مفهوم القيامة في الحياة الحاضرة
مفهوم القيامة في الحياة الحاضرة
عندما أخطأ الإنسان وطرد من فردوس النعيم الذي كان مزمعا أن يعيش فيه مع الله إلي الأبد, ولكنه بمخالفته للوصية صار مستوجبا للموت الأبدي ولكن حنان الله للإنسان الذي جبله علي صورته ومثاله حال أن يتركه للهلاك فوجد الله وسيلة لخلاصه وهو أن يتحمل عنه خطيته بل وكل خطاياه لكي يرث الحياة الأبدية كحق مكتسب له من بنوته لله, لذلك كان الصليب هو الوسيلة الوحيدة لعمل الفداء الذي قرره الخالق لينجو المخلوق من العذاب الأبدي كيف؟ يتجسد الله الكلمة آخذا شكل العبد أي الإنسان الذي خلقه بجسد كامل ذي طبيعة المخلوق, وكان الصليب علامة العار لمن يعلق عليه هو الوسيلة الوحيدة للفداء فهكذا أحب الله العالم حتي بدل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية وقد مهد الله لهذا الأمر باختياره من بين شعوب العالم أمة مختارة ليعلن لها الفداء غير الأبدي بدم تيوس وحيوانات تتمثل في خروف الفصح ليكون الذبح الوحيد لفداء الإنسان فداء أبديا هو ابن الله المعلق علي الصليب بذلك هو وثيقة الخلاص الإلهية وثيقة تعلن للبشر جميعا أن الخاطئ محبوب عند الله رغم خطيته وأن الله مستعد أن ينسي كل ماضي الإنسان الأثيم والمرير عندما يلجأ إليه كل قلبه.. ففي الصليب علق المسيح ويداه ممدوتان بأكملهما ليكون حضنه متسعا مفتوحا للجميع وهذا العمل الإلهي العجيب لم يحدث مرة واحدة كحدث تاريخي وانتهي الأمر, ولكنه دائم مستمر لكل الأمم والعصور وإلي الأبد فوثيقة الخلاص قائمة تحمل في طياتها دعوة دائمة لكل خاطئ لكي يأتي ويتبرر بها وعلي هذه الحقيقة العظمي, فقيامة المسيح من الأموات بعد اجتيازه آلام الجلجثة بالصليب نلنا بها الحرية الحقيقية التي تخلصنا من الموت, فقد أوفي المسيح المصلوب عنا جميع ديوننا وبهذا أكمل فداء الخطية بذبيحة الصليب علي أكمل وجه لفداء كل من يأتي إليه فيكون هذا اليوم هو يوم خلاص خاص به هذا الذي فيه أنقذنا المسيح في جسده علي الصليب ليبرأنا من قصاص الخطية, فالمسيح هو السلم الوحيد الذي يصل الأرض بالسماء وفيه يجتمع ابن الإنسان وابن الله وهو بالتالي الوسيط الوحيد بين الله والناس, ففي دمه المراق علي الصليب تغفر الخطايا وعند مجيئه الثاني ليدين العالم علي خطاياه نستوطن نحن في ملكونه لأنه قد دفع الدين عنا عندما آمنا به وقبلناه فاديا ومخلصا ليس بالكلام ولكن بالفعل وهو التوبة النقية من كل خطايانا وتمجيد الله في أجسادنا ملتصقين به في اتحاد دائم معه كل حين كما هو مكتوب من التصق بالرب فهو روح واحد معه فماذا يبقي علينا بعد ذلك؟ يبقي أنه طالما نحن في الجسد علينا أن نجدد كل يوم عهد البنوة والملكية الخاصة بنا لإلهنا, فالإنسان الملتصق بالله مخلصه ليس للموت سلطان عليه بعد لأنه قد حصل علي روح القيامة وهو علي الأرض عندئذ يكون له كل الحق أن يسأل أين شوكتك ياموت وأين غلبتك ياهاوية؟ فلم يعد هناك شوكة للموت ولا غلبة للهاوية.