يحتفل عمال مصر وعمال العالم بعيد العمال، الذي يوافق الأول من شهر مايو من كل عام، ومع إقتراب هذه الاحتفالات تتبادر للأذهان أسئلة عديدة عن السبب الرئيسي الذي على إثره، تم إختيار هذه التسمية وتحديد هذا اليوم عن غيره ليكون عيدا العمال.
أقرأ أيضا : «من عمل يده».. حملة جماهيرية للتوعية بأهمية العمل
تاريخ عيد العمال في مصر
للقدماء المصريين تاريخ مشرف مع العمال و تقديس العمل وما نراه منحوتا على الآثار، هو أكثر شاهد على اهتمام المصريين القدماء بالعمل وتقديسهم للعمال، وهو ما يسرده لنا التاريخ المصري من عظمة الفراعنة، التي كانت تتحدث عن العديد من المجالات، والأنشطة.
حضارة وادى النيل قامت على تقديس العمل وتكريم العمال حتى حققوا عديدا من الإنجازات في كل المجالات ومنها الفن، والعمارة والهندسة والزراعة والصناعة والتعدين والرسم والنحت، والتشيد والبناء.
ومع مرور الوقت ظهرت الحقوق العمالية شيئا فشيئا، مرورا بتقنين العطلات الأسبوعية، وفق حقوق العمال التي استطاع المجتمع المصري إستحداثها.
قانون "الباتينه"
وصدر عام ١٨٩٠ قانونا جديدا سمه "الباتينة"، وهو القانون الذي جاء ليلغي نظام الطوائف، الذي سيطر في وقت العصور الوسطى على الحركة العمالية في مصر.
وكان هذا النظام يدار بطريقة طوائف، فلكل مجموعة من العمال لمهنة أو حرفة يكون لهم نظاما ينظم حقوقهم وفق العرف المتبع بينهم وكل طائفة يترأسها أخد الافراد ويطلق عليه إسم الشيخ نظام.
ويقوم هذا الفرد المسمى بالشيخ بإدارة شؤن كل طائفة والدفاع عنها والمطالبة بحقوقها، وبالإضافة إلى ذلك فإنه يفصل في المنازعات ويرتب درجات الأجور ويجمع الضرائب والرسوم المقررة على أفراد طائفته، وظل هذا النظام ساريا حتى عام ١٨٩٠م، حتى صدر قانون "الباتينه" يناير - والذى أنهى التعامل بهذا النظام.
ومع إصدار قانون الباتينه، بدأت التنظيمات النقابية للعمال تظهر للنور ، وكانت نقابة عمال السجاير فى مصر عام 1898 أول نقابة مصرية، و تبعتها باقي التنظيمات النقابية، في الظهور لتستطيع ممارسة دورها
الحركة النقابية العمالية في مصر
في مصر كان أول إحتفال بعيد العمال في عام 1924 حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا في مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه" حيث عقد مؤتمرًا ألقيت فيه الخطب ،ورغم ما كان يوجد من صعوبات أمام هذه الحركة النقابية المصرية فقد واصلت الاحتفالات بالمناسبة وتنظيم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينات والأربعينات
أول عطلة رسمية للعمال
ومع وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى السلطة أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعاب المناسبة.
وفي عام 1964 صار الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام قيادات هؤلاء النقابيين . يقود الاتحاد العام الحركة النقابية المصرية، ويرسم سياساتها العامة المحققة لأهدافها داخليا وخارجيا، وكان للإتحاد العام للحركة النقابية المصرية العديد من الأهداف الذي حققها لعمال مصر.
كان أهمها الدفاع عن حقوق عمال مصر، ورعاية مصالحهم المشتركة، والعمل على رفع مستواهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وكذلك المشاركة فى مناقشة مشروعات خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية العامة.
بالإضافة إلى إبداء الرأى فى مشروعات القوانين واللوائح والقرارات المتعلقة بتنظيم شئون العمل والعمال. والقيام بدور التنسيق بين النقابات العامة ومعاونتها فى تحقيق أهدافها مع وضع ميثاق الشرف الأخلاقى للعمل النقابى فى إطار المبادئ والقيم السائدة.
كما يقوم على إنشاء وإدارة المؤسسات العمالية الثقافية والعلمية والاجتماعية والتعاونية والصحية والائتمانية والترفيهية التى تقدم خدماتها على مستوى الجمهورية وتحقق أهدافه وتكون لهذه المؤسسات الشخصية المعنوية الاعتبارية.
وكذلك المشاركة فى المجالات العمالية العربية والافريقية والدولية وتأكيد دور الحركة النقابية المصرية فى هذه المجالات
