الدار-خاص
في سياق النقاش الدائر حول إصلاح مرتقب للقانون الجنائي؛ خاصة الشق المرتبط بالتشريعات التي تهم حقوق النساء، أطلقت فنانات شهيرات في المغرب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بتغيير قوانين “مجحفة” إزاء النساء وتحقيق المساواة بين الجنسين.
الحملة تهدف إلى “الاستعانة بالحب والإنصات والاحترام الذي تحظى به أولئك المشاهير لدى الجمهور من أجل تغيير شامل للقوانين”، كما أوضحت المخرجة السينمائية صونيا تراب.
وتحدثت الممثلة بشرى اهريش في مقطع بث على موقع إنستغرام، بلسان شابة تدعى فاطمة قائلة “كان عمري 15 عاما عندما تعرضت لاغتصاب متكرر من عمي وحملت منه. بدل أن يعرضوني على طبيب ذهبت بي والدتي إلى إحدى السيدات … لإجهاض سري”.
و أضافت في الفيديو، الذي حصد أكثر من 150 ألف مشاهدة، “بعدما تقدمنا بشكوى أدين (الجاني) بالحبس عامين، لكنه لم يقض منها سوى ستة أشهر. دمرتني هذه الحادثة وتمنيت الموت”.
تزامنا مع هذه الحملة الرقمية، طرح الائتلاف الذي أطلقها، والمكون من عدة جمعيات نسوية، مذكرة تعرض قوانين “مجحفة” ضد النساء. وتطالب بالخصوص إلغاء الاستثناءات التي تبيح تزويج قاصرات أقل من 18 عاما، وضمان الحق في الإيقاف الطبي للحمل، والمساواة في الإرث، وفي الولاية على الأطفال في حالات الطلاق.
و دعا الائتلاف، أيضا إلى إلغاء قوانين جنائية تجرم حريات فردية، مثل العلاقات الجنسية الرضائية بين الراشدين. ويمكن أن تؤدي إلى عقوبات بالسجن، رغم أنها لا تطبق تلقائيا.
وكان المغرب قد تبنى، قبل حوالي عقدين، مدونة جديدة للأسرة، سنة 2004، بعد جدل حاد وانقسام مجتمعي، استجاب للعديد من مطالب المساواة دون أن يلبيها كلها.
كما دعا جلالة الملك محمد السادس في يوليوز الماضي، إلى “مراجعة بعض بنود” مدونة الأسر، “لتجاوز الاختلالات والسلبيات”، لكن مراجعتها لم تطرح رسميا بعد، غير أن وزارة العدل شرعت في مراجعة عدد من نصوص القانون الجنائي؛ الذي يتضمن عددا من الفصول التي تهم حقوق النساء.