أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن هناك مرض يعد ثالث سبب للوفاة في العالم كما أوضحت أن الكثيرون يستهينون به، إنه مرض "الاسنداد الرئوي المزمن" الذي خرجت وزارة الصحة المصرية مؤخرًا للتحذير منه، والإعلان عن إطلاقها حملات للكشف المبكر عنه نظرًا لخطورته الشديدة.

حسب وزارة الصحة والسكان في منشور توعوي لها فإن مرض الانسداد الرئوي تسبب في نحو 3.23 مليون حالة وفاة خلال عام واحد، و لخطورته أعلنت الوزارة إطلاقها مبادرة تحمل اسم "صحة الرئة"، عبرها يتم الكشف المبكر عن هذا المرض بالمجان لكل المواطنين.

وأكدت الوزارة، أن الهدف من هذه المبادرة هو الكشف المبكر عن مرض السدة الرئوية خاصة بين المدخنين، موضحة أن الكشف يتم باستخدام جهاز قياس وظائف التنفس.

استشاري الصدر: لا يشعر المريض بإصابته به وهذه خطورته

من جانبه أكد الدكتور محمود عبد المجيد أستاذ أمراض الصدر بمستشفى العباسية سابقًا في حديثه لـ"الدستور"، خطورة مرض الانسداد الرئوي المزمن، موضحًا أنه يعد من أخطر الأمراض المنتشرة حول العالم كما لفت إلى أنه وعلى الرغم من ذلك لا يدرك عنه الكثيرون شيئًا وبالتالي لا يعلمون عن مدى خطورته شيئا.

وتابع أن المتسبب الرئيسي في انتشار هذا المرض واحتلاله المركز الثالث بين الأمراض الأكثر تسببًا في وفاة الأشخاص حول العالم هو التلوث بجميع أشكاله وعلى رأسه التدخين.

كما لفت عبد المجيد إلى أن خطورة هذا المرض تتمثل في عدم شعور المريض به بشكل مباشر، فهو بطئ ومتراكم، يبدأ في صورة كحة بسيطة يشعر بها الشخص المدخن على سبيل المثال ثم تزداد هذه الكحة على فترات بعيدة ويظن أنها كحة لحظية ناتجة عن تدخينه السجائر فقط، بينما هي إشارة للإصابة بهذا المرض، وتابع أن بين الأعراض كذلك حدوث النهجان عند بذل مجهود والذي يبدأ هو الأخر في الزيادة بشكل بطئ وتدريجي ويزيد مع الوقت ومع اشتداد المرض.

وأكد محمود أن مرض الانسداد الرئوي المزمن ليس له علاج إلا إذا تم اكتشافه مبكرًا، ولذلك أشار إلى ضرورة الوقاية منه بالابتعاد قدر الإمكان عن مصادر التلوث المختلفة وأولها التدخين.

وعن محاولات علاج الانسداد الرئوي المزمن أكد أن استخدام البخاخات هي الحل الأمثل، مشيرا إلى فائدتها الكبيرة التي تساعد على تحسن حالة المريض بشكل واضح كما أكد أن هذه البخاخات ليس لها أي أعراض جانبية أو أخطار لذا يجب استخدامها باطمئنان.

في الوقت نفسه أشاد استشاري أمراض الصدر بمبادرات الدولة للكشف المبكر عن المرض، موضحًا أن هذا الأمر سيسهم في تقليل أعداد الوفيات به، وإنقاذ الآلاف من الأرواح.

وزير الصحة: حملة “صحة الرئة” تستهدف الكشف المبكر عنه

من ناحيته علق وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار على حملة الدولة "صحة الرئة" قائلًا: "الحملة تستهدف الكشف المبكر عن مرض الانسداد الرئوي، إلى جانب رفع الوعي الثقافي بخطورة التدخين وضرورة الإقلاع عنه".

أما فيما يخص رفع الوعي الثقافي بخطورة التدخين وضرورة الإقلاع عنه انتشرت فرق الحملة المصرية في الأماكن العامة والتجمعات والأسواق والمحال التجارية؛ لتقديم خدماتها للفئات المستهدفة من المواطنين.

وقد سبق وأن شدد عبد الغفار خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي، على أهمية مكافحة التدخين ليس فقط لمخاطره الصحية ولكن لتبعاته المناخية، معتبرا أنه أحد أسباب التغيرات المناخية.

أرقام الصحة العالمية حوله

وكانت قد أعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان رسمي منتصف مارس 2023، أرقامًا مهمة تتعلق بمرض الانسداد الرئوي المزمن حول العالم، موضحة أن الانسداد الرئوي المزمن هو السبب الرئيسي الثالث للوفاة في جميع أنحاء العالم، إذ تسبب في وفاة 3.23 مليون شخصًا في عام 2019 وحده

كما أوضحت أنه يحدث 90٪ من وفيات مرض الانسداد الرئوي المزمن بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 70 عامًا في البلدان المنخفضة وتلك المتوسطة الدخل، ولفتت إلى أنه 

السبب الرئيسي السابع في تدهور الصحة في جميع أنحاء العالم، كما أن أكثر من 70٪ من حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن في البلدان المرتفعة الدخل تُعزى إلى تدخين التبغ، أما في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، تصل حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى 30-40٪ فقط، كما يعد تلوث الهواء في المنازل عامل خطر رئيسي في الإصابة بهذا المرض.