المنتخب السنغالي كشّر عن أنيابه في الدور الأول: خـــــروج حامـــــل اللقـــب أكبــــر مفاجـــــآت دور المجمـــــوعــــات


أسدل الستار على الدور الأول، من النسخة 14 لكأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة بمفاجأة من العيار الثقيل تمثلت في الإقصاء المبكر لحامل اللقب، المنتخب الكاميروني، الذي توقفت رحلة الدفاع عن تاجه من أول محطة، رغم أن قائمة المنتخبات التي تجرعت مرارة الإقصاء من دور المجموعات لا تضم سوى 3 ضحايا، وهذا بعد تعليق مشاركة منتخب جنوب السودان، بسبب قضية تزوير وثائق هويات اللاعبين، والتلاعب بالأعمار، ليخرج منتخب الكاميرون
من الدور الأول رفقة زامبيا والصومال، بينما تأهلت باقي المنتخبات، لتواصل رحلتها نحو المونديال، لأن القارة السمراء ستكون ممثلة بالرباعي الذي سيبلغ المربع الذهبي، قبل المراهنة على التاج القاري.
وكانت الطبعة 14 من «كان» الأشبال مسبوقة بحادثة منتخب السودان، التي كشفت الإستراتيجية الجديدة التي انتهجتها اللجنة الطبية على مستوى الكاف عن حالات تلاعب بأعمار اللاعبين، وذلك بعد قرار إخضاع كل العناصر المعنية بتنشيط هذه المنافسة لكشوفات بالرنين المغناطيسي، وهو ما كان كافيا للوقوف على 5 حالات خارج السن القانوني لهذه الدورة، الأمر الذي قطع الطريق أمام منتخب جنوب السودان، للتوقيع على أول مشاركة له في «الكان»، لأن الاتحاد الإفريقي اتخذ قرارا يقضي بالإقصاء الأوتوماتيكي لهذا المنتخب من المنافسة، مع تكييف نظام الدورة مع هذه المعطيات الاستثنائية، خاصة في الشق المتعلق بحسابات التأهل المقترنة بأصحاب المركز الثالث، ولو أن المعلومات التي تحصلت عليها النصر من مصدر من لجنة التنظيم، يؤكد بأن اللجنة الطبية سجلت أيضا حالتي تزوير لوثائق هوية اللاعبين، لكن القانون في هذه الوضعية يمنع اللاعب فقط من المشاركة، لأن إقصاء المنتخب يكون في حال اكتشاف أزيد من 4 حالات.
«أشبال التيرانغا» كشّرت عن الأنياب منذ البداية
ظهر المنتخب السنغالي في ثوب أبرز المرشحين للتنافس على التاج القاري، وقد أودع أوراق اعتماده كواحد من الطامحين لخطف التاج من خلال سيطرته على المجموعة الأولى، وحصده العلامة الكاملة، بالفوز على الكونغو، الجزائر والصومال، فضلا عن حيازته أقوى هجوم، وكذا أحسن دفاع، مع تقاسم مهاجمه عمارة ضيوف صدارة لائحة الهدافين مع عنصرين آخرين، منهم هداف المنتخب الوطني مسلم أناتوف، الأمر الذي يجسد «الفورمة» العالية التي تمر بها الكرة السنغالية في هذه الفترة «الزاهية» بالنسبة لها، لأن تتويج أكابر «أسود التيرانغا»، باللقب القاري فتح الشهية أمام باقي المنتخبات للسير على نفس الدرب، فكان بعدها الدور على منتخب المحليين في دورة الجزائر، ثم الأواسط في مصر، مما يجعل الأشبال يراهنون كثيرا على مواصلة هذه «الديناميكية»، والتأكيد على النهضة الكروية التي يعيشها هذا البلد، بالاستثمار في العمل القاعدي المنجز على مستوى أكاديميات التكوين.
منتخب مالي بتقدير ممتاز
ما قيل عن منتخب السنغال، يمكن استنساخه على المنتخب المالي، الذي خرج من الدور الأول بتقدير «ممتاز»، عبر «مجموعة الموت» التي ضمت 3 منتخبات سبق لها إحراز اللقب القاري، لكن «نسور باماكو» أثبتت علو كعبها، بالفوز على الكاميرون وبوركينافاسو، وتقتطع تذكرة المرور إلى ربع النهائي دون اهتزاز شباكها.
تألق الماليين، جاء ليكشف عن النوايا الجادة لمنتخب يسعى لاستعادة التاج الذي ضاع منه في دورة 2019، على اعتبار أن منتخب مالي يصنع الاستثناء، لأنه الوحيد الذي نجح في التتويج باللقب لنسختين متتاليتين، وكان ذلك في سنتي 2015 و2017، ولو أن اللافت للانتباه أن حامل التاج، منتخب الكاميرون تجرع مرارة الإقصاء في «سيناريو» هيتشكوكي، بحكم أنه كان بحاجة إلى تعادل في الجولة الأخيرة، إلا أن موازين القوى انقلبت رأسا على عقب في ظرف دقيقتين، لأن المهاجم سوليمان أليو وقع ثنائية للمنتخب البوركينابي، أهدى بفضلها «الخيول» تأشيرة التأهل، مقابل إرغام حامل التاج على حزم الحقائب وتوديع المنافسة من أول دور، وهذا بعد تلقي هزيمتين، نتجتا بالأساس عن تراجع العطاء البدني للمنتخب الكاميروني، بدليل أن الأهداف الأربعة التي تلقاها في هذه الدورة كانت كلها في الدقائق الأخيرة، مما كلفه الخروج من دائرة التنافس على التذاكر الأربعة المؤهلة إلى المونديال.
الخضر بعد مخاض عسير
اقتطع المنتخب الوطني تذكرة التأهل، بعد مخاض عسير، لأن المهمة لم تكن سهلة أمام السنغال والكونغو، في الوقت الذي كانت فيه الإثارة حاضرة بقوة في «فوج قسنطينة»، وقد كانت الحصيلة قياسية من حيث الأهداف المسجلة، لكن مع تجرع منتخب زامبيا مرارة الإقصاء، رغم أنه أطلق بارودا شرفيا بفوزه على المغرب في الجولة الختامية، ولو أن الكرة العربية ضمنت بصورة آلية مقعدا في المونديال، مادام المنتخب الجزائري سيلاقي نظيره المغربي في ربع النهائي، والمتأهل سيضمن المشاركة في نهائيات كأس العالم، فضلا عن حمله راية تمثيل العرب في رحلة البحث عن ثاني لقب عربي لهذه المنافسة.
من جهة أخرى فإن الشيء المميز أن الإقبال الجماهيري على الملاعب أخذ في التزايد تدريجيا مع تقدم المنافسة، لأن مباريات الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول في الأفواج الثلاثة استقطبت عددا أكبر من الجماهير مقارنة باللقاءات الأولى، والمنحى مرشح للتصاعد أكثر في قادم الأدوار، في الوقت الذي جددت فيه الجزائر كسب رهان التنظيم، لأن ممثلي الكاف أقروا بتوفر كل الامكانيات الكفيلة بإنجاح أي تظاهرة كروية قارية، مهما كان حجمها، فضلا عن إشادة كل الوفود المشاركة بالجانب التنظيمي، سواء هياكل الإيواء، المرافق الرياضية، تنظيم المنافسة وحتى كرم الضيافة.
ص/ فرطاس

تاريخ الخبر: 2023-05-09 03:25:12
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 46%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية