عايشت «الوطن» حصاد القمح مع المزارعين بقرية 7 بمنطقة سهل الطينة بشرق بورسعيد، بعد سنوات من استصلاح مساحات شاسعة من الأراضي، وجهد وعرق الفلاحين في العمل منذ الفجر وحتى غروب الشمس، مع ابتسامة أمل لا تفارق وجوههم السمراء في انتظار تحول الحلم إلى حقيقة.

وقال أحمد إبراهيم محمد من سهل الطينة، إن محصول القمح هذا العام شهد زيادة عن السنوات الماضية، ومن المتوقع أن يزيد العام المقبل بفضل اهتمام الدولة بالمنطقة، وتحويلها إلى أراضي صالحة للزراعة.

وأضاف: «دعم المسؤولون المزارعين بالسماد والكيماوي الذي كنا نحتاجه وحول الأراضي إلى خصبة يزرع فيها العديد من المحاصيل بالإضافة الى الاستمرار في استصلاح العديد من المساحات المحيطة بالمنطقة ما يزيد الرقعة الزراعية». 

في السياق، قال ممدوح عوض عبدالقادر، إنه يتم زراعة القمح وانتظاره 5 شهور ونصف الشهر في الأرض، ثم يبدأ الحصاد، مؤكدًا أن «الأرض كانت بور من سنوات واليوم نحتفل بخصوبتها وطالب بمزيد من الخدمات وتوفير السماد والكيماوي وكذلك سهولة نقل قطع غيار معدات الزراعة والوقود».

وأوضح سلامة محمد عيد، أحد الفلاحين، أن فدان القمح تجاوز 20 أردبًا هذا العام، ولم يحدث من 2010، بالإضافة إلى أن سيناء تزرع 90% من إنتاجية الغلة الآن، مطالبا بالموافقة على دخول اللوريا و والنترات، لأنهم يستخدمون حاليا الأزوت 20%، وإذا تم زيادته إلى 34و36% فإن الإنتاج من القمح سيتضاعف.

توريد القمح للصوامع 

وأكد أنه تم التنبيه على المزارعين بالتنسيق مع الجمعيات بحصر توريد القمح للصوامع فقط، حتى لا تحدث أزمة في الخبز أو القمح.

وأوضح أنه لا توجد أرض واحدة في العالم بها أنواع متنوعة من الزراعات منها القمح والفواكه والخضروات والموالح والزيتون إلا في سيناء، مشيدًا بالاستصلاح في هذه المنطقة، مضيفًا: «تعالوا خضروا سيناء فبعد شق الترع ومحطة الرفع والتحلية ستصبح قطعة من الجنة».

وبينما يحصد جاد محمد القمح بالجرار، يقول: «استلمت الأرض من 20 سنة وحلمت بها سنة وراء الأخرى، واليوم أراها خصبة تزرع مختلف المحاصيل بكميات تزيد سنويا وبالفعل تحققت أحلامي».

أما رمضان الموجي فأكد أن فرحته بحصاد القمح لا توصف، مضيفًا: «نحن فلاحين ولا نعرف غير الزراعة وهي حياتنا وننتظر المحصول يكبر يوما بعد يوم كأنه ابن أقوم بتربيته».

زيادة في أسعار توريد القمح

وأشاد بحرص الأجهزة التنفيذية علي توفير الخدمات للمزارعين وتلبية مطالبهم، مشيرًا إلى أنه تم توريد القمح من المزارعين هذا العام بزيادة عن السنوات الماضية ونقلها الى الصوامع بالقنطرة شرق وبورسعيد.

وقال أحمد عطية إسماعيل: «الأرض هنا مباركة طيبة تشعر بجهد وإخلاص المزارعين في استصلاح الأراضي وتقدم لهم الخير سنة وراء سنة، أنا استلمت الأرض وكانت شديدة الملوحة واجتهدنا بإخلاص ونية صافية واعطانا الله على قدر ضميرنا واخلاصنا في العمل».

وطالب المصريين بالصبر وهو من شيم المزارع، لأنه يصبر على الزرعة حتى تكبر أمام عينه فمصر بخير وأرضها لن تجود إلا بالخير، مطالبًا أيضًا باستخدام التكنولوجيا الحديثة والنظام الرقمي في مراقبة زراعة الأراضي.

وأكد حمادة الجداوي أن سبب زيادة القمح هو أن الدولة وفرت الكيماوي والسماد والأدوية بالجمعيات، مطالبًا بتوفير أماكن لبيع الوقود بدلا من شراءها من السوق السوداء.