سيرة توحيدة عبد الرحمن أول طبيبة في الحكومة المصرية (1_3)

يأتي كتاب "الدكتورة" سيرة توحيدة عبد الرحمن أول طبيبة في الحكومة المصرية كواحد ضمن الكتب التي تنتمي إلى عالم كتابة السيرة الذاتية، الكتاب الذي حرره الكاتب الصحفي والشاعر مؤمن المحمدي يعد بمثابة وثيقة لما آلت إليه حياة المصريين، يوثق للماضي وما كنا عليه من ثورة في كل المجالات، ثورة معنية بالمعرفة والعلم وهدفها الأول خلق جيل جديد يبنى مستقبل الأمة المصرية في كل المجالات اجتماعية وسياسية واقتصادية وكان للعلم والمعرفة هم السلطة الأولى والأساس التي تجرنا إلى كل هذه الأشياء: يؤكد الكتاب عبر صفحاته الأولى على أن توحيدة عبد الرحمن هي أول طبيبة في العالم العربي يتم تعيينها في سجلات الحكومات العربية، وثاني طبيبة بعد الدكتورة هيلانة سيداروس.

ويأتي كتاب "الدكتورة" الصادر عن دار تشكيل في "216 صفحة من القطع المتوسط، يتضمن 27 باب لحياة  الدكتورة توحيدة عبد الرحمن تبدأ بالمقدمة التي جاءت تحت عنوان "قبل أن تقرأ وتمر بالميلاد، وبداية الطريق، هنا لندن.. هنا القاهرة، زيارة ودروس، الجذور إلخ.

يأخذنا الكاتب مؤمن المحمدي عبر السطور الأولى للكتاب ليكشف لنا أسباب وتفاصيل ظهور سيرة أول طبيبة توحيدة عبد الرحمن في هذا الكتاب، يرجع بنا إلى مايزيد عن 20 عامًا وبالتحديد عام 2000 ليقول "نحن الآن في 2000، في المستشفى الملكي بلندن، حيث وقف محمد أمام الموظفة التي تبلغ من العمر 28 سنة، وقدم لها خطابًا يخص والدته، طالبًا منها أن تساعده في الحصول على معلومات أكثر عن إقامتها ودراستها في المستشفى قبل 73 عامًا".

يرجع الكتاب أسباب بحث ابنها محمد محمود عبد اللطيف إلى عثوره على خطاب من والدته المقيمة بلندن حينها إلى والدها يرجع تاريخه إلى 20 اكتوبر 1927 يشير إلى فتاة مصرية تدرس الطب في عشرينيات القرن الماضي، في الوقت الذي كان فيه المجتمعات المصرية تحرم خروج السيدات إلى الشارع لكن تاريخ الخطاب يشير إلى مضي 8 سنوات على ثورة 19 أي أننا مع واحدة من الشاهدات على الثورة المصرية وخروج المرأة كتف بكتف إلى جانب الرجل لمطالبة بالاستقلال، ويؤكد ذلك التاريخ على أننا أمام واحدة من بنات مصر الرائدات في مجالها. 

الميلاد في زمن الأفندية وسنوات الغليان

ولدت توحيدة عبد الرحمن عام 1906 أحد أبرز سنوات الغليان في مصر فقد شهد حادثة دنشواي التي رجت العالم، ومن بعدها رحيل  اللورد كرومر ، ولدت بعد ما يقرب من 30 سنة من انشاء أول مدرسة للبنات في مصر "المدرسة السيوفية" عام 1873، والتي أصبحت "المدرسة السُنية" فيما بعد.

وكان والدها عبد الرحمن محمد مصطفى يعمل موظفًا بهيئة المساحة، ومعنى ذلك أنه من تلك الشريحة المجتمعية التي كانت لها دور رئيس في تشكيل وعي المصريين، فقد كان لإجادته فن الخط العربي دور في نسخ المصحف الشريف بالرسم العثماني لـ18 مرة، وإنشاء مطبعة على نفقته، ليتسنى طباعة المصحف بعدد هائل من النسخ، لا يتوقف عند ذلك الرقم الذي نسخه بخط يده.

تزوج عبد الرحمن مصطفى عام 1900 أنجبت له كريمته الكبرى فاطمة، ثم تركتها له وللحياة، ورحلت إلى بارئها، بعد سنوات قليلة ليتزوج من شقيقتها زكية أحمد محمد  لتنجب له توحيدة والتي تصبح فيما بعد أول طبيبة مصرية.

