النميمة في العمل لها فوائد وليست سلبية بالمطلق -دراسات

  • أليكس كريستيان
  • بي بي سي
التعليق على الصورة،

أدى العمل عن بعد إلى تقليص النميمة والقيل والقال

بينما قد يربط البعض القيل والقال في مكان العمل بأجواء سامة في المكتب، تظهر العديد من الدراسات فوائد لها، مثل: الثقة في الزملاء وتعميق أجواء الثقة وتحسين الصحة العقلية.

وعلى الرغم من أن التذمر العابر من مدير سيئ، قد يكون أكثر صعوبة عندما لا يعمل الموظفون في نفس المكتب، إلا أن حاجتنا الفطرية إلى البحث عن معلومات الآخرين ومشاركتها لا تزال قائمة في عصر الوباء ونمط العمل الهجين. في الواقع، أصبح القيل والقال في المكتب وسيلة مهمة للتواصل بين العديد من الموظفين وسط ترتيبات العمل الافتراضية.

يقول فرانك مكاندرو، أستاذ علم النفس في كلية نوكس في إلينوي الأمريكية: "نحن أحفاد الفضوليين. كان من مصلحة أسلافنا معرفة ما كان يفعله الآخرون من أجل أن يكونوا ناجحين اجتماعيا، ولمعرفة من يمكنهم ومن لا يمكنهم الوثوق به".

ومع ذلك، فإن الواقع الحالي للعمل الهجين جعل القنوات العادية للشائعات المكتبية، مثل الهمسات بجانب براد المياه والمحادثات بين المكاتب، أكثر صعوبة.

أدى عصر جديد من مراقبة مكان العمل والاتصالات الرقمية إلى زيادة مخاطر الثرثرة عن رئيس أو زملاء آخرين. فأكثر من أي وقت مضى، يتعرض العمال الآن لإمكانية مراقبة رؤوسائهم للشكاوى والتذمر، وهو أمر يرغب معظم الناس في تجنبه وسط جولات التسريح الحالية.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • العمل عن بعد: هل سيشبه نظام العمل المرن بالمكاتب نظام العمل من المنزل؟
  • أشخاص يخصصون مساحات داخل منازلهم بهدف العمل المشترك
  • العمل عن بعد: ما هي المهارات التي يفتقدها جيل زد بسبب العمل الافتراضي؟
  • لماذا أصبحت الاستقالة من العمل ظاهرة تسحر الملايين؟

قصص مقترحة نهاية

يقول ماك أندرو : "بمجرد أن تدخل التكنولوجيا، يصبح للثرثرة تبعات أكثر. المزيد من الأشياء السيئة يمكن أن تحدث بسرعة أكبر".

حتى في ضوء هذه المخاوف، سيستمر العديد من الموظفين في مشاركة المعلومات والآراء على وسائل التواصل الاجتماعي و الحديث مع زملائهم عن آخر مستجدات وسياسات المكتب.

يوضح رونالد بلاكون، أستاذ مشارك في اتصالات إدارة الأعمال في كلية تيبر للأعمال بجامعةكارنيجي ميلون، في بيتسبرغ بالولايات المتحدة، قائلا: "في معظم المؤسسات، يكون الطلب على المعلومات أكبر من العرض: إن كان هناك حديث عن تسريح وشيك للعمال وسط صمت الإدارة، مثلا، يمكنك توقع أن يملأ القيل والقال الفراغ".

  • الأحاديث الجانبية في مكان العمل "كابوس" قد يصيبك باضطرابات عصبية
  • وسائل التكنولوجيا التي تراقبنا في مكان العمل
تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

ولكن مع زيادة عدد الموظفين الذين يمارسون نمط العمل المرن ، تقل فرص النميمة، على الأقل من خلال الوسائل التقليدية. يقول بلاكون: "لا تقل فرص العمل معا فحسب، بل يغدو هناك القليل مما يمكن ملاحظته عندما تعمل عن بُعد عبر اللابتوب. رؤية زميل يذهب بشكل غير متوقع إلى مكتب الرئيس، مثلا، ستؤدي إلى إثارة القيل والقال في مكان العمل. سيتساءل الزملاء: "هل هم في ورطة؟ هل سينالون ترقية ما؟ اختفى مصدر القيل والقال هذا إلى حد كبير".

