نزيف حاد في هجرة الأطباء التونسيين وسط مطالب لإيجاد حلول


الدار/ كلثوم إدبوفراض

تعرف هجرة الأطباء الشباب والأطر الصحية تصاعدا غير مسبوق، الأمر الذي يشكّل تهديدا على مستوى القطاع الصحي مستقبلا، والذي سيؤثّر على جودة الصحة العامّة، وعجزا في هذا القطاع الأساسي في تونس.

إذ تعرف تونس سنويا هجرة المئات من الأطباء الشبّان إلى خارج البلاد، ما أدّى إلى تردّي ظروف التداوي داخل المستشفيات، وعجزا واضحا في الهياكل الطبية بسبب النزيف الحاد للهجرة خلال السنوات الأخيرة.

ما جعل الأطر الطبية تضع مشكلة هجرة الأطباء الشبّان على رأس لائحة المطالب المقرر مناقشتها، وسط إيجاد حلول فورية لهذه الظاهرة التي استفحلت بالمستشفيات العمومية داخل البلاد.

جاء في إحصائيات عمادة الأطباء، أنه يتخرّج سنويا حوالي 500 طبيب من كليات الطب المختلفة في تونس، وهاجر حوالي 3300 طبيب خلال 5 سنوات الأخيرة، في حين يبلغ عدد الأطباء الناشطين في تونس حوالي 8500 طبيب.

ويقدّر عدد الأطباء الذين غادروا البلاد التونسية في السنوات الأخيرة للعمل في دول أجنبية نحو 80 بالمائة من الأطباء حديثي التخرّج، تتصدّر ألمانيا وفرنسا ودول الخليج وكندا القائمة، كوجهات جاذبة لهم، وفق إحصائيات حديثة لوكالة التعاون الفني في تونس.

يقول الناطق الرسمي باسم جمعية الأطباء حول العالم الدكتور قيصر ساسي، المختص في الإنعاش والتخدير، في تصريحات له بهذا الخصوص، بما مفاده، أنه تمّ الإلحاح على عمادة الأطباء من أجل تثبيت حوار وطني حول القطاع الصحي في تونس الذي يعرف عجزا يهدد مستقبل المهنة، من خلال وضع تحفيزات تمنع هجرة الأطباء المتخرّجين من البلاد، وتشجيع المغادرون على العودة للعمل في المشافي التونسية.

علما أنه 50 في المائة من الأطباء المهاجرين مستعدّين للعودة إلى بلدهم تونس، وممارسة مهنة الطب بها في حالة تغيّرت الظروف الخاصة بالأجور، والقوانين التشريعية المنظمة لممارسة المهنة.

حيث دعا د.قيصر ساسي إلى إعادة النظر في التشريعات المنظمة لعمل الأطباء التونسيين المقيمين خارج البلاد، الذين يواجهون صعوبة في الجمع بين ممارسة الطب في تونس ودول إقامتهم بالخارج، مشيرا أنهم امتلكوا كفاءات عالية في مجال استخدام المعدّات الحديثة و المتطورة، الأمر الذي سيُساهم في الاستفادة من خدماتهم بالمناطق الداخلية التي تشكو نقصا في طب الاختصاص.

إذ تعرف المراكز الصحية تقهقرا في ظروف العمل ونقص الأجهزة الطبية خاصة بالمستشفيات العمومية.

القطاع الصحي بتونس يواجه تحدّيات عديدة، باعتباره أهم الركائز الاجتماعية في أية دولة، بسبب غياب الحوافز المشجعة على تثبيت شباب المهنة في الهياكل الصحية العمومية، إضافة إلى تدنّي مستوى الأجور مقابل ساعات العمل الطويلة في المستشفيات العامّة، السبب الرئيسي الذي أرغم الأطباء الشبّان في الهجرة خارج البلاد.

كما أشار د.ساسي إلى ظاهرة العنف التي يتعرض لها الأطر الطبية داخل المستشفيات، حيث تعرّض 200 طبيب للعنف الجسدي على الأقل مرة واحدة في المستشفيات التونسية.

وتوقع الخبراء منذ سنوات هذه الظاهرة، وتم توجيه نداءات مطالبة بضرورة التدخل لإيجاد حلول جذرية تحمي هذا القطاع الركيزة، ويُتوقّع هجرة المزيد من الأطباء الشبّان مقابل تقاعد عدد كبير من الأطباء العاملين في القطاع العام.

تاريخ الخبر: 2023-05-04 12:25:30
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية