الدار/ كلثوم إدبوفراض
منذ اندلاع الاشتباكات في 15 أبريل بين القوات المسلّحة السودانية وقوات الدعم السريع، بعد أشهر من التوتر بسبب خلاف على دمج الدعم السريع في الجيش، تقوم دولة مصر بتكثيف جهودها لإجلاء مواطنيها في السودان، سواء عبر الحدود البرّية أو الجوية من خلال معبر أرقين، معبر قسطل وبورتسودان.
حيث لم يَسلم الطلبة المصريين المقيمين بالسودان من تداعيات القصف المتبادل بين الطرفين، من بينهم الطالب محمود عاطف الذي كان يستعدّ لتوثيق سنوات دراساته لتتويجها بالتخرّج من كلية طب الأسنان، و هو يسير مشيا في الشارع، تم إطلاق قذيفة أصيب من خلالها بثلاث شظايا في ثلاثة أماكن مختلفة: العمود الفقري، ومنطقة الحوض، و الرجل، ليتم نقله على الفور لتلقي علاجاته الضرورية في بلده الأم مصر، تاركا وراءه حلما غير مكتمل.
من جهة أخرى، بنفس السيناريو لطالبة بكلية الهندسة تدعى مي عوض، المقيمة في خرطوم برفقة إخوتها، تعرضت هي الأخرى لإصابة في الساق بفعل الشظايا الطائشة.
على ذلك، قامت وزارة الهجرة المصرية، وتحت إشراف وزيرة الهجرة المصرية السفيرة سها جندي، بالقيام بتكليف الأجهزة المعنية، وبتنسيق مع الهلال الأحمر المصري، لإجلاء الطالبين جوّا على متن الطائرة المروحية التابعة للقوات المسلحة المصرية عبر منفذ بورتسودان، من أجل مباشرة علاجهما في إحدى المستشفيات المصرية.
في سياق متّصل، أكدّت السفيرة سها جندي على تلقي الطالب محمود والطالبة مي بالرعاية الصحية اللازمة وتوفير متابعة طبية لحالتهما الصحية على مدار الساعة، لتشير على أن حالتهما مستقرة لحد الآن.
جاء تصريح لمدير مستشفى “هيليوبوليس” السيد أحمد خولي، الذي يتلقى فيه الطالبين العلاج حاليا، أن حالة الطالبة مي مستقرة نوعا ما، إثر تلقّيها للدعم النفسي لها ولإخوتها، لتخطّي الصدمة التي مرّوا منها بعد الحرب في السودان، وبخصوص حالتها العضوية يؤكد طبيب العظام ” محمد وهيب” المشرف على حالة “مي” أنه يتعيّن تهييئها نفسيا قبل قيامها بعملية جراحية ضرورية على مستوى ساقها.
وفي المقابل، سيتم إجراء تدخّل جراحي للطالب “محمود عاطف” على مستوى نخاعه الشوكي لتثبيت عموده الفقري، ولإزالة الشظايا المستقرّة في ظهره.
من جانبها، تستمر وزارة الهجرة جهودها في متابعة حالتهما أولا بأول، مؤكدة اهتمام الدولة المصرية البالغ بكل المصريين الموجودين بالسودان، بمختلف أعمارهم، منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب الواقعة بالسودان، وأن مصر لا تترك ابنا من أبنائها في المواقف الصعبة، في أي مكان حول العالم.
