مكالمة شي مع زيلينسكي: مكسبٌ للصين وصفرٌ للآخرين
مكالمة شي مع زيلينسكي: مكسبٌ للصين وصفرٌ للآخرين
تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل روستوفسكي، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، محاولا كشف الهدف الكامن وراء مناورة بكين في الاتجاه الأوكراني.
وجاء في المقال: أجرى الزعيم الصيني الرفيق شي محادثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي.. وهذا الخبر الذي طال انتظاره منطقي ومفهوم. فطالما أنك تتظاهر بأنك وسيط محايد في حل الأزمة الأوكرانية، فلا يمكنك التواصل مع جانب واحد فقط من النزاع. ولكن من أجل النجاح في وساطتك، يجب أن يحرص الطرفان على هذا النجاح. لا توجد مصلحة في ذلك الآن، لا من جانب كييف ولا من جانب موسكو. أو بالأحرى المصلحة موجودة. لكن هذه مصلحة في حل الأزمة في أقرب وقت ممكن بشروط كل من الطرفين.
لماذا يضيع الرفيق شي وقته الثمين في هذا العمل العقيم؟ لأن لرئيس جمهورية الصين الشعبية مصلحة في ذلك، في هذه المرحلة. فما يعني بكين ليس النتيجة في أوكرانيا، إنما عملية تحقيق (أو عدم تحقيق) النتيجة بحد ذاتها.
في محاولة لحصر بكين في الزاوية، تطالبها واشنطن، منذ فبراير 2022، باتخاذ موقف حازم وواضح من الأزمة الأوكرانية. لكن الصين لا تريد أن تتحدد. بل تريد، ولكن بطريقة تبقي يديها طليقتين. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أطلقت بكين في 24 فبراير من هذا العام ما يسمى رسميًا بخطة السلام الصينية لأوكرانيا.
"خطة السلام" الصينية هي شيء من نمط "مع كل ما هو جيد وضد كل ما هو سيء". حتى من خلال اتخاذ مثل هذه المبادرة، تمكنت بكين من تجنب الفخ الذي نصبه لها الأمريكيون ووضعت الولايات المتحدة في موقف دولة مجبرة، سياسيًا، على تبرئة نفسها وتعليل موقفها. العنصر المركزي في "خطة السلام" الصينية هو وقف فوري لإطلاق النار. يبدو هذا الطرح جذابا. فأي صاحب حس سليم لا يريد السلام في أسرع وقت ممكن؟ بل هناك من لا يريد- أمريكا والاتحاد الأوروبي والغرب الجماعي ككل. والآن، الغرب الجماعي بأكمله مضطر لشرح لماذا ليس جذابًا له ما يبدو جذابًا للجميع. 1: 0 لمصلحة الصين.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
