وقّع مدير الثقافة والفنون لولاية ميلة، باسم الوالي، أمس السبت، اتفاقية تعاون علمي وثقافي مع ممثلي ثلاث مؤسسات بحثية جامعية مهتمة بتاريخ ميلة القديمة. ويتعلق الأمر بالوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، المركز الوطني للبحث في تهيئة الإقليم وجامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، كما تم الإعلان الرسمي عن فتح فضاء لمركز التوثيق والتراث بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بميلة.
الاتفاقية عمرها خمس سنوات قابلة للتجديد، وتأتي في إطار تعزيز التعاون العلمي تنفيذا لتوجيهات الحكومة بين المؤسسات البحثية الجامعية والمؤسسات العمومية الأخرى المحلية والوطنية، لما يشكله التراث الثقافي لمدينة ميلة من أهمية وقابلية للدراسة والبحث، وذلك ضمن إطار منظم و اهتمام مشترك، تنخرط فيه المؤسسات التابعة للأطراف الموقعة من كليات، أقسام، مخابر بحث وهيئات ومديريات ولائية .
وتهدف الاتفاقية كذلك بحسب ما جاء في المادة الثانية منها، إلى تحديد طرق التعاون بين الأطراف في ما يتعلق بتفعيل البحث العلمي والأثري وتثمين التراث المادي والتاريخي الذي تزخر به ولاية ميلة، بما فيه عصور ما قبل التاريخ، التاريخ القديم والوسيط وكذا التاريخ المعاصر المتعلق بالحركة الوطنية وتاريخ الثورة، علما بأن مدينة ميلة نشأ ونشط فيها اثنان من مفجري الثورة هما عبد الحفيظ بوالصوف ولخضر بن طبال.
وقد تقرر تسطير برنامج سنوي متفق عليه تقره لجنة توجيه وإشراف ممثلة لمختلف الأطراف، ويتم من خلاله إنجاز دراسات بيداغوجية وتنقيب، معالجة، تثمين ونشر هذه الدراسات، مع توسيع مجال البحث ليشمل المواقع المحيطة بمدينة ميلة القديمة ومسجد سيدي غانم والواقعة داخل إقليم الولاية، مع الالتزام بحقوق الملكية الفكرية المعمول بها وطنيا.
وقبل توقيع الاتفاقية، زار والي ميلة إحدى قاعات المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية أمبارك بن صالح و وافق على تحويلها لمركز للتوثيق والتراث خاص بمدينة ميلة القديمة ومحيطها، أما رئيس جمعية أصدقاء ميلة القديمة، البروفسور عبد العزيز السقني، فاستعجل في تدخله الإسراع في فتح نواة لمعهد التاريخ بالمركز الجامعي، عبد الحفيظ بوالصوف، حتى يواكب هذا الأخير نشاط البحث التاريخي الجاري حاليا بالولاية.
إبراهيم شليغم
