السر الباتع.. من يوسف إدريس إلى خالد يوسف

ابتسم يوسف إدريس ابتسامة المنتصر بلا شك، عاش مغبونًا ومات محزونًا، وها هو يعود بعنفوانه بعمل درامى كبير، وهذه وحدها تكفى بالنسبة لى تعليقًا على «سره الباتع»، فقد شاهدت الحلقات واستمتعت بأمور لا تعد ولا تحصى رغم كثير من التحفظات التى تكاد أن تذوب مع أغنية التتر التى كتبها الشاعر الموهوب مصطفى إبراهيم وأنت تدخل معه إلى ملحمة الشعب بصوت محمد منير، وتعجبت بشكل شخصى من النقاد الذين يكتبون عن أعمال درامية بضخامة «سره الباتع» بعد مشاهدة عدد من الحلقات، وعجيب هذا اليقين الذى يصل إليه كل واحد منهم، سواء كان مؤيدًا للعمل أو ناقمًا عليه، والأعجب أكثر أن يكون النقد جاهزًا لدى أولئك الذين يحتفظون برأى شخصى فى المخرج خالد يوسف، سواء كان رأيًا سياسيًا أو أخلاقيًا، عمومًا حاولت عدم الاستماع للآراء وشاهدت الحلقات كاملة على ضوء القصة الأصلية التى كتبها يوسف إدريس، فلم أجد ما يستوجب التوقف أمام أخطاء صغيرة حول حجم طول بونابرت مقارنة بالفنان «أيمن الشيوى» الذى جسّد الشخصية، عمومًا سأترك كل الجدل الفنى وأتوقف عند النص الأصلى الذى كتبه يوسف إدريس والمعالجة الدرامية التى أضافها خالد يوسف.

سر السلطان حامد

«.. أتحدى التاريخ أن يثبت أن غازيًا دخل هذه البلاد واستطاع أن يغادرها سالمًا، لديهم آلة عجيبة، هؤلاء الفلاحون، يستعملونها لطحن الحبوب، حجر يدور فوق حجر ويوضع الحب من فوق سليمًا ليخرج من بين الحجرين أنعم من الدقيق، وجدنا الأتراك هنا وقد أصبحوا دقيقًا من أزمنة طويلة وكان المماليك فى طريقهم لنفس المصير».

من هذه العبارة التى وردت فى قصة يوسف إدريس صنع خالد يوسف ملحمته الخاصة ليس لتخليد السلطان حامد، بطل القصة، ولكن لتخليد روح هذا الشعب الذى يصنع بطولاته عبر تاريخ طويل، فإن كان السلطان حامد قاوم الفرنسيين فإن ألف حامد قبله وقفوا فى مواجهة الأتراك والمماليك ومئات الحوامد سيصلون إلى ميدان التحرير فى يناير وآلافًا سيتدفقون إلى الاتحادية فى ٣٠ يونيو، فإن كانت قصة يوسف إدريس فى نصها الأدبى قد توقفت عند الرسائل التى وصلت المسيو «جى دى روان» من صديقه روجيه كليمان، فإن خالد يوسف، بمساعدة خالد كساب ومصطفى إبراهيم فى كتابة الحوار، قرر استكمال حكاية شعب لا يتوقف عن الأمل والبحث عن النور مهما ضاق خناق الظلم، اختار خالد يوسف المرحلة التى يريد توثيقها فى عمل درامى مدخلًا لمعالجته الدرامية لقصة يوسف إدريس، ليس لأنه شاهد على أحداثها ومحرك لبعض فعالياتها ولكن لتنشيط الذاكرة وإعادة الاعتبار لثورة يناير تحديدًا وما تلاها من صعود عصابة الإخوان وصولًا إلى ثورة ٣٠ يونيو، فأضاف زمنًا كاملًا بأحداثه الساخنة، ومن هنا أصبح لديه عالم جديد بشخصياته وأحداثه وتداعياته التى تسير بخُطى موازية مع مقاومة المصريين للاحتلال الفرنسى، من هنا أيضًا بدت الخطوط متباعدة بين الزمنين «حامد هنا الفنان أحمد فهمى وحامد هناك الفنان أحمد صلاح السعدنى»، المشاهدة الأولى تجعلك ترى الفرق شاسعًا بين العالمين، لدرجة أن الأداء التمثيلى يتحوّل إلى مباراة بين طرفين كأنهما فى عملين مختلفين، فحين ينتقل الزمن الدرامى إلى «حامد هناك» تنتقل معه روح العمل كلها من تصوير وإضاءة وأزياء واكسسوارات، فيصل إلى قمة الأداء التمثيلى الممتع الذى يتبارى فيه أحمد عبدالعزيز وخالد الصاوى وعايدة رياض والمرعبة حنان مطاوع وخالد سرحان، بينما يبدو الإيقاع السريع فى كل شىء حتى فى أداء الممثلين واضحًا على الزمن المضاف بالبطل المضاف أحمد فهمى، وقد يكون هذا مقصودًا فى المعالجة الدرامية والإخراجية لكشف الفارق الزمنى وما يتبعه من تغيرات، لكننى لم أسترح لها.

