جرى يوم أمس الثلاثاء، بفضاء التعبير التابع لصندوق الايداع والتدبير بالرباط، افتتاح معرض متعدد الثقافات حول فن التطريز، تنظمه وزارة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة تحت شعار ” تثمين مهارة لمعلمات من أجل التمكين الاقتصادي “.

ويعد هذا المعرض، الذي ترأست وزيرة التضامن والادماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، حفل افتتاحه الرسمي، محطة لتكريم “لمعلمات” وتسليط الضوء على مهن التطريز كأحد مصادر التمكين الاقتصادي للمرأة.

وسيتيح المعرض، المنظم حول موضوع “الطرز المغربي يلتقي بالطرز العالمي” بشراكة مع سفارات معتمدة بالرباط، وبتعاون مع مؤسسة التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية ودار “المعلمة” ، وشبكة الصانعات التقليديات بالمغرب، للجمهور فرصة الاطلاع على مجموعة مختارة من القطع الفنية الفريدة والمطرزة يدويا، وكذا اكتشاف شتى أنماط وتقنيات التطريز العالمية الموروثة، التي تعكس مدى إبداع أنامل المرأة في خلق فرص عمل نوعية.

كما تندرج هذه التظاهرة، المنظمة إلى غاية 08 ماي الجاري، في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة والرامية إلى تنفيذ التوجيهات الملكية السامية، من أجل تعزيز الحقوق الدستورية للنساء المغربيات والنهوض بأوضاعهن، وكذا الوفاء بالالتزامات الحكومية المتضمنة في برنامج عملها 2026-2021، عبر تنفيذ برنامج جسر” التمكين والريادة” الذي يعتبر أحد أهم المرتكزات التي تقوم عليها “استراتيجية جسر”، والتي تنكب الوزارة على تنزيل مختلف مشاريعها بتعاون مع مكونات القطب الاجتماعي، بهدف الرفع من نسبة نشاط النساء وتمكينهن اقتصاديا.

وفي تصريح للصحافة عقب جولة لأروقة المعرض، أكدت السيدة حيار، أن الهدف من هذا المعرض يتمثل في الالتقائية بين الطرز المغربي والطرز العالمي، فضلا عن التذكير بالجانب الحضاري والثقافي والتزييني لهذه الحرفة.

وأبرزت أن الطرز شكل عبر العصور آلية للتمكين الاقتصادي للنساء، مشيرة إلى أن معروضات المعرض تتشكل من الأعمال التي أبدعتها أنامل النساء الطرازات والتي تجسد مصدرا مدرا للدخل بالنسبة لهن ولأسرهن.

وأضافت أن الوزارة، بمعية شركائها، تشتغل من أجل تثمين مهارة الطرازة “لمعلمة”، وهو ما من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة للتمكين الاقتصادي للنساء.

وينقسم فضاء المعرض الى أربعة أروقة متمايزة، تستعرض مهارات الأسلاف، حيث يمتزج فيها مختلف أنواع الطرز عبر جهات المملكة الـ12، والصناعة التقليدية القديمة، ومختلف أنواع التطريز عبر القارات الخمس.

وفي هذا السياق، أوضحت سفيرة النمسا بالمغرب، أنا يانكوفيتش، أن الاحتفال بالطرز المغربي الذي يلاقي التطريزات العالمية، يندرج في إطار الاحتفاء بالتمكين الاقتصادي للنساء.

ومن جهتها، أبرزت المنسقة الجهوية للتعاون الوطني بجهة الرباط سلا القنيطرة، زينب ولحاجن، أن تنظيم هذا المعرض الذي يتضمن مجموعة من المنتوجات، هو تجسيد لمختلف أنواع الطرز المغربي، على غرار الطرز الفاسي والمكناسي والسلاوي والزموري والشرقي وغيرها.

وتجدر الاشارة إلى أن هذا المعرض سيعرف تقديم أعمال مختلفة لأزيد من 25 بلدا من مختلف بقاع العالم تضم أنواعا غنية من القطع المطرزة التقليدية، والتي تعكس أشكال التمازج والتباين الثقافي بين الدول، وغنى هذا الموروث التقليدي في بعديه المادي واللامادي المميز لكل بلد، والذي تحتل فيه النساء، و”لمعلمات” على وجه الخصوص، مكانة مهمة في الحفاظ عليه وضمان استمراريته عبر نقله الى الأجيال الصاعدة.

كما تعكس مختلف الأعمال المعروضة قيمة الجهود المبذولة لتثمين هذه الصنعة التقليدية التي تشهد على عمق المشترك الثقافي والحضاري بين المجتمعات الإنسانية.

وسيكون الزوار على موعد مع تنظيم ورشات عمل تفاعلية من طرف مؤسسة التعاون الوطني تؤطرها “معلمات” مكونات في فن التطريز من مختلف جهات المملكة، يقدمن خلالها شروحات وتوضيحات حول دور مراكز التكوين التي يشرف عليها التعاون الوطني في خلق فرص للتمكين الاقتصادي للنساء المغربيات.

وقد تميز المعرض بحضور عدد من ممثلي الهيئات الدبلوماسية ومنظمات الأمم المتحدة بالمملكة.