بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها بطولة كأس العرب للمنتخبات تحت 17 سنة، العام الماضي في الجزائر؛ قلب كأس إفريقيا للفتيان المعالم عكسيا، وخفف المشاحنات السائدة بين الشعبين المغربي والجزائري لتعتلي الروح الرياضية فوق كل النزاعات السياسية للبلدين.
وشهدت أرضية ملعب الشهيد حملاوي في قسطنطينة أبرز معالم التغيير، خلال مباراة ربع نهائي كأس إفريقيا تحت 17 سنة؛ الذي تنظمه الجزائر. فقبيل صافرة المباراة؛ أظهر لاعبو المنتخبين عن روحهم الرياضية، حين التقاطهم صورة تتخطى كل النزاعات وكل ما مضى. فاختلط لاعبوا المنتخبين ليتأبط كل لاعب ذراع لاعب المنتخب الثاني.
وما إن صرخت صافرة النهاية، معلنة فوز المنتحب المغربي بثلاثة أهداف نظيفة، حتى تعزز المشهد السابق بمعانقة عدد من أشبال الأطلس لصغار ثعالب الصحراء، الذين كانوا في حسرة على خسارة اللقب. ليكون مشهد مواساة المغربي عثمان الإدريسي الرحالي للجزائري فتحي كساسي الأكثر تأثيرا في الجماهير.
ولم تقتصر مظاهر التوحد هذه على اللاعبين فقط؛ بل اكتسحت مدرجات المشجعين الذين باتت تصدح حناجرهم بعبارات مثل “خاوة خاوة”. وتجاوز التلاحم الملاعب ليكتسح منصات التواصل الاجتماعي. فنوّه عدد من مستخدمي منصات “انستغرام” و” يوتيوب” و”تويتر” بما فعله اللاعبون.
واستمر رواد هذه المواقع؛ منذ ذلك الحين؛ في تداول صور وشرائط مصورة مقتطفة من المباراة معلقين ” أجمل صورة للشعب المسلم المغربي والجزائري”، معبرين كذلك أن “لا أزمة ستفرق الشقيقين”. في حين تداول عدد من الجزائريين تعاليق تشجيع لمنتخب الأشبال في مباراة نصف النهائي أمام مالي، وأخرى تهنئهم بالفوز.
ويشار إلى أن العلاقات المغربية الجزائرية تشهد توثرا منذ عقود، وذلك بسبب قضية الصحراء المغربية.