تبدأ القصة عند يوسف إدريس من الراوى أو البطل الذى ينشغل منذ طفولته بمقام السلطان حامد صاحب كلمة السر الكبرى فى وجدان أهل قريته وما جاورها، فكلما ذهب إلى قرية للعب الكرة ضمن فريق قريته يجد للسلطان حامد مقامًا!.

فيصاب بمرض البحث عنه وشغف التعرف عليه ويمضى الجزء الأول من حياته باحثًا مهمومًا مشغولًا بسر السلطان حامد، يسأل بقلب طفل وعقل رجل كبير عن هذا الضريح الذى يؤمن الناس بكراماته ويثقون فيه رغم أن أحدًا منهم لا يعرف شيئًا عنه!، حتى يستضيف جده الأكبر غريبًا طارئًا قادمًا من تاريخ مجهول يكشف بعض أسرار صاحب المقام ويروى كرامات للسلطان حامد فى مواجهة «العدوين» تفوق كرامات جميع أولياء الله الصالحين، من مزج بين خيال وحلم وبحث عن بطل مخلص يظل فى كتاب الحواديت المصرية، وقد حافظ المخرج وصاحب المعالجة الدرامية على هذا الجانب الطفولى فى شخصية بطل قصة يوسف إدريس بكل أحداثه وشخصياته بداية من الجد إلى الدرويش إلى الطبيب الذى ذهب إليه، وتكاد الجمل والعبارات الحوارية التى جاءت على لسان الدرويش منقولة بنصها الأدبى الذى كتبه يوسف إدريس، لكن البناء الدرامى الذى اختاره خالد يوسف لحياة البطل فى شبابه جعله يضحى به بعد ذلك، فصنع شخصية أخرى تحمل القصة وتسير بها من الحاضر إلى الماضى، فيظهر البطل الجديد مختلفًا تمامًا، فهو حاصل على مؤهل متوسط ويعمل فى جاليرى لصناعة الحلى ولا يمتلك أى درجة من درجات الوعى سوى القيام بدوره كشقيق لثلاث بنات يحرص على راحتهن وإسعادهن مع والدته وجده، وصنع له خالد يوسف عائلة تتسع من خلالها الدراما التى ستأخذ الزمن معها إلى أحداث ثورتى يناير و٣٠ يونيو، تتزوج الكبرى من «معتصم» الإخوانجى الوصولى، وتتزوج الثانية من ضابط الجيش نديم الذى يستشهد فى إحدى العمليات الإرهابية، بينما تعيش الصغيرة قصة حب مع ابن خالتها، ويظل هو غير قادر على استيعاب حب صديقته «سارة» التى تختلف عنه ليس فى درجات الوعى فقط ولا فى مستواها التعليمى وإنما فى طبقتها الاجتماعية حتى تأتى لحظة تنحى مبارك فتعلن له عن حبها على إيقاع هتافات البهجة التى ملأت الميدان، وهى الشخصية التى جسدتها الفنانة الشابة ريم مصطفى بشكل جيد يغفر لها بعض الاندفاعات والانفعالات الزائدة، فقد حمّلها المخرج وصاحب المعالجة الدرامية جزءًا كبيرًا من ملامح شخصية بطل يوسف إدريس فى طريقة التفكير والوعى، حتى إنها تعطى دروسًا للبطل فى كيفية التعامل مع اكتشافه قصة الحب السرية بين شقيقته وابن خالتهما.

هذا هو العالم المضاف، والذى أظنه كان السبب الأساسى فى الجدل حول الموسيقى التصويرية للعمل بين المخرج والموسيقار راجح داود، فربما شعر المخرج وصاحب المعالجة بحاجته إلى التنوع وإضافة مقاطع موسيقية اعتبرها الموسيقار إهانة أو عدم تقدير، المهم أن هذا هو المضاف الرئيسى بأبطاله «أحمد فهمى وريم مصطفى ومحمود قابيل وعمرو عبدالجليل وأحمد صفوت ومنة فضالى وعلاء حسنى وميسرة ورانيا التومى أو الست لونا الفرنسية الشهية».

