شهد شاطئ النخيل بمدينة 6 أكتوبر غرب الإسكندرية، بدء تنفيذ المساحات الآمنة المخصصة للسباحة، ضمن خطة وضوابط تأمين المواطنين عقب فتح الشاطئ للجمهور بعد فترة إغلاق امتدت لأكثر من 3 سنوات بسبب تعدد حالات الغرق.

وأعلنت محافظة الإسكندرية، عن اشتراطات تم وضعها بشاطئ النخيل عقب فتحه والتي تضمن أمن وسلامة رواد الشاطئ وذلك تنسيقا مع الاتحاد المصرى للغوص والانقاذ، حيث تنفذ خطة إنقاذ متكاملة تتضمن زيادة عدد المنقذين، وتخصيص مساحات آمنة للسباحة، وتواجد مراقبة مستمرة على الشاطئ، وتوافر نقاط إسعاف وأبراج مراقبة ولوحات إرشادية لتوعية الرواد.

وبالتزامن مع بدء تنفيذ اشتراطات السلامة على الشاطئ، واستقبال الموسم الصيفي وتجهيز جميع الشواطئ استعدادا لتوافد الأهالي والزائرين، كان لـ"الدستور" لقاء مع كابتن إيهاب المالحي، قائد فريق غواصين الخير المتطوعين والذي كان له العديد من النصائح لرواد الشواطئ عامة وشاطئ النخيل خاصة خلال موسم الصيف.
 

قال الكابتن إيهاب المالحي، قائد فريق غواصين الخير المتطوعين، إن مع عودة فتح شاطئ النخيل للجمهور، يتم اتباع عدة ضوابط لتأمين المواطنين، حيث يتم الآن البدء في تنفيذ المناطق الآمنة للسباحة، مشيرًا إلى أن ذلك يتم من خلال شركة إنقاذ خاصة وهو شيئ جيد للحفاظ على حياة المواطنين.

تسلل الشباب ليلًا تسبب في زيادة أعداد الغرقى

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن مشكلة شاطئ النخيل، وحالات الغرق التي تم تسجيلها خلال السنوات الماضية، تكمن في تسلل الشباب إلى الشاطئ، ليلًا وفجرًا، لذا تم إطلاق اسم "شاطئ الموت" عليه، بسبب حالات الغرق الكثيرة، لافتًا أنه اسم غير مستحب، تسبب في خسارة كبيرة للعديد من العاملين في هذا المكان، لذا يجب تغيير تلك النظرة حيث أن شاطئ النخيل أكبر شاطئ في الإسكندرية وتصل مساحته لـ 2 كيلو متر من خلال منظومة إنقاذ جيدة .

وأشار إلى أن الأزمة الأساسية بشاطئ النخيل هي الحواجز، والتي كان تم طرح حل برفعها من المياه، وعمل تكريك للشاطئ، وهي عملية هندسية ولكن تكلفتها مرتفعة جدًا، ومع إعادة فتح الشاطئ أصبح الحل في المساحات الآمنة المخصصة للسباحة، وزيادة أعداد المنقذين المدربين، وخطة إنقاذ مفعلة وهو ما يتم الآن بالفعل تحت إشراف كابتن سامح الشاذلي، رئيس الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ.

وأوضح أن المناطق الآمنة للسباحة تتم أمام كل حاجز من الحواجز السبعة، حيث تصل المسافة الطولية من الشاطئ الرملي إلى الحاجز 120 متر، وعرض الحاجز 90 متر، وبين الحاجز والآخر 60 متر حيث أن المسافة بين الحاجزين هي المنطقة الخطرة التي تحدث بها حالات الغرق، لذا فإنه يجب مراعاة عند تحديد المنطقة الآمنة ترك 5امتار من الجانبين يمين ويسار الحاجز، وتمد الحبال بالشمندورات ويتم تثبيتها جيدًا، لافتًا أن ترك 5 أمتار من الجانبين هو لتلافي انسحاب المواطنين للمناطق العميقة بين الحاجزين، فضلًا عن أنه يجب تواجد ما لا يقل عن 3 منقذين أمام كل منطقة آمنة على الشاطئ والحاجز لمتابعة هذه المساحة، بجانب "الحين سكي" و"العوامات".

