في الإنتاج، ويمكن أن لا يستمر كذلك، مما سيرتفع معه الثمن بشكل مفاجئ وسيتضرر المواطن’’