وعلى الرغم من حصر فرص تدفق المعلومات، لا يزال العديد من العمال يشعرون بالحاجة إلى إبقاء بعضهم بعضا على اطلاع. عند القيام بذلك، غالبا ما يلجأون إلى نفس الأدوات التي يستخدمونها في عملهم.

تقول إيلينا مارتينيسكو ، باحثة مساعدة في جامعة فريجي في أمستردام: "غالبا ما تكون فرص النميمة متاحة عبر تطبيقي زووم وسلاك. ربما لم يعد الناس يعملون في نفس المساحة المشتركة، ولكن لا تزال لديهم حاجة متأصلة لمشاركة الأفكار والملاحظات، والبحث عن المعلومات".

لكن أدوات مكان العمل نفسها التي يستخدمها الموظفون للنميمة يمكن أيضا تتبعها من قبل أصحاب العمل. يقوم المزيد من الرؤساء بمراقبة العمال من خلال برامج مخصصة، ووفقًا لشركة الاستشارات Gartner: "سيستخدم 70 في المئة من أرباب العمل الأمريكيين الكبار، أدوات المراقبة خلال العامين المقبلين. في بعض الأحيان، يمكن لهذه التقنية تسجيل عدد نقرات المفاتيح أو تصوير الشاشة أو تنشيط كاميرات الويب الخاصة بالموظفين سرا".

  • الذكاء الاصطناعي قد يغلق "300 مليون وظيفة" في العالم
  • لماذا يُدفع الموظف الجيد في العمل ليصبح مديرا؟

ربما لم يعد الأشخاص يعملون في نفس المساحة التي يعمل فيها الآخرون، وهذا يعني أن الثرثرة في مكان العمل ليست أكثر تعقيدًا في إعدادات العمل الافتراضي فحسب، بل إنها أكثر خطورة.

يقول ماكندرو: "مقارنة بالمحادثات التي تتم وجهاً لوجه، حيث يمكن أن تؤكد نبرة الصوت والإشارات غير اللفظية على المعلومات الحساسة التي لا ينبغي مشاركتها، فإن الاتصالات الرقمية تفتقر إلى هوامش الأمان هذه، حيث يمكن بسهولة إعادة توجيه الرسالة وإساءة تفسيرها ورؤيتها من قبل الجمهور غير المقصود".

وعلى الرغم من أن العامل قد لا يفقد وظيفته بسبب التحدث بشكل سيئ عن صاحب العمل، إلا أن سجل الرسائل المهينة قد يكون له تداعيات خطيرة فيما بعد.

ويقول ماك أندرو: "مقارنة بالنميمة وجهاً لوجه، هناك أثر ورقي، مما يسهل على صاحب العمل تتبعه، ويصعب على الموظف إنكاره، أظن أن طرد الموظف ليس واردا، لكن ستسجل ضده مخالفة خطيرة للغاية".

رداً على ذلك، تزدهر منتديات مكان العمل المجهولة، مثل Blind و Reddit، كمساحات للتجمع الرقمي للتحدث عن العمل.

يقول مارتينيسكو: "على الرغم من أنه قد لا يكون لديك رئيس مزعج في نفس المكان الذي تعمل فيه، إلا أنك لا تزال تعاني من نفس الإحباطات والغضب والقلق بشأن وظيفتك، يمكن أن يكون الاتصال بالإنترنت وبث مضايقاتك عبر اسم مستعار الطريقة الجديدة للنميمة عن العمل".

حتى في بيئات المكاتب الهجينة والافتراضية إلى حد كبير ، سيستمر العديد من العمال في إيجاد طريقة للنميمة.

يقول ماك أندرو: "لدينا رغبة فطرية في الحصول على المعلومات، ويستمتع بعض الأشخاص بالنميمة، فهم يتمتعون بسمعة طيبة باعتبار أنهم يعرفون ما يجري في الشركة، بينما يتسمون بالحذر والمسؤولية في التعامل مع المعلومات الحساسة، وهم غالبا ما يتمتعون بشعبيةكبيرة".