بعد تقديم نموذج سيارة أول مُصنع مغربي، والنموذج الأولي لمركبة تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها مغربي، خلال حفل ترأسه الملك محمد السادس في القصر الملكي في الرباط، يستثير النقاش في مجال التكنولوجيا النظيفة. فيربط مباشرة بمدى عملية اعتماد هذه السيارات؛ سواء عبر نطاق اعتمادها أو تكلفتها.
وبتعلق الأمر بسيارة شركة “نيو موتورز”، ذات رؤوس أموال مغربية، والنموذج الأولي لمركبة الهيدروجين” لشركة “نامكس”، الذي أطلق عليه اسم مركبة الهيدروجين النفعية،
وعقب هذا التقديم؛ طفت على الواجهة تساؤلات وتقديرات لسعر السيارة الهيدروجينية هذه وتكلفتها. إذ انهال عدد من المواطنين على منصات التواصل الاجتماعي بحثا عن جواب أو تقريب لذلك، فنشر البعض أن “سعر السيارة المغربية التي ستصنع للسوق المحلي حدد في 160 ألف درهم (نحو 15800 دولار)”. في حين قدر البعض الآخر سعرها بأنها تفوق 95 مليون سنتيم.
بينما اتجهت تعليقات وتدوينات أخرى إلى التساؤل عن محطات الشحن وتكلفته. في الوقت الذي اشتكى آخرون من الأسعار المتداولة معتبرينها مرتفعة، كما عبرت بعض التعاليق عن مطالب أصحابها بخفض سعر السيارة الهيدروجينية مغربية الصنع لتشجيع المنتوج الوطني وتعزيز علامة “صنع في المفرب”.
وتعتبر السيارات الهيدروجينية، إلى حد الآن، حديثة العهد. فقد عرفت اليابان إطلاق أول مركبة تعمل بخلايا الوقود بكميات كبيرة في العالم؛ باسم تويوتا ميراي؛ في نهاية عام 2014 من قبل شركة تويوتا. وبدأ بيعها في كاليفورنيا، وأسواق مختارة في أوروبا والمملكة المتحدة وألمانيا والدنمارك لاحقًا في عام 2015. إذ بلغ سعر البيع الأولي حينها في اليابان 69000 دولار تقريبا. لتبيع تويوتا، إلى حدود متم 2019، أكثر من 10000 سيارة ميراي. أطلقت العديد من شركات السيارات نماذج استعراضية بأعداد محدودة.
وهي تعد أكثر تكلفة من السيارة الكهربائية. إذ تكلف المركبة الكهربائية النموذجية التي تعمل بخلايا الوقود النموذجية مثل هيونداي نيكسو، الصادرة في 2013، ما بين 63 دولارًا و95 دولارًا للسير 380 ميلًا، بحسب موقع شركة “إنسايْد إي في إس”. وهي تحمل نحو 6.3 كغم بنطاق سير 380 ميلًا.
وتتطلب السيارات الهيدروجينية محطات للوقود الهيدروحيني، المرتفع السعر, ما يجعل قيادتها تقتصر على المسافات داخل المدينة باستخدام البنية التحتية اللازمة، التي تجعل التنقل باهظ الثمن حاليًا، ويبلغ سعر الكيلوغرام من الوقود الهيدروجيني ما بين 10 دولارات و15 دولارًا.
وللإشاره؛ فإن الاختلاف بين السيارات الكهربائية وسيارات الهيدروجين يكمن في كون السيارات الكهربائية تعمل باستخدام البطاريات لتخزين الطاقة الكهربائية وتشغيل المحرك. في حين تدمج السيارات الهيدروجينينية، الهيدروجين مع الأكسجين لإنتاج الكهرباء، تعمل بعد ذلك على تشغيل المحرك الكهربائي.
ويجري في السيارات الهيدروجينية، إدخال الهيدروجين من الخزّانات الموجودة فوق أحد طرفي خلية الوقود، الذي يسمى القطب الموجب “الأنود”، إذ تحدث تفاعلات تحفيزية، ما يؤدي إلى تجريد الإلكترون من الهيدروجين. وعلى القطب السالب “الكاثود”، الأكسجين، الذي يترشح من البيئة، يجذب الهيدروجين الموجب الشحنة لتكوين الماء، وبينما ينتقل الهيدروجين عبر الكاثود، ينطلق الإلكترون ضمن دارة تولد الكهرباء.
وعلى الرغم من أن خلية الوقود تُعدّ أهم مكون في النظام، فإن البطارية ضرورية أيضًا لتحقيق الكفاءة، وتُستخدم البطارية الصغيرة أساسًا لأغراض الكبح المتكرر، ويمكن أيضًا شحنها خلال التشغيل المنتظم لخلية الوقود.
