جاءت تجارة الترانزيت حاضرة في خطط الدولة المصرية، مُمثلة في وزارة النقل، خاصة مع وضعها برنامج طموح لتطوير الموانىء البحرية، سواء بزيادة أطوال أرصفتها أو أعماقها لاستقبال أكبر السفن العالمية، وهو ما حظي بمتابعة مستمرة من قبل القيادة السياسية، أخرها اليوم حيث عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اجتماعاً مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومعه وزير النقل، موجهاً بتشجيع تجارة الترانزيت وعمليات التصنيع والتصدير وإعادة التصدير.

ما هي تجارة الترانزيت

وصفت الدكتورة داليا يونس، وكيل كلية النقل الدولي واللوجستيات، تجارة الترانزيت بأنها تجارة مهمة في مصر، لدورها المهم والقوي في توفير العملة الصعبة، موضحة أن مصر مركز استراتيجي قوي في المنطقة العربية يتيح هذه التجارة، لدورها المهم في دعم التجارة الخارجية، خاصة مع وجود بحرين في مصر هما البحر الأحمر والمتوسط.

وأكدت الدكتورة داليا يونس في حديثها لـ«الوطن»، أن اهتمام القيادة السياسية بهذه النوعية من التجارة يدل على وعيها الكامل بأهميتها القصوى، مشددة على ضرورة تعديل بعض القوانين والتشريعات لتسهيل هذه التجارة.

جهود مصر في تجارة الترانزيت 

جهود مكثفة بذلتها الدولة لتشجيع تجارة الترانزيت، فضلاً عن وجود توجيهات رئاسية بإعداد حزمة متكاملة من الحوافز والإعفاءات والتسهيلات، في عدد من المناطق الصناعية واللوجستية في مصر، لتشجيع هذه النوعية من التجارة، بهدف إعطاء دَفعة قوية لهذه القطاعات وزيادة مزاياها التنافسية، وكلها تؤدي في النهاية لزيادة حصة مصر في السوق العالمية للتجارة.

وفق تقارير لوزارة النقل، فإن الدولة تعكف على تحويل ميناءي السخنة والدخيلة إلى موانئ محورية، وزيادة حصة مصر من السوق العالمية لتجارة الترانزيت، ولتحقيق ذلك وقعت عقد التزام لمشروعي إنشاء البنية الفوقية وإدارة وتشغيل واستغلال وصيانة وإعادة تسليم محطتي الحاويات بميناءي السخنة والدخيلة مع أكبر تحالف عالمي في مجال إدارة وتشغيل الخطوط الملاحية ومحطات الحاويات الدولية باستثمارات تصل إلى 1.6 مليار دولار.

تشغيل خدمات ملاحية مباشرة

هذه العقود من المؤكد أن تسهم في فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية، من خلال تشغيل خدمات ملاحية مباشرة وزيادة القدرة على منافسة الدول ذات المنتجات والصناعات المثيلة، في إطار تعظيم الاستفادة من الموقع الجغرافي الفريد لمصر، والمزايا التفضيلية التي تتمتع بها.

ضمن الجهود أعمال تنفيذ محطة الحاويات تحيا مصر -1، حيث تصل طاقتها الاستيعابية إلى 3.5 مليون وأطوال أرصفة 1970م، والتي استطاعت جذب أكبر الخطوط الملاحية العالمية هاباج لويد وكونتشيب ويوروجيت، خاصة وأن عمقها 18 متر وساحة خلفية 910 ألف م2، وهي بذلك تصبح أهم وأكبر محطات الحاويات للصادر والوارد والترانزيت في حوض البحر المتوسط.

نفذت الدولة محطة تحيا مصر متعددة الأغراض، والتي استقبلت أكثر من 35 سفينة بإجمالي تداول يتخطى 22 ألف حاوية، تمهيداً لبدء دخول ميناء الاسكندرية كأحد محطات الترانزيت فى المستقبل وجذب خدمات جديدة إلى الموانئ المصرية، تحقيقاً لهدف جعل مصر مركزاً عالمياً من مراكز التجارة واللوجستيات.