مدام إنترناسيونال 

يكبر البطل فى قصة يوسف إدريس، ويظل يبحث فى مكتبات الجامعة ويتصور أنه كان يبحث عن وهم وخيال وأن حكاية السطان حامد لا تستحق منه كل هذا العناء، حتى يذهب إلى مدينة الإسماعيلية عقب العدوان الثلاثى، وبالصدفة المحضة يقابل أحد أصدقائه الأطباء فى مطعم اللوكاندة التى نزل فيها، وفى نوبة شهامة يدعوه الصديق إلى الإقامة معه فى حجرته بمستشفى الإسماعيلية وكان يعمل بها طبيبًا مقيمًا، وهناك التقى مدام إنترناسيونال أو «جين»، فهى متعددة الأسماء والجنسيات، قالت له إنها هولندية ومحل إقامتها فى باريس وكانت حين تعرّف عليها قادمة من جنوب إفريقيا وفى طريقها إلى زوجها التشيكوسلوفاكى، زارت ٤٠ دولة وفى آخر رحلة كان هدفها أن تهبط إلى البر وتعيش فى مصر، وقامت بتمثيلية على الباخرة السويدية التى حجزها الاعتداء الغاشم فى مياه القناة، فهى لم تكن مريضة ولكنها كانت تريد أن تهبط إلى البر وتعيش بمصر، لذا حاولت الانتحار فى حركة تمثيلية على الباخرة وادعت أنها تناولت كميات من الأسبرين وتحتاج رسم قلب والباخرة لم يكن فيها جهاز رسم قلب كهربائى، وسيحكى لها عن السلطان حامد وتسمع منه وتعود باريس وتنشغل بقصة السلطان، حتى تحدث المفاجأة الكبرى ويتلقى البطل منها رسالة مذهلة تعيد السلطان حامد إلى الوجود وتنتقل به من الأسطورة والمقام إلى حياة كاملة يصنعها هذا الشعب الحامد، تقول جين، أو إنترناسيونال، فى رسالتها إنها منذ عادت لباريس لم تتوقف عن البحث حتى صدر مؤخرًا كتاب يعتبر وثيقة تاريخية عبارة عن مجموعة خطابات تلقاها المسيو جى دى روان من صديقه روجيه كليمان، أحد علماء الآثار الذين رافقوا حملة بونابرت، وشاء حظه السيئ أن يتورط فى محاكمة هزلية ويتم تكليفه بالدفاع عن حامد الذى قتل ٣ جنود فرنسيين، والذى شهد بعينيه ماذا فعل الفلاحون بالحملة الفرنسية فى الدلتا كلها بفضل أسطورة حامد التى توزعت بين القرى المصرية، يقول كليمان: «وكل ما كنت قد عرفته عن المتهم أن اسمه حامد، وأنه لا يختلف عن بقية الفلاحين فى المظهر، وأنه طويل القامة، وطويل الأنف، واسع العينين.. إصبع يده اليسرى البنصر مبتور، وعلى وجنتيه عصفورتان موشومتان لتقوية بصره كما قال لى الترجمان». 

حافظ خالد يوسف فى المعالجة الدرامية على كل هذه العناصر الأساسية التى أقام عليها يوسف إدريس عالمه الخاص، لكنه كان يحتاج إلى توسيع دائرة البطل، كما قلنا، فصنع له عائلة كاملة لينقل من خلالها رؤيته العصرية للقصة، كما صنع لصاحب المقام حامد أسطورته الكبرى فى مقاومة الاحتلال الفرنسى، وبالتالى ابتكر شخصيات القرية بكبارها وصغارها وحرافيشها ونسائها وطبائع كل شخصية من حب وكراهية وتضحية وخيانة وغدر وتدليس، وكل ذلك رائع وجميل بالطبع، لكن العمود الأساسى الذى سيحمل كل هذه الأحداث لم يكن جديرًا بها، ربما كان يحتاج العمل إلى ممثل آخر يحمل الحاضر والماضى، ولا أقصد بالطبع التقليل من موهبة الفنان أحمد فهمى، إلا أنه قادم من منطقة بعيدة تمامًا عن عالم خالد يوسف أولًا وعالم يوسف إدريس ثانيًا، هو تلميذ موهوب موهبة مرعبة فى مدرسة الكوميديا التى ابتكرها مع رفيقيه «هشام وشيكو» وتلك ملاعبه الواسعة، سواء برفقة صديقىّ الأمس أو مع الفنان أكرم حسنى فى «ريح المدام»، البطل فى قصة يوسف إدريس يمتلك فلسفة من طفولته، وقد حافظت المعالجة على هذه الطفولة، لكنها تبدلت تمامًا فيما بعد ليس لأن تغييرًا حدث فى رسمها الدرامى ولكن لأن الممثل لم يستطع استيعاب الفكرة بشكل جيد، حسب ظنى.

