منها النحام وأبو ملعقة

إحصاء أزيد من 5 آلاف طير مهاجر بقسنطينة

تحصي مصالح محافظة الغابات بقسنطينة، أكثر من 5 آلاف عابر من الطيور المهاجرة  التي حطت بالمناطق الرطبة هذه السنة، وأزيد من 100 نوع من الطيور منها أنوع نادرة ومهددة بالانقراض،  فيما عششت أصناف منها لأول مرة وذلك بسبب التقلبات المناخية التي أثرت على سلوك  هجرتها.

لينــــة دلــول

وكشف المحافظ الرئيسي للغابات ورئيس الشبكة الوطنية لمراقبة الطيور، عيسى فيلالي، للنصر، على هامش يوم تحسيسي نُظم مؤخرا ببحيرات جبل الوحش بقسنطينة، أن عملية  الجرد تندرج في إطار الإحصاء الدولي للطيور المهاجرة المنظمة سنويا، ويتم القيام بها لمعرفة أنواع وحركة الطيور التي تعبر أو تعشش بالمنطقة لاسيما تلك المهددة بالانقراض والنادرة وذلك من أجل حمايتها.
وأكد السيد فيلالي أن هجرة الطيور من أوروبا والشرق الأوسط  نحو المناطق المعتدلة بإفريقيا تبدأ في السبت الثاني من  شهر أكتوبر، ويختار  بعض  منها  مناطق في الجزائر  للاستراحة والتكاثر، فيما تواصل  البقية  هجرتها إلى إفريقيا حسب قوتها  وقدرتها على الطيران وكذلك حسب المناخ الذي يلائمها  لتقضي فيه «عطلتها الشتوية»، مضيفا أن الطائر المهاجر ينتظر حتى  شهر ماي ليعود إلى موطنه الأصلي.
وأوضح المتحدث، أن هجرة الطيور من دولة إلى أخرى، ظاهرة  بيئية مرتبطة بالتنوع البيولوجي، وأضاف أن أغلب أسباب حدوثها  متعلق  ببرودة الجو أو ارتفاع درجة الحرارة، إذ  يحتاج كل نوع من الطيور لمناخ معين حتى يتمكن من التكيف والعيش،  ناهيك عن  البحث عن الطعام والماء أو التزاوج.
وذكر الخبير أن المسطحات المائية بقسنطينة تعتبر مواقع راحة وتعشيش لمختلف أسراب الطيور المهاجرة التي تتنقل على رواق الهجرة بين أوروبا وإفريقيا، والتي تحتضن أصنافا متنوعة منها، من بينها أنواع مدرجة ضمن قائمة الطيور المهددة بالانقراض، مشيرا إلى تحديد  100 نوع من الطيور أقامت بالمنطقة.
وأضاف الخبير، أن من الأنواع الأخرى التي تحط  بقسنطينة  كل سنة،  هي النحام، أبو ملعقة، وأصناف نادرة من طائر البط، وكذلك الهدهد، بالإضافة إلى  طائر اللقلق الذي يعتبر من أصناف الطيور المهاجرة التي تعلقت بسماء قسنطينة وجعلت منها موطنا دائما فوق القِمام بأعشاشها.  
ويكشف هذا العدد من الطيور  المهاجرة التي حطت بقسنطينة، حسب  الخبير،  أن المنطقة ما تزال تعتبر من أهم المسارات الرطبة ذات التنوع البيئي الهام، والملائم  لتعشيش جميع أصناف الطيور،  رغم التدهور الذي طالها في السنوات الأخيرة، والاعتداء الممارس عليها   من طرف الإنسان كمظاهر التوسع العمراني، والري الفوضوي الذي يقوم به صغار الفلاحين الذين يمارسون نشاطات موسمية.
ولفت فيلالي، إلى أنه وبسبب التقلبات المناخية، تغير سلوك هجرة بعض من أنواع الطيور، إذ تم رصد أنواع عششت لأول مرة في قسنطينة ولم تعد إلى موطنها الأصلي رغم أنها من الأنواع العابرة.
وأضاف المتحدث، أن درجات الحرارة المرتفعة، التي سجلت بسبب تغير المناخ وقلة هطول الأمطار، أدت إلى تقليص المناطق الرطبة الرئيسية بقسنطينة، ومصادر المياه التي تعتمد عليها الطيور أثناء رحلات الهجرة، فجفت غالبية البحيرات، كما قال المتحدث إن العوامل التي تسببت في تراجع أعداد الطيور المهاجرة بقسنطينة، هي الحرائق التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، الجفاف، والزحف الإسمنتي الذي هدم أماكن استيطانها.
ثروة تأثرت بالتغيرات المناخية
وصرح المتحدث، بصفته مصورا هاو للحياة البرية، أنه تمكن من توثيق تواجد طائر   الطيطاوان المرقع لأول مرة في سماء الجزائر وتحديدا بقسنطينة، وهو نوع نادر من طويلات الساق قدم من أميركا، حيث خرج  عن سربه بسبب  الرياح وذلك في أول ماي سنة 2014، ليتم توثيقه في مجلة أوروبية.  
وأشار فيلالي، إلى أنه توجد العديد من الآليات والتشريعات التي تهدف إلى حماية الطيور المهاجرة وسلالاتها في الجزائر، كما تصنف في كل مرة الأنواع المحمية والمهددة بالانقراض، منوها في ذات السياق بالدور الذي تقوم به الشبكة الوطنية لمراقبة الطيور والتي تضم جمعيات، فلاحين، وحتى هيئات رسمية، مهمتها مراقبة الطيور وأعدادها وأنواعها.
وطالب محافظ الغابات، بضرورة حماية هذا الصنف من الثروة الحيوانية التي هي رمز للتراث الطبيعي العالمي المشترك، ومساكنها التي هي المناطق الرطبة، مشددا على ضرورة تجنيد جميع الجهات المعنية وبذل كافة الإمكانيات البشرية والمادية للحفاظ عليها، كما يجب، بحسبه، دق ناقوس الخطر لأن العديد من البحيرات والأودية في العالم جفت  على غرار تلك الموجودة في ألمانيا والعراق، بما أثر على تعداد بعض من سلالات الطيور.

