منذ تحرير المغرب لمعبر الكركرات من ميليشيات جبهة البولبساريو الانفصالية، شرع المغرب في إعمار هذه المنطقة التي تشكل معبرا أساسيا نحو العمق الافريقي.
واستطاع المغرب في ظرف وجيز تأمين المعبر باعتباره شريانا اقتصاديا وتجاريا مهما يربط أوروبا والمغرب بإفريقيا، ويؤمن صلة المغرب بعمقه الأفريقي وتعزيزها وتقويتها، في سياق السياسة الخارجية للمملكة.
ويسعى المغرب إلى تحويل هذه المنطقة إلى مركز تجاري واسثتماري مهم، وذلك من خلال إعمارها، عبر بناء مركز للشركة ووحدة فندقية ومسجد .
وفي هذا الصدد، قال محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية، إن أولى الحقائق الكبرى التي ترسخت بعد 13 نونبر 2020، تكريس معبر الكركرات الذي يربط المملكة المغربية بموريتانيا لاسمه كمعبر محوري في غرب إفريقيا يشهد دينامية يومية بمرور أزيد من 100 شاحنة محملة بالمنتوجات الصناعية والبحرية والغذائية.
وتابع قائلا كما أن التأمين العملياتي للمعبر أسس لرؤية تنميته وجعله نقطة جذب ونشاط لوجيستي وصناعي ومعماري انطلق ببناء مسجد يؤكد أن المنطقة مرتبطة بحوزة التراب الوطني بشكل نهائي ولا رجعة فيه.
وسجل بودن، في تصريح خص به الأيام 24، أن القرار السيادي الذي اتخذه المغرب بمعبر الكركرات في سياق وطني مطبوع بالإجماع واهتمام الجميع بالوصول لتلك الربوع من المملكة المغربية عكس القدرة الكبيرة للمغرب في تأمين المعبر وزوال استفزازات ميليشيات البوليساريو من المنطقة وسيطرة الاستقرار والانسيابية بها وتعددت مؤشرات تبدل الحال في المنطقة ما بعد تحييد الاستفزازات.
وأكد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتيةأن بناء مسجد و مركز شرطة و فندق يمثل جزء من الوتيرة التنموية العالية التي تعرفها المنطقة و تعكس ارتباطها دينيا بإمارة المؤمنين و الأمن و الاستقرار بمختلف ربوع المملكة المغربية فضلا عن بنيات الاحتضان والإقامة بما يجعل المنطقة حاضنة لعوامل جذب متعددة وتعزيز الترابط العائلي واليومي بين أبناء الصحراء المغربية و ساكنة المحيط الإقليمي.
وزاد قائلا “من المؤكد أن هذه الدينامية ستعزز الأداء الوظيفي لمعبر الكركرات و تطوير مناطق التميز بالصحراء المغربية في إطار رؤية تستهدف بناء مدينة الكركرات كمدينة صاعدة الى جانب العيون و الداخلة و السمارة و بوجدور وغيرها”.
وأضاف بودن أن “هذا المعطى سيجعل البنية العمرانية للمنطقة تفي بمتطلبات الاستقرار و توطين المشاريع و تأمين فرص اقتصادية في تكامل مع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية. يقع معبر الكركرات على أهم طريق رئيسي يربط أوروبا بغرب أفريقيا على مستوى حركية الموارد و الخدمات و الاستثمارات و بالتالي فإن بناء مرافق حيوية يمثل الأرضية الصلبة لنواة بناء مدينة في الكراكرات”.
