أكد الدكتور زاهى حواس وزير الآثار الأسبق وعالم المصريات، أن إنتاج «الوثائقية» فيلماً عن الملكة كليوباترا فكرة رائعة لمواجهة تزييف التاريخ.

وقال «حواس»، فى حوار لـ«الوطن»: لا يمكن منع عرض أى فيلم فى زمن السماوات المفتوحة، مشيراً إلى أن نتفليكس مجرد عارض والمنتج هو المُلام فى المقام الأول وقد يكون شخصاً أفريقياً نواياه سيئة تجاه الحضارة المصرية.

وأضاف أن «كليوباترا» كانت امرأة جميلة وصاحبة شخصية قوية وأرادت أن تغزو العالم باسم مصر وترديد أنها ذات بشرة سمراء تدليس.. وإلى نص الحوار:

عالم المصريات: إنتاج «الوثائقية» فيلم عن الملكة «كليوباترا» فكرة رائعة لمواجهة تزييف التاريخ 

هل نتفليكس تتبنى فكرة تزييف حقائق الحضارة المصرية القديمة؟

- ليست نتفليكس هى السبب فأنا لا أتهمها فهى مجرد عارض للفيلم الوثائقى الخاص بالملكة كليوباترا وليس من حقها رفض عرضه، بل المنتج هو المُلام فى المقام الأول وقد يكون شخصاً أفريقياً نواياه سيئة تجاه الحضارة المصرية العريقة، محاولاً الترويج أن الحضارة المصرية حضارة سوداء باختياره شخصية ذات بشرة سوداء لتجسيد دور الملكة كليوباترا، وهذا ليس حقيقياً.

ما رأيك فى الفيلم؟

- الفيلم محاولة فاشلة لتزييف الحضارة المصرية، وتشويه لها ومحاولة لجذب أسماء تاريخية لامعة مثل الملكة كليوباترا بهدف ادعاء أن الحضارة المصرية سوداء، واصفاً الفيلم بأنه تشويه للتاريخ.

ما تعليقك على اختيار شخصية ذات بشرة سوداء لتجسيد دور كليوباترا فى الفيلم؟

- تزييف للحقائق وكلام خطأ فهى كانت شقراء وإذا أعدنا النظر على واجهة معبد حتحور إله الحب والجمال فى دندرة سنجد لها منظراً واضحاً جداً هى وابنها قيصرون وهى ليست سوداء ولا توجد أى سمات سوداء على وجهها، بالإضافة إلى شكلها على العملة، والمعلومات عن الملكة كليوباترا قليلة جداً لكنها كانت امرأة جميلة وصاحبة شخصية قوية وأرادت أن تغزو العالم باسم مصر، ووصفها بأنها سمراء البشرة ليس له أى أساس من الصحة، وإن كانت هناك ممثلة ستجسد شخصية كليوباترا فى فيلم ما أو مسلسل فيجب أن تكون ممثلة بيضاء وجميلة.

ما رأيك فى إنتاج قناة «الوثائقية» فيلماً عن الملكة كليوباترا؟

- فكرة رائعة لحكاية التاريخ بصدق ودون تزييف ولابد للدولة أن تهتم بذلك لأننا فى حاجة إلى حكاية التاريخ لأنفسنا ولأبنائنا لأن من حقهم معرفة عظمة حضارتهم لعدم الانسياق وراء الشائعات التى تنتشر عن حضارتهم.

كيف نصنع فيلماً ناجحاً؟

- يجب أن يتم ترجمه الفيلم للعديد من اللغات الأجنبية وأن يتم إعداده بشكل صحيح ليليق بحضارتنا ويقدم شكل مصر الحقيقى للعالم، بالإضافة إلى مراجعة الفيلم قبل نشره مع علماء الآثار لتجنب الوقوع فى الأخطاء، وعند إنتاج الفيلم يمكننا التعاقد مع القنوات العالمية لعرضه، والتأنى فى صناعة الفيلم وعدم الاستعجال لنشره.

هل الحضارة الأفريقية حكمت مصر فى فترة من الفترات؟

- نعم حكمت أسرة واحدة فقط من الكوشيين مصر وكانت الأسرة 25 أى فى نهاية العصر المتأخر، ولم يكن لهم أى دور أو صلة تربطهم بالحضارة المصرية.

ما هى حركة الأفروسنتريك التى تتبناها نتفليكس؟

- هذه الحركة يرى أصحابها أن الفراعنة أصلهم سود البشرة، وأن المصريين الحاليين ليست لهم علاقة بالقدماء وأن المصرى الأسود أصيل ونقى الدم على عكس صاحب البشرة الفاتحة ليس مصرياً أصيلاً، وكل هذا كلام غير منطقى.

وكيف يتعامل المصريون مع هذا التزييف؟

- عن طريق صناعة أفلام ضد الأفلام التى تحاول تشويه الحضارة المصرية ونظهر فيها عظمة حضارتنا، وبالفعل تمت صناعة فيلم مع ممثل أجنبى ومجموعة من الممثلين المصريين سيتم عرضه يوم 10 مايو ليكون رداً على الفيلم الذى يتم عرضه على نتفليكس وسيتم نشره على اليوتيوب.

كجهات حكومية ما خطوات منع عرض هذه النوعية من الأفلام؟

- لا يمكننا منع أى فيلم من العرض فهناك حرية للإعلام وحرية للصحافة، فمن حق كل شخص كتابة الرأى الذى يراه ومن حقنا الرد عليه، فالمنع خطأ لا يحدث إلا فى العصور الجاهلية والاستبداد، أما فى عصر الحريات فلا يمكننا منع أى فيلم من العرض.

الحضارة المصرية 

الحضارة المصرية ليست سوداء إطلاقاً والدليل الأكبر على ذلك موجود على كل جدران المعابد فنجد الملك يضرب الأعداء وأمامه الأفريقى والآسيوى والليبى وكلهم تختلف أشكالهم عن شكل الملك الفرعونى قائلاً «شكله عادى جداً زيينا دلوقتى»، وأنا بهذا الكلام لا أقلل من الحضارة السوداء أو الأفارقة، ولكننى أوضح الحقائق.