هاوي الحياة البرية عيسى فيلالي في حوار للنصر
وثقــت  1200 نــوع من الحيـوانـات والنبـاتات البريـــة
تمكن ابن ولاية قسنطينة، عيسى فيلالي، من توثيق ما يقارب 1200 نوع من الحيوانات والنباتات التي تتواجد عبر مختلف ولايات الوطن، من بينها 250 طائرا و40 نوعا من الأوركيدات، والتي قام بتحميلها عبر منصة بيئية عالمية تحمل اسم «إي ناتيراليست». وأكد فيلالي في حديثه للنصر، أنه وثق أنواعا نادرة الوجود لأول مرة، كما ألف كتابا يجمع فيه 250 نوعا من الطيور، فيما يعمل حاليا على إطلاق سلسلة مرسومة عن عالم الحيوان والنبات موجهة للأطفال الصغار، مضيفا أن شغفه بالحياة البرية وما تخفيه من مكنونات مثيرة للاهتمام دفعا به لخوض غمار تصوير وتوثيق الحيوانات والنباتات.

حاورته : رميساء جبيل

خرجت إلى البرية وأنا ابن العاشرة ووالدي قدوتي في المجال
هلا عرفت القارئ من هو عيسى فيلالي؟
من مواليد 1972، مهندس دولة في الغابات منذ سنة 1997، وإطار بمحافظة الغابات بقسنطينة منذ 2001، وكذا هاو للحياة البرية منذ الصغر ومصور وموثق للحياة البرية منذ 2001.
كيف تشكلت علاقتك مع البرية ومتى بدأت تستكشفها؟
أتذكر أن أولى خرجاتي للبرية كانت مع أشقائي ووالدي سنة 1982، وأنا ابن العاشرة، فقد كنا نرافق والدنا عندما كان يمارس هواية الصيد آنذاك، ومن هنا تحديدا كانت بداياتي في الانفتاح على عالم الحيوان الغامض، أين أخذت أول الدروس في المجال، بدءا بمعرفة أسماء عدد من الطيور والحيوانات التي كنا نصادفها أثناء خرجاتنا البرية، إذ كنا نضطر إلى قطع مسافات طويلة من شروق الشمس إلى غروبها.
هذه المحطة كانت سببا رئيسيا في حبي وعشقي للطبيعة وانتمائي إليها، فطيلة تلك المدة التي قضيتها مع والدي بين أحضان الطبيعة، رسخ في مخيلتي حب الحياة البرية، وزُرع في داخلي فضول التعرف على خباياها ومكنوناتها، فعمدت إلى اقتناء كتب بيئية كان يندر وجودها في ثمانينيات القرن الماضي، كما كنت حريصا على متابعة الأشرطة العلمية عبر شاشة التلفزيون الوطني كالكوكب الحي وسلسلة جيمس كوك وعالم البحار لكوستو وغيرها.
أعتبر والدي قدوتي ومثالي الأعلى في حب الحيوانات والطبيعة، فلطالما كان يحثنا على عدم الاقتراب من الحيوانات إلا للضرورة القصوى، وألا نعبث بأعشاش الطيور وغيرها من النصائح الكثيرة التي تحمي المنظومة البيئية.
انقراض عدد من الأنواع دافعي للخروج إلى البرية
متى بدأت انطلاقتك الحقيقية في مجال توثيق وتصوير الحياة البرية؟
بدأت تصوير الحيوانات في التسعينيات، حيث اقتنيت أول آلة تصوير من نوع «آغفا» لاستعمالها مبدئيا في التصوير والتقاط صور للطبيعة، رغم أنها ليست مخصصة لتصوير الحياة البرية. كانت بداياتي في تصوير الحيوانات من حديقة جبل الوحش حيث التقطت صورا للنعامة الأسترالية والجمل والطاووس وغيرها، وهي صور ما زلت أحتفظ ببعضها إلى يومنا هذا.
لكن ما ظل راسخا في ذهني ويحز في نفسي لحد الساعة، هو مشاهدتي لأنواع من الحيوانات في سنوات سابقة لم أوثقها آنذاك، والتي لم تعد موجودة، على غرار السحالي والثعابين والفراشات واليعاسيب التي تتميز بألوان جذابة ومغايرة، وهذا الاختفاء راجع لتدهور حالة الأوساط الطبيعية، كتلوث الجداول العذبة والنظيفة مع تقلص الغطاء النباتي.
لهذا السبب أبحرت في مجال توثيق الحياة البرية، ففي بداية الأمر كنت أدون ما تقع عليه عيناي من مشاهد وملاحظات في مذكرتي الخاصة، مع البحث في المراجع التي تتوفر عليها مكتبتي المنزلية، وارتياد المكتبة العامة بالمركز الثقافي رشيد القسنطيني بالدقسي.
وبحكم أني أجيد الرسم، فقد انطلقت في رسم أنواع معينة بالاعتماد على الموسوعات والقواميس، مع الاجتهاد في حفظ الأسماء العلمية لكثير من الطيور والثدييات والزواحف وحتى النباتات التي حظيت باهتمامي وأنا طالب بالجامعة.
كيف تطور استخدامك للكاميرات لتصوير الحياة البرية؟
مع التطورات التي عرفتها آلات التصوير الرقمية في السنوات الأخيرة، ارتأيت أنه حان الوقت لاقتناء كاميرا بمواصفات عالمية، خفيفة الوزن وغير متعبة نظرا لكوني أتنقل لمسافات طويلة جدا وفي نفس الوقت تتميز بزوم قوي، وبحكم أن العدسات المحترفة ثقيلة الوزن وباهظة الثمن، وقع اختياري سنة 2004 على كاميرا سوني، ومن ثم  على باناسونيك ليميكس، ثم اشتريت في الأخير كاميرا من نوع فيجي فيلم، التقطت بها معظم الصور والألبومات التي أنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. أتلقى اتصالات كثيرة من أصدقاء لي بالمجال، يستفسرون عن نوعية الكاميرا التي استعملها، وفي كل مرة أنصح بها ليس إشهارا لها ولكن لجودتها وانخفاض سعرها.
أشارك ملاحظاتي بمجلات و مواقع عالمية
متى بدأت مشاركة ما تلتقطه عدستك على فيسبوك، وكيف ساعدك هذا الموقع؟
بدأت في نشر أعمالي وما تلتقطه عدستي من صور عبر حسابي على الفيسبوك سنة 2010. ساعدني هذا الفضاء الواسع على تكوين علاقات واكتساب معارف جديدة، إذ تعرفت على خبراء ومختصين في المجال، وعلى كبار موثقي الحياة البرية في الجزائر وحتى من دول أخرى، كما التقيت بمعظم المصورين الذين يقاسمونني شغف الهواية، فنشأت بيننا صداقات قوية، وأصبحنا نلتقي من حين لآخر ونتنقل إلى عدة مناطق بغية توثيق أندر الأنواع التي يقتصر وجودها على مناطق معينة، كغابات تابابورت والقالة والأوراس وجبل الوحش والصحراء.
دفعني هذا إلى التفكير في تثمين أعمالي، بجمعها ونشرها في مواقع متخصصة، مع نشر بعض الملاحظات العلمية الهامة والنادرة في مجلات علمية مثل« Dutch Birding» وبمواقع عالمية كـ «إي ناتيراليست».
ما الفرص التي أتاحها لك هذا الموقع؟
الهدف الأساسي من التدوين في مثل هذه المواقع العلمية والعملية، هو تبادل المعارف والعلوم مع بقية الباحثين والطلبة وخبراء البيئة من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى الفائدة التي يجنيها الناشر من حفظ بياناته الرقمية في مكان آمن يحميها من الضياع أو السرقة، خصوصا وأنها ذات قيمة علمية، ناهيك عن سهولة الرجوع إليها فقط بضغطة زر على إحدى الوسائل الإلكترونية المتاحة.
كيف ساعدت الصفحات البيئية بمنصات التواصل في نشر الوعي بالثـروة الطبيعية؟
بالنسبة لصفحات ومجموعات فيسبوك التي تعنى بهذا المجال، فهناك ثلاث مجموعات بارزة بالجزائر تهتم بتوثيق الحياة البرية، هي الحياة البرية في الجزائر، وبراري الجزائر ومن أجل حماية الحياة البرية في الجزائر، وأنا أحد مسيريها رفقة أصدقاء لي.
ساعدتنا هذه الصفحات والمجموعات في ضم الآلاف من محبي الطبيعة إلى صفوفنا، كما تمكنا في ظرف وجيز من نشر الوعي البيئي بين العديد من المواطنين عبر مختلف ربوع الوطن وحتى في العالم العربي وبقية أنحاء العالم، والآن نتلقى العشرات من طلبات الانضمام.

كانت هذه الصفحات الافتراضية جسرا للتواصل ووسيلة لتكوين صداقات حقيقية، إذ أضحى هناك عدد كبير من مصوري وموثقي الحياة البرية الذين ينشطون عبر الوطن، ومنهم من يمتلك أجهزة وتقنيات جد متطورة وله درجة كبيرة من الاحترافية.  
ما هو عدد أنواع الحيوانات والنباتات التي وثقتها؟
قمت لحد الآن بتوثيق 1200 نوع من النباتات والحيوانات، يمكن الاطلاع عليها ومعرفة تفاصيلها من خلال موقع إي ناتيراليست، وهي حصيلة ليست بالكبيرة، مقارنة بما أطمح للوصول إليه خلال مسيرتي المهنية، مع العلم أني أضعت كثيرا من الصور السابقة.
ولدي بالمناسبة، مشاهدات نادرة لأنواع من الطيور المهاجرة، التي وُثقت من خلالي لأول مرة في الجزائر، كما وثقت أوركيدات وحشرات ونباتات عشبية يمكن استغلالها في مجال البحث العلمي، وهو الأمر الذي أعمل عليه حاليا بالتنسيق مع عدد من طلبة الماستر والدكتوراه الذين يقصدونني من ولايات مختلفة.
جبل الوحش وشطابة مؤهلتان كمحميات طبيعية
ما سر اهتمامك بالأوركيدات التي يندر الحديث عنها في الجزائر؟
السحلبيات أو الأوركيدات هي أزهار جميلة جدا، لها عشاق من كل أنحاء العالم فهي من النباتات الملفتة والمثيرة للاهتمام، نظرا للأشكال المختلفة والغريبة التي تظهر عليها، فأحيانا تكون على هيئة رأس قرد وأحيانا أخرى تظهر في شكل طائر أو نحلة أو عنكبوت، وتتميز بتعدد ألوانها الزاهية.
يوجد منها وفق ما تم توثيقه بالجزائر أربعون صنفا وفصيلة، وثقت منها 25 نوعا بقسنطينة تحديدا بمنطقتي جبل الوحش وشطابة، المعروفتين بتنوع غطائهما النباتي، ما يؤهلهما للتصنيف كمحميات طبيعية.
نشرتَ عبر حسابك على فيسبوك أن طائر الزرياب يساهم في إعادة إحياء غابات البلوط؟ كيف ذلك؟
من المعروف أن طائر الزرياب يتواجد بشكل دائم على مستوى غابات البلوط، وفي قسنطينة يسجل وجوده بمنطقتي جبل الوحش وابن باديس، نظرا لكثافة غطائهما النباتي ولنمو شجر البلوط بكثرة على مستواهما.
هذا الطائر جميل الشكل، ومثال حي في حماية غابات البلوط من الانقراض والاندثار، نظرا لكون الزرياب يتغذى على ثمار البلوط ذات الغلاف القاسي جدا، ليطرح رشيم النبتة في التربة عبر فضلاته فيكون بذلك جاهزا للنمو دون حاجة لتدخل البشر، ثم يتحول في المستقبل إلى شجرة بلوط عملاقة.
هذا الطائر عامل أساسي لانتشار غابات البلوط التي لطالما كافحت من أجل البقاء، وظلت صامدة رغم ما مر عليها من ظروف قاسية، وبالأخص أثناء الفترة الاستعمارية التي نهب فيها الأخضر واليابس.
هل تعتمد على طريقة خاصة عند توثيق الحياة البرية؟
عندما أقرر الذهاب إلى منطقة معينة من أجل التصوير والتوثيق، أغادر المنزل مبكرا بعد صلاة الفجر مباشرة وأعود بعد الغروب مع استخدام وسائلي الشخصية من سيارة وعتاد، لكن في بعض الأحيان يتطلب الأمر المبيت في الخارج لمشاهدة الحيوانات الليلية من ثدييات وطيور.
أما في الجولات الاستطلاعية التي أقوم بها بغية التعرف على مواقع جديدة، فأضطر للمشي لمسافات طويلة جدا تتجاوز 30 كيلومترا، ويرافقني صديقي عبد الوهاب قارة علي، وفي أحيان أخرى أصطحب أبنائي معي أثناء المشي لمسافات قصيرة، للبحث عن الأوركيدات والحشرات والفراشات، لتحبيبهم في الطبيعة وتمرير الرسالة إليهم، زيادة على أنني لا أفضل الخرجات الجماعية فهي غير مثمرة خصوصا عند تصوير الثدييات والطيور.