دخلت توحيدة إلى المدرسة السنية عام 1915، وكانت مثال للنبوغ والتفوق الدراسي، ولا تكتفي فقط بالكتب المدرسية  فقد كانت حريصه على توسيع معرفتها وكان لوالدها،وعلىىغير عادة الأباء في هذا الزمن فضل كبير في ان يسهم في تزويدها بالكتب التراثية والدينية الى جانب الجرائد والمجلات الدورية، فقد كان يرى ان البنت مثل الولد  وبطبيعة الحال لم تخيب "توحيدة" رجاء أبيها.

 الطريق إلى لندن  

في عام 1922 قرر "فؤاد الأول" ملك مصر والسودان إرسال ست بنات مصريات في بعثة إلى بريطانيا إلى العظمى بشرط أن يكن من المتفوقات علميًا والمتميزات في اللغة الإنجليزية، وكان الغرض من دراسة الفتيات الطب أن تصبح نواة تلك الفتيات نواة للطبيبات المصريات تحت رعاية المملكتين المصرية والبريطانية، وقد تم ترشيح توحيدة عبر ميس كارتر لدخول كسابقة لنيل تلك المنحة، لتفوز  باحد المقاعد الستة في بعثة "كتشنر".

كان قرار سفر توحيدة يرجع للأسرة، وقبول والدها بالسفر أمر ليس بالهين في تلك الفترة، ولكن كانت المفاجئة هو ذلك الإيمان والوعي الذي يشغل قلبه والدتها "زكية" بقيمة وأهمية العلم، وترحيبها بسفر ابنتها، ولم يكن غريبًا على الأسرة رفضهم لعرض الزواج وتفضيل السفر، على متن السفينة التي تغادر بورسعيد صبيحة احد ايام عام 1923 كانت الخطوة الاولي لتكون توحيدة أول طبيبة في الحكومة المصرية فيما بعد.

على مدار السنوات التي قضتها في لندن كانت توحيدة تعي معنى ان انها سفيرة لبلادها في بلاد الضباب، وسرعان ما اندمجت مع الحياة الجديدة ، إلى جانب ذلك كانت  السفارة المصرية لها دور كبير في متابعة ابنائها من المصريين بالخارج.

الملكة في الطابور وتوحيدة ترفض الجنسية الإنجليزية 

في بلاد الضباب عرفت توحيدة أكثرعن سر تقدم هذه البلاد وهو النظام في كل شيء صحيح ان هناك الذين يتجاوزون ذلك وهم قله لكن الأغلبية هم من يحافظون على معنى ذلك  النظام،ومن القلة ما فعلة سائق التاكسي بوالدها واخيها -والذين سافروا من مصر لزيارتها - عندما أخذه في رحلة طويلة في شوارع لندن  بالرغم من أن المبنى الذي تقطنه توحيدة كان قريبًا جدًا من محطة الترام.

فقد شاهدت بنفسها ملكة بريطانيا تتسوق من محل هارولولدز، وتأخذ دورها في الطابور ولايمنع هذا ان تؤدى التحية الملكية لها، ولا يمنع الملكة نفسها في ان تكون في مقدمة من يطبقون النظام.

ونتيجة نبوغ توفيق في دراستها كان قد اقترح عليها أستاذها الدكتور جون أن تبقي في إنجلترا لتحصل على الجنسية الإنجليزية، وتعيش في خدمة التاج البريطاني مع الحصول على كافة المميزات كمواطنة إنجليزية من الدرجة الأولى، قابلت ذلك بالشكر ورفضته وقالت: “أنا هنا، لأن بلدها مصر قررت أن تنفق عليها من أموال موظفيها لتعود إليها فتخدم هؤلاء المواطنين”.

 

 

 

تاريخ الخبر: 2023-05-06 21:21:33
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

الكعبي يواصل التألق ويظفر بجائزة “أفضل لاعب”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:08:34
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 77%

مديرية الأرصاد: طقس حار نسبيا ورياح قوية بهذه المناطق

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:08:38
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 77%

الزمالك المصري يتلقى ضربة موجعة قبل لقاء بركان

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:08:44
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 73%

الرئة بـ 3 ملايين.. اعترافات صادمة لقاتل طفل شبرا

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:21:52
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

صفقة ضخمة وسلاح فتاك قريبا في حوزة القوات الملكية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:08:46
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 74%

هو فيه كده؟.. تعليق مفاجئ من لميس الحديدي على بكاء شيرين في الكويت

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-05 03:21:48
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية