تكثف الأحزاب السياسية من نشاطها بالتوازى مع جلسات الحوار الوطنى، بعد انطلاق جلسته الافتتاحية، بمزيد من الإجراءات المتسارعة سواء بتنظيم ورش عمل أو ندوات وتشكيل غرف عمليات لمتابعة القضايا المثارة فى النقاشات ونقلها إلى الشارع وحصر آراء المواطنين وأولوياتهم ونقلها للمشاركين فى الحوار الوطنى لضمان نجاحه ومده بأحدث النقاشات الدائرة بين المواطنين، فضلًا عن المشاركة بالأجندة التى تقدم بها كل حزب فى السابق، ومتابعة ما تسفر عنه النقاشات وقياس مدى تأثيرها على أرض الواقع.

وقال المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن الحزب مستمر فى عقد ورش عمل مكثفة على مدار الفترة المقبلة لمتابعة ما تسفر عنه المناقشات داخل اللجان الفرعية للحوار الوطنى، مشيرًا إلى أن الحزب سيشارك فى جميع المناقشات على مائدة الحوار وفقًا للرؤية التى تقدم بها قبل أشهر لإدارة الحوار.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن الحزب يعطى أولوية قصوى لملفات المحور الاقتصادى حاليًا نظرًا لتداعيات الأزمة الاقتصادية الراهنة التى يمر بها العالم، والحاجة لمزيد من الحلول لمواجهة تلك التحديات لاستمرار دفع عجلة الإنتاج، وعدم التأثر بتلك التداعيات بشكل يؤثر سلبًا على المواطن البسيط.

وأشار إلى أن الوقت الراهن يتطلب من الجميع التكاتف والاصطفاف من خلال ندوات ومؤتمرات لزيادة الوعى ومن خلال أفكار اقتصادية إنتاجية خارج الصندوق وغير تقليدية تهتم بشكل أكبر بالشباب، وتشغيلهم بعائد مادى يتناسب مع ظاهرة الغلاء العالمى.

ولفت إلى أن الحوار الوطنى ملقى على عاتقه تقديم روشتة اقتصادية حقيقية تتناسب مع التحديات والظروف والأزمات غير المسبوقة من خلال دعم مشروعات الزراعة والصناعة، وتحقيق الاكتفاء الذاتى فيهما فى ظل تحديات تتصاعد نتيجة استمرار رفع الفائدة من البنك الفيدرالى الأمريكى وتأثيرات ذلك السلبية على جميع الدول.

وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، عضو المجلس الرئاسى للتيار الإصلاحى الحر، إن التيار سيتابع بشكل مستمر جلسات الحوار الوطنى التى سيتم عقدها على مدار المرحلة المقبلة.

وأشار إلى أن مشاركة التيار فى الحوار ستكون من خلال عرض الأوراق التى قدمها فى ١١٣ قضية فرعية فى اللجان المتخصصة المنبثقة عن المحاور الثلاثة: «السياسى والاقتصادى والمجتمعى».

ولفت «الشهابى» إلى أن التيار سيعرض مختلف وجهات نظره من خلال قيادات الأحزاب الأربعة وفقًا لما تم التوافق عليه فى ورش العمل التى عقدها للتوافق على رؤية متكاملة وواضحة تعبر عن التيار الإصلاحى وتوجهاته.

وأكد أن جميع القضايا الموضوعة على أجندة الحوار الوطنى فى المحاور الثلاثة تأتى على الدرجة نفسها من الأهمية، فى ظل تداعيات عالمية ألقت بظلالها على الدولة المصرية، توجب على جميع القوى الاصطفاف والاستماع لأفكار خارج الصندوق، وتقديم رؤى بنّاءة من مختلف التيارات والمختصين فى كل القطاعات.

وأوضح أن النقاشات داخل وخارج الحوار تهدف لتحديد أولويات العمل الوطنى للدولة خلال الفترة المقبلة فى ظل ما فرضته تلك التحديات من آثار متعددة على الوطن والمواطن، مثمنًا الجهود التى بذلها مجلس الأمناء لإنجاح الحوار.

وقال النائب إيهاب منصور، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصرى الديمقراطى، إن الحزب مستمر فى عقد لقاءاته المستمرة لمتابعة مستجدات الحوار الوطنى، والاستعداد للمشاركة البناءة والإيجابية فى جميع مراحله.

وأضاف أن الجلسة الافتتاحية أظهرت اصطفاف جميع القوى السياسية من أجل إنجاح مرحلة فارقة فى تاريخ الدولة المصرية، والتمسك بطوق النجاة فى الوقت الراهن من أجل إيجاد حلول لتحديات المجتمع المصرى.

ولفت «منصور» إلى أن أولويات الحزب على مائدة المناقشات هى ملف الإصلاح السياسى وجميع قضاياه الفرعية، التى تمثل أهمية قصوى، وبعد ذلك الإصلاح الاقتصادى والمجتمعى، مشيرًا إلى أن هناك موضوعات يكون حلها إعادة ترتيب الأولويات وأخرى تُحل بتمويل إضافى وأخرى تُحل بتشريعات جديدة أو تعديل تشريع قائم.

وأكد «منصور» أن أجندة الحوار سياسية فى الدرجة الأولى، وبعد ذلك سيتم التطرق تلقائيًا إلى الاقتصاد ومنه للأوضاع الاجتماعية وغيرها من الملفات الأخرى، وأن الإصلاح السياسى يأتى أولًا وبعده يأتى باقى المجالات تباعًا.

وقال إن الحزب مستمر فى مطلبه الرئيسى فى الإصلاح، ويتطلع لمزيد من الإفراجات عن المحبوسين احتياطيًا ممن لم يتورطوا فى جرائم إرهابية، مثمنًا الجهود التى تبذلها لجنة العفو الرئاسى ونجاحها فى استصدار قرارات عفو رئاسى وقوائم إفراج متتالية لعدد كبير من الأسماء خلال الفترة الماضية.

وشكل حزب «المصريين الأحرار» غرفة عمليات لمتابع جلسات الحوار والمساهمة فى ترويجها عالميًا من خلال منصات التواصل الاجتماعى، وترجمة ما يصدر عنه من بيانات رسمية وملخصات للجلسات بعدة لغات، للتأكيد أن مصر جادة فى عبور كل الأزمات والتحديات والتغلب على كل المؤامرات تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وفى حماية رجال القوات المسلحة والشرطة.

ولفت الدكتور عصام خليل، رئيس الحزب، إلى الأولوية القصوى حاليًا للمحور الاقتصادى رغم أهمية المحورين السياسى والمجتمعى.

وأضاف: «طالب المنسق العام للحوار الوطنى ضياء رشوان، بتكثيف جلسات المحور الاقتصادى لكى نسرع فى الخروج بمقترحات ومخرجات نرفعها لرئيس الجمهورية لأن حل الأزمة الاقتصادية حاليًا أولوية قصوى».