ضرورة التحيين الفوري لقائمة الحياة البرية المحمية والمهددة بالانقراض
باعتقادك، ما الإجراءات الواجب اتخاذها لحماية الحياة البرية؟
لحماية الثروة البيئية من الاندثار والضياع، يستوجب تكثيف مجهودات الجمعيات الناشطة في المجال ولعب دورها الحقيقي على أكمل وجه، من خلال تنظيم عمليات توعوية على كل المستويات والأصعدة وفي جميع المناطق.
كما يجب الردع وفرض عقوبات قاسية على كل من سولت له نفسه إلحاق الضرر بالحياة البرية، خصوصا مع الظواهر الأخيرة التي انتشرت على نطاق واسع وفي كثير من الولايات، أين تم قتل الضباع والثعالب والذئاب وتسميم النسور والسنوريات، رغم أن هذه الكائنات محمية وفق القانون.
لهذا يجب على الجهات المختصة إجراء متابعات قضائية لهؤلاء الجناة وتسليط أقصى العقوبات عليهم، خصوصا وأن البعض منهم يفتخر بأفعاله وينشرها على صفحات معروفة وتسوق لها قنوات إخبارية على غرار فيديوهات قتل الضباع والثعالب.
أما فيما يخص الأنواع البرية المهددة بالانقراض، فالأرقام الرسمية المعلن عنها بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي، ما يستوجب بالضرورة التحيين الفوري لقائمة الحياة البرية المحمية وكذا المهددة بالانقراض، خصوصا مع التدهورات الكبيرة التي تشهدها الأوساط البيئية في الآونة الأخيرة، والتي تعيش بها مختلف الكائنات الحية من نباتات وحيوانات.
هذا يرجع إلى السلوكيات السلبية التي يمارسها الإنسان في حق الطبيعة، دون وعي أو إدراك منه بمخاطرها التي تهدد الثروة البيئية، فأنا أراه العامل الأول وراء ما نعيشه اليوم من اختفاء أو انقراض عدد من الكائنات الحية، وتأتي في المقام الثاني التغيرات المناخية والحرائق والأمراض ومختلف الآفات التي تصيب الأحياء البرية.
أعمل على إنشاء سلسلة مصورة للتعريف بالتنوع البيولوجي
باعتبارك ابن قسنطينة، ما هي المناطق التي تتميز بثـراء طبيعي في هذه الولاية؟
قسنطينة مدينة غنية عن التعريف، لما تزخر به من مناظر طبيعية خلابة تنتعش في فصل الربيع، ناهيك عن تنوع تضاريسها واحتوائها على مواقع إستراتيجية معروفة بالتنوع البيولوجي منها جبل الوحش وشطابة وتيديس ووادي الرمال وغابة ذراع الناقة وغابات ابن باديس وغيرها من الأماكن التي تحوي بين ثناياها جمالا خفيا ونباتات محلية نادرة لا يمكن الكشف عنها إلا بعد زيارات ميدانية متكررة وبحث دءوب.
هل تنوي توثيق أعمالك في كتاب؟
حاليا لم أطبع أي كتيب أو إصدار، رغم انتهائي من تأليف كتاب حول طيور قسنطينة جمعت فيه 250 نوعا، بعد أن قمت بتصويرها لما يزيد عن 22 سنة أين بدأت في تصويرها منذ سنة 2001.
أما المشروع البيئي الذي أعمل عليه، هو إعداد سلسلة مصورة لأنواع مختلفة من الطيور والفراشات والأوركيدات، أنجزتها خصيصا للأطفال الصغار في شكل رسومات وخرائط واضحة وملونة، تحتوي معلومات بسيطة وسلسة في شكل نصوص قصيرة يسهل فهمها، تعرف بالصنف المذكور ومكان تواجده والوقت المناسب للظفر بمشاهدته.
تهدف هذه السلسلة إلى التعريف بالتنوع البيولوجي الذي تزخر به الجزائر عموما ومدينة قسنطينة خصوصا، ليغرس في الأولاد روح الفضول والرغبة في الاستكشاف ومعرفة هذه الأنواع عن قرب، ما يدفعهم عند الكبر للخروج إلى الطبيعة والتجول فيها واكتشاف معالمها، وبمجرد أن يتغلغل حب البرية إلى داخلهم سيبحثون عن حلول إيجابية لحماية الثروة البيئية من الاندثار.
ر. ج