 

صافية والشيخ شهاب 

هناك فى قصة يوسف إدريس تتوقف الرسائل بين كليمان وروان عند وصف حامد وحكاياته وكيف تحوّل لأسطورة حتى بعد مقتله، لدرجة أن كليبر كاد أن يُصاب بالجنون وهو يرى مئات البشر يزورون ضريحه، ويروى كيف وقع هو شخصيًا فى غرام السلطان المصرى «هل تلومنى بعد هذا حين بدأ أمر حامد يشغلنى إلى درجة أن دفعتنى أن أستبدل ثيابى الأوروبية بثياب وطنية وأذهب لزيارة واحد من مئات الأضرحة المقامة له؟».

لكن خالد يوسف يضيف إلى الرسائل قصة حب رائعة بين صافية، بنت شيخ البلد، وبطل الفلاحين حامد، رمز الشهامة والمروءة الذى يمتلك قلب صافية ويحظى بتقدير والدها، لكنه فى النهاية فقير يتيم لا يمتلك من الأطيان ما يؤهله للزواج من بنت الحسب والنسب، وقد تجلى خالد الصاوى وأحمد صلاح السعدنى فى المشهد الذى جمعهما، وقد ارتدى حامد الجلابية والشال والبُلغة التى تركها له صديقه صابر «أو الشاعر هشام الجخ»، وجاء ليطلب يد صافية من أبيها شيخ البلد الذى يحب حامد لكنه لن يسمح بزواجه من ابنته مهما بلغت درجة هذا الحب، فيطلب منه عدم فتح الموضوع والابتعاد عن صافية، وفى الصباح تأتى صافية مثل نور الشمس لتعرف ماذا دار بين حبيبها وأبيها، وتتربع حنان مطاوع على عرشها فى هذا المشهد وهى ترفض الاستسلام وتصمم على الدفاع عن حبها.

كلاهما «حامد وصافية» يعيد تجسيد شخصية الفلاح المصرى فى فطريته وصلابته ومروءته، وكلاهما يشير إلى قصص الحب الشعبية فى الوجدان المصرى، وكما استوعبت المعالجة الدرامية للقصة إضافة دراما الحب بين حامد وصافية وبين زهرة وناجى، استوعبت ابتكار شخصية الشيخ شهاب أو العبقرى أحمد عبدالعزيز الذى كنت أنتظر المشاهد التى يظهر فيها طوال حلقات المسلسل، ما هذا التدفق والأريحية فى أداء دور معقد، فهو ليس خائنًا، لكنه جشع، ليس وطنيًا، لكنه يخاف على أملاكه ومصالحه، بخيل، لكنه كريم فى تدبير المؤامرات، وضيع لدرجة أنه يستبدل الابن بالأرض، يصلى الفروض ويمشى فى الجنازات، لكنه ضد الثائرين الذين لا يعرفون مصلحة البلد، منافق، لكنه يرى نفسه صالحًا يتقى شر الفتنة، وفى كل هذه الحالات هو لطيف وخفيف وظريف ولا تستطيع كراهيته حتى وأنت تحتقر وضاعته، وهذه أنضج الشخصيات التى أضافها خالد يوسف إلى روح قصة يوسف إدريس، بالإضافة إلى شخصية أم حامد التى تألقت فيها المبدعة الكبيرة هالة صدقى، وشيخ البلد «خالد الصاوى»، والشيخ يحيى «مفيد عاشور»، ورفقاء حامد فى المقاومة، والخلاصة أننى استمتعت بشكل شخصى ليس لأن يوسف إدريس حبيبى وتاج رأسى عاد إلى أذهان الناس، وتلك فرحة كبيرة بالطبع، ولكن لأننى استمتعت وأنا أتابع ملحمة درامية كبرى لهذا الشعب الذى تشكّل من طمى النيل وصنع معجزاته الخاصة.. فشكرًا لكل فريق العمل من تمثيل وتصوير وتحريك مجاميع، وأهلًا بأعمال يوسف إدريس على الشاشة.

تاريخ الخبر: 2023-04-27 21:22:19
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

طقس الأحد.. أمطار رعدية بعدة مناطق من المملكة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:21
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

ساعة جيب لأغنى ركاب "تايتانيك" بيعت في مزاد لقاء 1,46 مليون دولار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:38
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

طقس الأحد.. أمطار رعدية بعدة مناطق من المملكة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:15
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

ساعة جيب لأغنى ركاب "تايتانيك" بيعت في مزاد لقاء 1,46 مليون دولار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:31
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

الحبس النافذ للمعتدين على “فتيات القرآن” بشيشاوة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 12:26:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية