دعا رئيس لجنة الاتصال والإعلام للجنة الوطنية لليونسيكو بالجزائر، أحمد بن زليخة، أمس، إلى ضرورة تعزيز دور التعليم في غرس قيم و ثقافة السلم و " العيش معا في سلام "، مبرزا أهمية تعزيز دور المؤسسات التعليمية عبر العالم في نشر ثقافة السلام والتسامح والحوار بين الشعوب والأديان.
وفي محاضرة بعنوان "العيش معا في سلام في عصر الرقمنة"، قدمها في مقر اللجنة بالجزائر العاصمة، في إطار الاحتفال باليوم العالمي «للعيش معاً في سلام»، الذي بادرت به الجزائر، أكد بن زليخة على أهمية وجود نظام تعليمي في الجزائر وفي الخارج " قائم على القيم العالمية للاحترام والتضامن والسلام’’، مشددا في هذا الصدد على ضرورة وضع مناهج تعليمية تهدف إلى التنمية الشخصية القائمة على قيم التعايش والسلام والحوار.
وأكد المتحدث على أهمية الاستثمار في التعليم الذي يشجع الأطفال على تبني المواطنة العالمية على أساس قيم التسامح ونشر ثقافة السلم، كضرورة ملحة  لمساعدة النشء على تنمية قدراتهم على استقلال الرأي والتفكير النقدي والأخلاقي.
كما دعا بن زليخة إلى أهمية أن تسهم السياسات والبرامج التعليمية في تعزيز التفاهم والتضامن والتسامح بين الأفراد ومحاربة العنف والتطرف، لافتا إلى أن منظمة "اليونسكو"، تولي هذا الجانب عناية خاصة، حين أكدت على ضرورة تحسين نوعية المناهج المدرسية بإدراج القيم الإنسانية لتحقيق السلام والتلاحم الاجتماعي واحترام حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.
ويرى ممثل اللجنة الوطنية الجزائرية للتربية والثقافة والعلوم، أن زرع ثقافة السلام من خلال التعليم أمر هام لأن التعليم هو الذي يدعم قيم الحق والمساواة والتفاهم و "العيش معا في سلام " باعتبار أنه من خلال التعليم يتم التوعية الكاملة والتعرف على الثقافات الأخرى، وتعلم كيف نحترم ونقدر الاختلافات الثقافية والدينية ما يسمح بالتقارب.
وشدد بن زليخة في ذات السياق، على ضرورة أن يكون نظام التعليم في البلدان الأخرى، خاصة الدول الغربية ذات الثقافة اليهودية المسيحية، منفتحا على الثقافات الأخرى دون تحيز، من أجل تكريس الحس المدني والمواطنة العالمية والشعور بالمسؤولية الاجتماعية، دائمًا حول القيم الأكثر إيجابية، ولا سيما الاحترام والتضامن والسلام.
وأثناء تطرقه للحديث عن الفضاءات الجديدة للتواصل بين الشعوب، والعلاقات الإنسانية الجديدة التي خلقها الفضاء الأزرق، حذر بن زليخة من التأثيرات السلبية للرقمية الافتراضية على الفكر والسلوك بطريقة تضر بالعلاقات الإنسانية، ودعا ‏إلى تشجيع النشء على الممارسات الجيدة وتوجيههم لتجنب المحتويات الموجهة التي تدعو إلى الكراهية.
وبعد أن دعا إلى أهمية اعتماد مدونة أخلاق عالمية، شدد المتحدث على ضرورة تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة وحسن توجيههم للتعامل بإيجابية مع الأنترنت، باعتبار أن " العيش معا’’ في حاجة اليوم كما قال إلى حسن التكيف مع العصر الرقمي الذي نعيش فيه، واستخدام ثورة المعلومات وأدوات الاتصال لدحر خطاب الكراهية والإقصاء والسيطرة، وكذلك للكشف عن الخداع ومحاربة الظلم.
وكان رئيس لجنة الاتصال والإعلام للجنة الوطنية لليونسيكو بالجزائر، قد أبرز في مستهل محاضرته، أهمية الاحتفال باليوم العالمي "للعيش معاً في سلام’’، الذي بادرت به الجزائر ولعبت دوراً هاما وحاسماً في إعلان الأمم المتحدة باعتبار يوم 16 ماي من كل سنة كيوم عالمي "للعيش معاً في سلام’’.
وقال "إن الاحتفال بهذا اليوم العالمي، هو بمثابة عرفان للمبادرة الجزائرية التي تعكس الرصيد الوطني القائم على العدالة و الإنصاف وحسن الجوار واحترام الآخر وهي المبادئ المتجذرة في القيم الحضارية والثقافية والدينية للجزائر والسعي الدائم للعيش معا في إخاء وتضامن ووسطية وتسامح ورفض كل أشكال التطرف والكراهية’’، وفي نفس الوقت – يضيف - فهو فرصة لتعزيز القيم الأخلاقية والثقافية والاجتماعية والإنسانية التي يرتبط بها الشعب الجزائري بشكل أساسي.
ع.أسابع