توخي الحذر بالبحر المفتوح

ولفت أن شاطئ النخيل من شواطئ "البحر المفتوح" مثل جميع شواطئ العجمي، ويجب أن يراعي المواطن ذلك وعدم نزول البحر في أيام" الملتم" والتي تكون الأمواج بها مرتفعة وحالة البحر مضطربة، مطالبًا بوجود منقذين على شاطئ النخيل في فترة الليل لمنع نزول المواطنين للبحر، أو الالتزام بتعليمات الآمان التي سيتم إعلانها على الشاطئ، مشيرًا إلى أنه يجب اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المواطنين غير الملتزمين بتعليمات الإنقاذ.

الالتزام بتعليمات الإنقاذ

وأكد الكابتن إيهاب المالحي، أنه مع بدء موسم الصيف يجب أن يكون هناك تعليمات ونصائح عامة يلتزم بها رواد الشواطئ والمستأجرين، وذلك لتجنب حالات الغرق، وهو ما يتم التأكيد عليه كل عام مع بداية فصل الصيف.

وأضاف لـ"الدستور" أنه لابد لمستأجري الشواطئ التأكد من تعيين منقذين لديهم شهادات معتمدة في الإنقاذ والإسعافات الأولية، حيث يجب أن يكون المنقذ ملم بالإسعافات الأولية، ليتمكن من إنقاذ حياة الغريق عقب  خروجه الماء ، مشيرًا إلى أنه يجب التأكد من سلامة شهادات المنقذين في جميع الشواطئ من خلال الرقابة من المحافظة والاتحاد المصري للغوص والانقاذ.

إتباع الإرشادات وألوان الرايات

وتابع أن على الجانب الآخر هناك عدة تعليمات للأهالي والشباب إذا تم اتباعها لن يكون هناك أي  حالات غرق، وعلى رأسها الالتزام بتعليمات المنقذ فهو الشخص يحافظ على حياتك، كما يجب قراءة تعليمات السلامة التي توضع في مداخل الشواطئ والالتزام بها خاصة ألوان الرايات، والتي تدل على حالة البحر، فعند رفع الراية الحمراء هذا يدل على أن المنطقة خطرة وممنوع الاستحمام، أما الراية الصفراء فتدل على أن الشاطئ معتدل ولكن نلتزم بالمناطق الآمنة للنزول، والراية الخضراء تدل على أن البحر آمن ويمكن النزول، لافتًا إلى أن الأهم من ذلك الالتزام بتعليمات المنقذ حتى لو كانت الراية خضراء، فضلا عن النزول للبحر في الموعد المحدد من الشروق للغروب.

وأكد "المالحي" أن الإلتزام بتعليمات الأمان من قبل المواطنين، ومراعاة المستأجرين ضوابط اختيار فرق الإنقاذ تصبح الإسكندرية بلا غرقى، ومصر بلا غرقى.

استعدادات غواصين الخير لموسم الصيف

وأوضح قائد غواصين الخير، أنه تم عقد اجتماع مع الغواصين بالإسكندرية قبل عيد الفطر المبارك، لإتمام التجهيزات استعدادا لموسم الصيف، مشيرًا إلى أنه تواجد عدد كبير من الغواصين خلال إجازة العيد بالشواطئ للتعامل مع أي حالة طارئة، كما يتم أيضًا كل أسبوع تدريب وإعادة تأهيل للغواصين بشاطئ اسحق حلمي بشرق الإسكندرية ويشارك به عدد كبير من غواصي الإسكندرية والمحافظات.

وأشار إلى أن جروب غواصين الخير تخطي 14 ألفا، بينهم ما يقرب من 6 آلاف في الإسكندرية، وعدد الملتزمين بالمشاركة في حالات الغرق وانتشال الغرقى يصل لـ 500 فرد متفاعلين لتغطية جميع الأماكن التي تحدث بها حالات غرق، لافتًا أن الصعوبة تكون عندما نواجه عدة حالات غرق في محافظات مختلفة في نفس التوقيت لنقص عدد السيارات، فالجميع يعمل بالمجهود الذاتي.