نبه البنك الدولي إلى أن الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة الأمريكية يمكن أن تكون له آثار مالية واقتصادية ضارة بشكل خاص على اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، مضيفًا أن الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام الماضي يشكل تهديدًا كبيرًا على اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية.

وفي ورقة بحثية أعدها البنك بين فيها أن تأثير تشديد السياسة النقدية الأمريكية على الأوضاع المالية والنواتج الاقتصادية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية من المرجح أن يكون أشد حدة، بالنظر إلى العوامل التي تقود دورة التشديد.

عوامل ارتفاع الفائدة

وحدد البنك ثلاثة عوامل محركة محتملة لارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية، تتمثل في الصدمات الحقيقية الناجمة عن تحسن آفاق النشاط الاقتصادي الأمريكي، وصدمات التضخم، التي تعكس التوقعات بارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، إضافة إلى صدمات رد الفعل، التي تعكس تقييمات المستثمرين بأن دالة الاستجابة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي أصبحت أكثر تشددًا.

مضيفًا أنه على مدار العام الماضي، كان ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية مدفوعًا بشكل رئيسي بصدمات رد الفعل، حيث تحرك مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو اتخاذ إجراءات أكثر تشددًا لكبح جماح التضخم.

تقييم الآثار

واستخدم البنك ضمن الورقة البحثية الصدمات المحددة لتقييم كيفية تأثيرها على اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، حيث تبين أن الارتفاعات في أسعار الفائدة الأمريكية بسبب صدمات رد الفعل تضر بشكل خاص بالأسواق المالية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثيرها السلبي على مزاج المستثمرين. وتؤدي صدمات رد الفعل، بصفة خاصة، إلى زيادة عوائد السندات بالعملة المحلية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية لمدة 10 سنوات، واتساع هوامش المخاطر السيادية بمؤشر سندات الأسواق الصاعدة، وكبح تدفقات رؤوس الأموال، كما أنها تتسبب في انخفاض قيمة العملات وتثبيط أسعار الأسهم، وعلى النقيض من ذلك، فإن الصدمات الحقيقية لأسعار الفائدة الأمريكية عادة ما تعقبها تحركات أكثر إيجابية في الأسواق المالية في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، وذلك لأن مثل هذه الصدمات ترتبط على الأرجح بآفاق إيجابية للنشاط الاقتصادي والواردات الأمريكية.

الآثار الاقتصادية

ويوضح التقرير أن الفروق في أنواع صدمات أسعار الفائدة الأمريكية تمتد لتشمل آثارها النشاط الاقتصادي في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، وترتبط صدمات رد الفعل بانخفاضٍ كبيرٍ في الاستثمارات والاستهلاك الخاص في اقتصادات الأسواق الصاعدة والاقتصادات النامية، وعلى النقيض من ذلك، تؤدي الصدمات الحقيقية إلى ارتفاع الصادرات الحقيقية.