راشد الغنوشي: حكم بالسجن لمدة عام على زعيم حركة النهضة التونسية

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

ألقت السلطات التونسية القبض على راشد الغنوشي الشهر الماضي

قضت محكمة تونسية بسجن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، أحد أهم رموز المعارضة للرئيس التونسي قيس سعيد، لمدة عام.

وذكرت هيئة الدفاع عن الغنوشي أنّ الحكم غيابي في قضية رفعها ضدّه أحد أعضاء نقابة أمنية على خلفيّة وصفه عناصر الأمن التونسي بالـ"طواغيت"، وذلك أثناء تأبين أحد المنتسبين للحزب الإسلامي.

وقرّرت الهيئة مقاطعة كلّ جلسات الاستماع والمحاكمة بسبب ما وصفته "بعدم سلامة الإجراءات القضائية".

يُذكر أنّ قوّات أمنية اعتقلت الغنوشي، 81 سنة، الشهر الماضي ليُقدّم للمحاكمة بعد أن وُجهت إليه عدة اتهامات، من بينها اتهامات ذات صلة بالإرهاب، وفقا لوكالة فرانس برس.

ووصفت هيومان رايتس ووتش اعتقال الرئيس السابق للبرلمان التونسي وتوجيه تلك الاتهامات إليه بأنه "تحرك يستهدف تحييد أكبر حزب سياسي في البلاد"، وذلك في تقرير صدر عن المنظمة الأسبوع الماضي.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • قصف غزة: ماذا نعرف عن قادة حركة الجهاد الذين قتلوا في القصف؟
  • راشد الغنوشي: حركة النهضة تندد بقرار سجن رئيسها
  • راشد الغنوشي: اعتقال زعيم النهضة "لحظة قاتمة"- الغارديان
  • راشد الغنوشي: جدل في تونس بعد إيقاف رئيس حركة النهضة المعارضة

قصص مقترحة نهاية

وظهر الغنوشي أمام المحكمة في فبراير/ شباط الماضي على خلفية اتهامات ذات صلة بالإرهاب، من بيها اتهامات بأنه وصف ضباط الشرطة "بالطغاة". وتعد هذه واحدة من عدة قضايا رفعتها السلطات ضد الغنوشي، الذي كان رئيسا لحزب النهضة الإسلامي - أكبر حزب في البرلمان قبل أن يحله سعيد المجلس في يوليو/ تموز 2021 في إطار استيلاء على السلطة يسمح له بالحكم بمرسوم.

تونس: ما الذي حققه قيس سعيد خلال سنة وصولا للاستفتاء؟

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

انتخابات تونس: أحزاب معارضة تقول إن قيس سعيد "فقد شرعيته" بالإقبال الضعيف في الانتخابات

تونس: الولايات المتحدة "قلقة للغاية" بشأن اعتقال منتقدين بارزين للرئيس قيس سعيد

ومثل الغنوشي أمام المحكمة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بسبب مزاعم تورط حزب النهضة في تسهيل سفر جهاديين إلى سوريا والعراق.

كما خضع زعيم النهضة للتحقيق في مزاعم غسل الأموال ذات الصلة بالتبرعات الخارجية التي تتلقاها مؤسسة خيرية مرتبطة بالحزب الإسلامي.

واعتقلت السلطات التونسية - منذ فبراير/ شباط الماضي - راشد الغنوشي وأكثر من عشرين من المعارضين للرئيس التونسي والشخصيات السياسية البارزة، من بينهم وزراء سابقون وعدد من كبار رجال الأعمال في البلاد.

وأثار اعتقال الغنوشي الشهر الماضي - مع آخرين - مخاوف على المستوى الدولي، بما في ذلك قلق الاتحاد الأوروبي الذي أكد على أهمية "المبدأ الأساسي للتعددية السياسية".

وقالت الولايات المتحدة إن هذه الاعتقالات "تمثل تصعيدا مقلقا من قبل الحكومة التونسية ضد المعارضين".

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك لوسائل إعلام إن برلين تتابع اعتقال الغنوشي "بقلق بالغ"، محذرة من أن "الإنجازات الديمقراطية في تونس منذ 2011 يجب ألا تضيع".

متاعب اقتصادية

يقول قيس سعيد إن المحتجزين لدى السلطات التونسية في الفترة الأخيرة "إرهابيون ومتورطون في مؤامرة على أمن الدولة". لكن معارضوه يصفون الإجراءات التي يتخذها في البلاد بأنها "انقلاب" وعودة إلى الحكم الاستبدادي في الديمقراطية الوحيدة التي أفرزتها ثورات الربيع العربي في أكثر من عقد من الزمن.

وكان الغنوشي قد اعتقل وأودع رهن الحبس الاحتياطي في إبريل/ نيسان الماضي بعد تصريحات حذر فيها من أن محو وجهات النظر المختلفة مثل اليسار أو الإسلام السياسي، الذي ينتمي إليه حزبه، قد يؤدي إلى "حرب أهلية".

وقال تحالف المعارضة الرئيسي في تونس - جبهة الإنقاذ الوطني التي ينتمي إليها حزب النهضة - في ذلك الوقت، إن احتجاز رئيس الحزب كان للاشتباه في "التآمر على أمن الدولة".

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تعاني تونس من أزمة اقتصادية طاحنة تقول المعارضة إن سعيد ينفذ اعتقالات لصرف انتباه الرأي العام عنها

ورفض حزب النهضة أن تكون تصريحات الغنوشي قد انطوت على دعوة إلى حرب أهلية، مؤكدا أنه "يدين بشدة حكما غير عادل يهدف إلى التستر على فشل السلطات التام في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد".

وقالت هيومن رايتس ووتش في تقرير نشرته الخميس الماضي إن "السلطات التونسية كثفت هجومها على معارضي استيلاء الرئيس قيس سعيد لسلطة في 2021".

وقالت سلسبيل شلالي، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في تونس: "بعد شيطنة حزب النهضة وتوجيه اتهامات خطيرة دون دليل ، تحركت سلطات الرئيس سعيد لتفكيكه".

وأضافت: "على السلطات التونسية أن تكف عن انتقامها من النهضة والمعارضين الآخرين وأن تطلق سراح جميع المسجونين في غياب أدلة موثوقة على ارتكاب جرائم".

وتعاني تونس من زيادة كبيرة في الديون وموجات حادة من زيادة التضخم في الأسعار والبطالة، مما يدفع بعض مواطنيها إلى محاولة الفرار إلى أوروبا.

وتتفاوض الحكومة التونسية منذ عدة أشهر مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 2 مليار دولار، لكن يبدو أن المناقشات تعاني من تعثر في الفترة الأخيرة.