سيناريوهات الحرب الطويلة في السودان


محمد ناجي الأصم 

سيناريوهات الحرب الطويلة في السودان والتي لاشك ستكون طويلة إذا ما أصر الطرفين على استمرارها لا يمكن أن تكون على الإطلاق في مصلحة السودانيين، سيكون من الصعب منع تدخل أطراف خارجية وتحول الصراع تدريجيا إلى حرب طويلة بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية أصبحت تهوى في السنين الأخيرة حروب الوكالة في المنطقة على حساب أعداد ضخمة من الضحايا المدنيين، سيكون من السهل اذا استمرت الأطراف في التجييش أن يأخذ النزاع أبعادا إثنية، قبلية أو مناطقية ما يمكن أن يدفع باتساعه ليضم أطراف أخرى غير منضوية فيه الآن.

لا يوجد أي طرف عسكري أو مدني في السودان يمكن أن يستفيد من هذا السيناريو، سوى النظام البائد وأذرعه المختلفة، المؤتمر الوطني وبقايا الحركة الإسلامية الذين يثبتون مرة أخرى وهم يحشدون ويؤججون لهذا الصراع مدى السوء وقصر النظر وخبث النوايا الذي يحركهم، فهاهي أبواق النظام البائد لا تتوقف عن الصراخ وهي تحاول خلق سردية مختلقة عن الصراع وأسبابه وأطرافه في سبيل كسب سياسي رخيص وفوضى يريدون عبرها العودة كفاعلين سياسيين بصورة مباشرة وفي ظل حرب يمكن فعليا أن تتسبب في تفكك الدولة السودانية.

خطيئة النظام البائد والسردية المختلقة

السردية التي يحاول أعوان النظام البائد صنعها بخبث وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد أن الدعم السريع وحميدتي كانوا من صنع الثورة أو أي قوى مرتبطة بها هو كذب بواح، فالبشير والمؤتمر الوطني هم من صنعوا الدعم السريع وجعلوه قوة رسمية منذ العام 2013م في سبيل مواجهة الحركات المسلحة في دارفور، وفي سبيل مواجهة أي احتمالات تململ داخل القوات المسلحة، وفي سبيل مواجهة الجماهير السلمية، وهم من أعطوه السلاح القتالي وخلقوا له الميزانيات المنفصلة عن الجيش وهم من قننوا وجوده لاحقا عبر قانون أجازه برلمان المؤتمر الوطني في 2017م، والحقيقة أنه ولو لم تكن لنظام الإنقاذ والمؤتمر الوطني أي خطيئة أخرى غير هذه لكانت تكفي لكي يحاسبوا عليها ويستحوا ويصمتوا للأبد، ظلت قوات حميدتي تتضخم وتكبر بدون أي كوابح، حتى دخلت في أواخر أيام النظام البائد للمجال السياسي بصورة مباشرة وتحدت قيادات من السلطة والمعارضة على السواء، من أحمد هارون وصولا للإمام الصادق المهدي رحمه الله حين قال حميدتي مقولته الشهيرة في مايو 2014م “نقول اقبضوا الصادق يقبضوا الصادق فكوا الصادق افكوا الصادق زول ما بكاتل ما عنده رأي أي واحد يعمل مجمجه ياهدي النقعه والذخيرة توري وشها نحن الحكومه ويوم الحكومه تسوى ليها جيش بعد داك تكلمنا”، الحقيقة أن الإنقاذ هي التي عملت حثيثا على إضعاف الجيش في سبيل مقاومة أي إمكانية للتغيير، الإنقاذ هي التي استبدلت مؤسسة الجيش باعتبارها السلطة التي تحتكر السلاح القتالي حصريا بالعديد من المليشيات والقوات المختلفة التي كان قادة نظام البشير يعتقدون أنه يمكن عبرها السيطرة على الدولة والحفاظ على السلطة للأبد، هي الإنقاذ التي لم تر أبعد من مصلحتها الذاتية في الحفاظ على السلطة والثروة ولم تنظر أبدا لخطورة ذلك على مستقبل البلاد و ووحدتها وسلامة أبناءها، وهم بقايا الإنقاذ الذين يحشدون اليوم للحرب ليس حرصا منهم على الجيش القوي والموحد وحل المليشيات كما يروجون وإنما انتقاما من رجل صنعوه وغدر بهم، وإشاعة لفوضى يسعون من خلالها أن يعودوا للمشهد والفعل السياسي.

تاريخ الخبر: 2023-05-02 03:23:29
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

استطلاع صادم.. 41 % من الأمريكيين يتوقعون حربا أهلية ثانية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

هيوستن تستعد للأسوأ بسبب فيضانات تكساس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:59
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:00
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

هيئة الشورى تعقد اجتماعها الثاني السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية