بفضل إصرار وعزيمة وحكمة الحكماء من قادة بلداننا الخليجية الشقيقة استطاعت بعض دول الخليج من أن تصدر ما تنتجه أيادي أبنائها من محاصيل وصناعات تجارية للخارج، في أحد شوارع لندن التي يرتادها الكثير من السياح وجدت ما يعرض في إحدى البقالات من محاصيل التمور المعلبة وفق التجهيزات العالمية الحديثة كتب على غلافها إنتاج «المملكة العربية السعودية» الشقيقة كان أمراً مفرحاً للإنسان العربي الغيور ويشعره بأننا – نحن العرب – لسنا عالة على ما تنتجه أيادي الآخرين من صناعات أو من مواد غذائية أو لباس بل إننا نسهم كذلك بقدر الأمكان في هذا المضمار.
تراب أرض السعودية الشقيقة جزء لا يتجزأ من تراب دول الخليج المحيطة بها التي يشملها نطاق مناخي واحد لا يختلف، فهي تشترك في حرارة الصيف وبرودة مناخ الشتاء وكل تقلبات الجو، كما أن لأرض المملكة مؤثرات كيميائية لها مفعولها المعروف على خصوبة أرضها، ذلك ما تناله من تدفق البترول من تأثيرات أرضية الذي تشترك فيه دول الجوار من دول الخليج وخاصة بلادنا الكويت الملاصقة تماماً لأراضي المملكة العربية، إذاً لماذا لا تنتج دولة الكويت محاصيل زراعية كالتي تنتجها المملكة العربية الشقيقة؟! ولا سيما أن المملكة العربية السعودية الشقيقة بما منَّ الله عليها من خير وخيرات ليست بحاجة كما يبدو إلى تصدير التمور للخارج، بل إنها أرادت كما يبدو أن تثبت وجودها كدولة منتجة وهذا ما يجب أن تسلكه دولة الكويت والدول الشقيقة الأخرى في زيارة لي إلى سيئول بدعوة من السيد المحترم (الملحق التجاري لكوريا الجنوبية) في الكويت لحضور معرض الصناعات الكورية الذي تم فيه كل ما تنتجه كوريا الجنوبية من أدوات وصناعات حديثة، سألت في هذه المناسبة وزير الطاقة والعلاقات التجارية الخارجية الذي كان يحضر ذلك المؤتمر عن كيفية حصولهم على الوسائل العلمية التي أوصلتهم إلى تقديم هذه الصناعات الجيدة التي تضاهي في جودتها أقدم الصناعات الأوروبية، قال: «لقد نزعنا عن أجسامنا لباس الماضي ولبسنا لباس الحاضر وصرنا في ركب الحاضر جنباً إلى جنب مع الآخرين».
سألته هنا: هل من الممكن أن نكون في الكويت قادرين على أن ننتج ما أنتجتموه أنتم من صناعات؟، قال أين نحن والكويت؟ نحن في كوريا لا نستطيع أن نقارن أنفسنا بما تملكه الكويت من طاقات.. في كوريا تنقصنا بعض المواد الأولية الجيدة في الصناعات في الوقت الذي فيه الكويت تملك عصب الحياة الأساسي الأولي والركيزة الأساسية للصناعة (البترول).
وجريدة لوفيغاروا الفرنسية تقول إن الكويت الأسد النائم. ألم يحن لهذا الأسد أن يفيق؟! وأن يعلم أن الاعتماد على الغير وعلى ما تصنعه أيادي أبناء الدول الأخرى المستورد أمر لا يدوم، وأنه على أبناء هذا البلد في هذه الأيام بالذات أن يقفوا وأن يعملوا وأن يصنعوا بأيديهم ما يجب صناعته لتسيير حياتهم اليومية، وألا يكونوا معتمدين اعتماداً كلياً على ما تنتجه الأيادي الأخرى.
الكويت أمانة.. حافظوا عليها أيها الكرام.
*نقلا عن القبس