قُتل على أيدي رعاة في كينيا
هلاك أحد أكبر الأسود البرية في العالم

لقي ذكر أسد بري يعتقد أنه أحد أكبر الأسود في العالم سناً، حتفه بعدما قتله الرعاة، حسبما ذكرت السلطات في كينيا.

وتوفي لونكيتو الذي كان يبلغ من العمر 19 عاماً، في قرية أولكيلونييت بعدما افترس الماشية. وتقع القرية على حدود حديقة أمبوسيلي الوطنية في جنوب كينيا.وقالت جماعة «ليون غارديانز» المعنية بالحفاظ على البيئة إنه «أقدم أسد ذكر في نظامنا البيئي وربما في أفريقيا». وتعيش جميع الأسود تقريباً في أفريقيا مع عدد قليل منها في الهند، وفقاً للاتحاد العالمي للحياة البرية، وقال بول جينارو، المتحدث باسم هيئة الحياة البرية الكينية، لبي بي سي إن الأسد كان عجوزاً وضعيفاً وتجول في القرية بحثاً عن الطعام.
وتعمل مجموعة «حراس الأسد» التي تديرها قبيلة الماساي على الحفاظ على أعداد الأسود في حديقة أمبوسيلي الوطنية، وقالت إن نهاية الجفاف «تتميز عادة بزيادة الصراع بين الإنسان والأسود» حيث تتعافى الفرائس البرية ويصبح صيدها أكثر صعوبة، وفي حالة اليأس، غالبا ما تلجأ الأسود لافتراس الماشية.
وأضافت المجموعة البيئية أن مقتل لونكيتو كان «موقفاً صعباً لكلا الجانبين الناس والأسد»، وأشادت به باعتباره «رمزاً للصمود والتعايش». وقالت بولا كاهومبو، وهي ناشطة في مجال الحفاظ على الحياة البرية، إنها تألمت لمقتل الأسد ودعت إلى اتخاذ تدابير لحماية الحياة البرية في البلاد، وعلقت بالقول «هذه هي نقطة الانهيار للصراع بين الإنسان والحياة البرية ونحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد كدولة للحفاظ على الأسود التي تواجه الانقراض».
ويبلغ متوسط عمر الأسد حوالي 13 عاماً في البرية، على الرغم من أنه يمكن أن يعيش لفترة أطول في الأَسر.

 

تاريخ الخبر: 2023-05-17 03:27:05
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

العالم يسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

أخنوش..الحكومة استطاعت تنفيذ جل التزاماتها قبل منتصف الولاية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية